السّهدُ السّرمديّ : تَأريخُ العَاصِفة

20 10 28
                                    


‏"أختاركَ في كل مرّة
حتى في الأيام التي لا نفهم بها بعضنا البعض"

"أحتشد أمامكِ كثيرًا حتّى في تلك اللحظة الّتي أتلمّس منكِ الجفاء والإعراض"






في يوم غائم ، جو يطغى على أفقه ذبذبات تبعث بين طياتها المعنى الأصح الذي تحمله كلمة المشاعر ، مشاعر الحب و الحزن ، كيمياء تجمعهما ...التلذذ بألم الحزن في كبد الحب فلسفة لا يفقهها سوى الذي يعيش وَسَطَها ؛ تجلس تلك التي يُقال عنها "المختلة النفسية " لكن الشيء الذي لا يفهمونه عنها ، أنّ ما ينقصها سوى فاءٌ تسبق تلك التاء المربوطة ليتغير رمث الكلمة ،  "المُختلفة " هي المُختلفة التي تتركز على أقدامها أمام بُحيرة شاسعة سطحُها راكز و عميق يعكس ما بداخلها ، أغمضت جفنيها تُدخل كمّا هائلا من الهواء البارد ملأت به رئتيها ، أعادت النظر نحو البُحيرة أمامها و خطف ذلك الحلم الذي لازمها لوهلة في ذهنها ، ذلك الطفل الذي يجلس على الحافة ، يضع ركبتيه وسط المياه العذبة و فتاة حسناء تجانبه يتبادلان الهدوء ؛ و ما كسره تلك اليد التي حملت ساق الفتاة .

"لماذا ، لم تُنقذها ...جونغكوك ".

تنهدت بضيق ، تجلس على ذلك الكرسي الخشبي المبلل بفعل المطر ، لم تلبث كثيرا حتى وُضع ملمسٌ أعلى كتفها جعلها تجفل ، أدارت رأسها لتجده يُناظرها بتلك العيون التي تذبحُ جيدها في كل مرة يتبادلان في النظرات ، أشاحت نظرها عنه نحو البحيرة مجددا ، أخذ يُجالسها المكان و قبل أن يتحدث أخذ نفسا عميقا مغمض العينين تلاها تنهيدة أفصحت كما من المعاناة بداخله .

"أ تتحدثين بمفردك ؟ ".

"لا".

"أ أزعجك قدوم جدك هذا الحد ؟ ".

"لا يهم ".

"و ما المهم إذا ؟".

"لا شيء يهم بعد الآن ".

"أ يمكنني معرفة السبب على الأقل؟".

" ألا ترى بأننا قد أسرفنا الوقت بما فيه الكفاية جيون ؟ ".

" أرى...أردت كذلك سؤالك كيف خرجت من تلك الأيام التي مزقت راحتك وهدوئك وثقتك في الأشياء من حولك؟ أرجو أن تحددي ، ما الذي تريدين قوله ماري~".

"يعتاد المرء على تلك الأيام التي كان يخاف حدوثها، يمضي وكأن لم يحدث شيء..يمضي وكأن الإرتطام الذي كسره لم يؤلمه...جيون ، لقاءنا كان غلطة ... لم يكن يجدر بنا أن نلتقي أبدا ، ربما هذا خطئي بالدرجة الأولى ، لم يكن علي العودة إلى روما ، أليس هذا اِتفاقنا منذ ذلك اليوم ؟".

بـَغْثَةُ صَيْف: السَّهَّدُ السّرمَديّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن