الفصل السابع عشر :
"وإني أحبك..لكن أخاف التورط فيك،
أخاف التوحد فيك،أخاف التقمص فيك،
فقد علمتني التجارب أن أتجنب عشق النساء،
وموج البحار.
أنا لا أناقش حبك..فهو نهاري ولست أناقش شمس النهار، أنا لا أناقش حبك.
فهو يقرر في أي يوم سيأتي..وفي أي يومٍ سيذهب.
وهو يحدد وقت الحوار،وشكل الحوار." نزار
****
كان جالس بسيارته هو و معتصم، بمكان بعيد نسبياً عن مكان التسليم المقرر أن يتم به الصفقة..بقى حمزة يترقب وصول أي سيارة غريبة للمنطقة..أما معتصم فكان يتواصل مع باقي أفراد الشرطة،المحاوطين المنطقة بتأهب..كان الجو يسوده الترقب و التوتر!
نظر حمزة للساعة..فوجد أن موعد التسليم قد مر منذ خمسة عشر دقيقة تقريباً!
ليدعو بداخله أن ينتهي من تلك القضية اليوم..فهو يشعر أن هناك خطب ما، كيف لشخص كجمال أن يختار هذا المكان البعيد عن بلدته،الذي يحتمي بها!
لكن عثمان من أرسل له المعلومات اليوم..هل يمكن أن يكون مخطئ؟
زفر حمزة بضيق، و قد قرر الإنتظار..نظر معتصم لحمزة مقطباً..ثم أردف متسألاً.
- حمزة مفيش أثر لحد في المكان المقطوع ده..هنعمل ايه؟
تنهد حمزة، ثم أجابه بقلة حيلة.
- هنعمل ايه يا معتصم؟مفيش في ايدينا غير اننا نستنى.
- طيب حاول يا حمزة تتصل بعثمان، ممكن يكون عنده اي جديد!
أومأ حمزة موافقاً على اقتراح معتصم، ليحاول الإتصال بعثمان..لكن هاتفه مغلق!
*****
تسير ببطء، تتلفت حولها..خرجت من المنزل بخفة و هي تخفي وجهها بطرف وشاحها، ثم اقتربت من تلك الغرفة الصغيرة بجوار الحظيرة..نظرت من النافذة المشروعة نسبيًا، فوجدت عثمان ملقى أرضاً..و يبدو على وجهه آثار الضرب!
انحنت سريعاً أرضاً حتى لا يراها أحد..فسمعت صوت فتح الباب، ثم صوت جمال أخيها و شخص أخر يتحدثان.
جمال : ها فاق الكلب ده و لا لسة يا مرعي؟
مرعي بسخرية: لسة يا جمال باشا..هو الضرب إلى خده شوية!
جمال بغضب: يستاهل..علشان يعرف يشتغل مخبر للضابط إلى بينخور ورانا ده.
مرعي بتسأل : كلمت الجماعة يا جمال باشا؟
يجيبه جمال : أكيد..و المعاد بقى عند الجبل إلى في طرف البلد.
مرعي : حلو المكان ده، وسط حبايبنا..بس امتى الوقت علشان نلحق نتحرك.
جمال : لا متقلقش لسة ساعتين..نكون خلصنا على الأخ ده و روحنا!سمعت مهرة حديث أخيها و ذلك المرعي بإضطراب..امتلئت عيناها بالعبرات،اللاتي محتهم سريعاً..ثم ابتعدت قليلاً تفكر بشئ يعطلهما عن قتل ذلك المسكين!
ذهبت جهة الحظيرة ببطء، ثم أخرجت بعض البنزين..نثرتهم على أكوام القش هناك، ثم فتحت باب الحظيرة، حتى تهرب الحيوانات كي لا تتأذى..أوقدت النار بالقش، ثم خرجت سريعاً عائدة لمنزلهم ركضاً..ثوان و سمعت صوت ضجة بالخارج، و الماشية بدأو بالهرب مصدرين أصوات مزعجة..و الدخان بدأ ينتشر، ثم سمعت صوت أخيها و مرعي، يحاولان السيطرة على الحريق..و يعيدا تلك الحيوانات الهاربة مرة أخرى!
مرت ساعة و هي مازالت تسمع صوت أخيها و مرعي بالخارج..لتطمئن أنها عطلتهما، لتفكر كيف ستوصل تلك المعلومة لحمزة؟
تذكرت ذلك اليوم، عندما قابلته بالقرب من الساقية عندما كانت تساعد سماح..و عندها سألته ماذا يفعل هنا؟ و لماذا دائماً تلاحظ وجوده بنفس المكان!
ليجيبها متعللاً بالصدف ،و انه يذهب لمكان بالقرب من هنا..عندها قبل أن ترحل، جذب يدها بالقوة!
و قبل أن تستطيع أن تفرغ لاذاعت لسانها فوق رأسه..رأته يبتسم بمشاكسة، ثم دس بيدها ورقة مطوية!..ثم أغلق اصابعها فوقها، و بلمح البصر تركها بمكانها و تبخر!
و عندما فتحتها..رأت كلماته التى مست شغاف قلبها بحق " عيناكِ لم تخلق للحزن، ابتسمي حتى تزهر الدنيا بصوت ضحكاتك،بجانبك دائماً لا تقلقي مهرتي، فأنا هنا متى أردتني ستجديني"
و بأخر الخطاب، هناك رقم هاتفه مدون بخط عريض لتراه!
ابتسمت بحب لتلك الذكرى،ثم ركضت سريعاً نحو غرفتها..اخرجت تلك الورقة،ثم نقلت الرقم لهاتفها، و هاتفته و خفقات قلبها صمت أذنها بفعل ترقبها لرده!
*****
أمر معتصم القوات بالإنسحاب، فمن الواضح انه فخ..كان حمزة يقود السيارة عائداً، و إذا به يسمع صوت هاتفه يصدح..إلتقطه،ليطالعه رقم ليس مدون!
أجاب سريعاً ظناً منه أن عثمان يحادثه من رقم مختلف.
- ألو مين معايا؟..عثمان!
صمتت مهرة للحظات بتوتر، ثم أجابته بصوت منخفض.
- حمزة ،أنا مهرة..عثمان مش هيقدر يكلمك، جمال كشفه و كان هيموته،بس أنا عطلته.
أنت تقرأ
امرأة بعثرت كياني🌹(سمر خالد) مـكتــملة
Comédieالملخص : اعترف لنفسه بوقعه بالحُب! ذلك الشعور الغامض ،الذي لم يحسبُ له حساب... فقط سقط لأُذنيه به، و مع من؟ مع إمرأةً تُمثل كل ما يبغضهُ بالنساء، لكنه الآن تأكد أن الموازين انقلبت... و صار يعشقُ كل ما كان يكرهه... لقد بدلته، صنعت منهُ شخص لا يعرفه...