الفصل التاسع :
" إستعملت معك..كل الأسلحة التقليدية
وكل الأسلحة المتطورة .
من قوس النشاب...إلى الخنجر اليماني..
إلى الرمح الإفريقي،إلى الصاروخ العابر للقارات.
إستعملت حتى أظافري،لكسر جدار كبريائك...
وبعدما خسرت خُيولي.. و جُنودي..و أوسمتي..
قعدت على مدافعي أبكي، لأنني اكتشفتُ
أن جميع خرائطي قد سُرقت!
وجميع برقياتي السرية قد كُشفت
وأن أشجع رجالي، تركوني
والتجأوا إلى عينيك السوداوين. "خرجت ليلاً تلتفت حولها بتوجس، كانت تخفي وجهها بطرف وشاحها..تلتفت من حين لأخر خلفها تتفحص إذا كان هناك من يراها و هي تهرب!
نعم تهرب، و لن تعود...فهي لن تظل مكانها ترثى حالها حتى يسلموها، كالأضحية لذلك القذر الذي لا تطيقه...هي تعلم مدي سلطته، كما تعلم نفسه السوداء..تعلم انه لن يتوقف حتى يحصل عليها، ليس حباً بها بالتأكيد...لكنه تحدي، حتى يثبت لها أنه متى أراد شئ يحصل عليه!
لكنها لن تسمح له أن يمتلكها..لن يهنئ بإنتصاره هذه المرة، كم تود أن تواجهه برفضها، أن تخبره أن يذهب للجحيم بعرضه المشين لها...حتى و لو كان زواج رسمي، يكفيها أن يكون هو العريس حتى تعرف انه مشين...فالجميع بالبلد يعلم أي وغد يكون، يحسب أنه حطم إرادتي عندما خرب حياتنا الهادئة بفساد روحه...لا والله فالموت أكرم لي من إستسلامي المخذي لك.كانت تسير سريعاً بين الأشجار، حتى لا تلفت النظر لها...و عندما كانت تلتفت خلفها، فإذا بها تصتدم بجدار صلب و دافئ، تكاد تسقط من أثر الصدمة...ليمنعها ذراع قوي، تلقفها من خصرها سريعاً و أشرف عليها جسد ضخم، و عينان داكنتان تنظر لها بقلق، غاصت داخل عيناه شاردة ببحر من السواد، و هناك بالداخل منارة ترشد الضالين لبر الأمان...ظل الإثنين تائهان بعينا بعضهما...فهو تسمر أمام فتنة عيناها العسليتان، و تلك الخطوط الذهبية المغذولة بضياء الشمس...أصابت قلبه برجفة دفئ مفاجأة، كمن كان يحيا وسط الجليد...و فجأة أشرقت الشمس لحياته، فأصابه شعاع دفئها يخترق قلبه!
بعد لحظات أفاقت، و عاد عقلها للعمل مرة أخرى...تدرك الموقف، و وضعها بين ذراعى ذلك الرجل الضخم، ترفع يدها لصدره تدفعه بقوة تبعده عنها بزعر...فيفيق هو أيضاً على محاولاتها في الفرار، من حصار ذراعه و جسده المشرف عليها بشكل أربكها.
كادت تبتعد عنه و تكمل طريقها، قبل أن يوقفها معتصم بحيرة.
- إنت مين؟ و ليه بتجري كدة؟ إنت هربانة من حاجة!
تتسع عيناها مصدومة، قبل أن تحرك رأسها للجهتين سريعاً، و هي تجيبه.
- مش هربانة من حاجة، ممكن تسيبني أمشي بقي أرجوك؟
نظر لها معتصم متفحصاً، قبل أن يرفع أحد حاجبيه و هو يجيبها بعناد.
- مش هسيبك تتحركِ من هنا إلا لما تقوليلي، أنتِ مين؟ و رايحة فين؟ و إلا هتفضلي كدة واقفة للصبح.
ضربت بقدمها الأرض، بضيق و هي تسب و تلعن ذلك الوغد بداخلها.
ابتسم معتصم بتسلية، و هو يشهد حنقها منه.
ظلا صامتين للحظات كأنه إختبار للإراده...بالنهاية تنهدت بيأس، ثم قررت أن تخبره.
- أنا اسمي سماح..هسيب البلد و أهرب، علشان في راجل مصمم بتجوزني، و انا و اهلي رافضين...و حالياً بيهدد انه يدمر لنا حياتنا، لو موافقتش عليه..احنا أساساً عايشين على قدنا، و أبويا و أمي كبار، مش حمل انهم يقفوا قصاده.
أنت تقرأ
امرأة بعثرت كياني🌹(سمر خالد) مـكتــملة
Humorالملخص : اعترف لنفسه بوقعه بالحُب! ذلك الشعور الغامض ،الذي لم يحسبُ له حساب... فقط سقط لأُذنيه به، و مع من؟ مع إمرأةً تُمثل كل ما يبغضهُ بالنساء، لكنه الآن تأكد أن الموازين انقلبت... و صار يعشقُ كل ما كان يكرهه... لقد بدلته، صنعت منهُ شخص لا يعرفه...