السّهَدُ السّرمَديّ : سيمفُونيّة أُغسطُس .

43 15 42
                                    


أرجوا منكم دعمي بإضاءة نجمتيوترك بصماتكم في التعليقات 🍂 أتمنى لكم قراءة هادئة🌜

إلى جميع قراء الرواية أنتم الحب🧡 أنتم الأمل🌅أنتم الجمال🥀

لا تنسوا الاِستماع إلى الموسيقى للاِنسجام أكثر أطلقوا العنانَ لمخيّلاتكم وشكرا💜

~

الشتاء بارد علي من لا يملكون الذكريات الدّافئة فماذا عن الذين يمتلكونها ولكنها أقسى من برد الشتاء !
هناك حيث لا يوجد أحد سوى رماد اِكتسى جدران القلوب !
أتعلمون شعور أن يأكلك التعب و لن تعزّيك دمعة ؟
قاسٍ أليس كذلك ؟ ...


_"هل تفكّرُ بي من حينٍ لآخر ؟".

_"أفكّرُ بكِ من حينٍ إلى الأبَد و سيمفونياتُ أغسطس تشهَد ذلك ..."

~

على حالها تجلس قرب نافذتها الشاهقة منذ البارحة ؛ قد شاهدت تقاسيم الطبيعة كلها من غروبها إلى شروقها للآن تنتظر المدعو تايهيونغ أن يأتي ويسرد لها ما الذي حدث ؛ و ما الفائدة من ذلك ؟ لا شيء ...

اِستقامت بتثاقل أصاب ساقيها من الجلوس عليهما لمدة فاقت الساعات ، جرت نفسها نحو جدارية غرفتها تناظرها بهالات سوداء اكتسحت معالم محياها اقتربت أناملها الباردة نحو فرشاتها المنسية ثم فرقت على شفتيها الشاحبة تفصح عن رغبتها في القول :
"يا ترى ما الذي سأرسمه عليك يا ماضيي و حاضري و لربما مستقبلي كذلك ..."

تنهدت بضيق حجب تنفسها و استقامت مجددا تخلع سترتها القهوية بإهمال فتركت عليها ثوب نومها الحرير يستر جسدها الشاحب ؛ وضعت اسطوانة على آلة الموسيقى الأنتيكة و اخدت تتمايل على أطراف قدميها العارية ، ببطء و حذر شديد على إيقاع معزوفة الرقصة الأخيرة...
و

في وقت باكر من أوج الصباح صدى صوت المعزوفة في جل أركان القصر ، لكنها لا تمانع ذلك البتة ، لقد كانت شبه مخدرة تمشي و تتهاوى و لا تدري لأين ... زادت من سرعة حركاتها المتأنية و دموع القهر الساخنة تأبى مفارقة مقلتيها ، فتح باب غرفتها دون سمعها لذلك فقد كانت في عالمها الخاص مغمضة العيون الباكية ، محمرة الوجنات رغم سمرتها القمحية ألا وأنها كانت ظاهرة بشكل مرهق ، يداها تلوح مع أقدامها مع كل حواسها الموسيقية ، شعرها الأسود يتلاشى بفعل رياح نهاية أغسطس ... لقد كانت لوحة فلسفية تعجيزية ، كأنها فارة من عرش آلهة الإغريق لتستوطن في عالم اللا أبدية ؛

بـَغْثَةُ صَيْف: السَّهَّدُ السّرمَديّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن