بـَغْثَةُ صَيْف: السَّهَّدُ السّرمَديّ

السّهد السّرمديّ : المَـاضـي.

شهر تموز_ يوليو، هو الشّهرُ المرتبط بقدوم الصّيف بكل ما يحمله من خصب ونضج للطبيعة و جماليات ، ولاسم هذا الشهر دلالةٌ أسطوريّة حيث جاء اِسمه من إله الزّراعة الإله تموز.

ولتموز الإله قصة حزينة، فرغم أنه ينتمي إلى الآلهة التي أوجدها واِختارها الإنسان الأول ليسكنها السماء، والتي تشبهه إلى حد بعيد، إذ تُحب وتَكره وتَتزوج وتنتقم...إلا أنها تختلف عنه بكونها خالدة، لكن
تموز ؛ هذا الإله الفريد لم يكن خالداً...

' أسطورة العشق و الموت'

تقول الأسطورة إن الإله تموز وقع في غرام إلهة الخصب والحب والجمال عشتار ، وبعد منافسةٍ مع الكثيرين من خاطبي وِدّها والمتوددين إليها ، نجح تموز في إقناع عشتار بالزّواج منه.

وعاش الِاثنان في نعيمٍ وأُطلق على بيتهما اِسم "بيت الحياة"، إذ جمع هذا الزواج المقدّس بين إلهة الحب والخصب وإله الرعي والنبات وبذلك اختزلا أساس الحياة .
لكن 'عشتار' قررت النزول إلى العالم السفلي، وعلى الرغم من أن السبب وراء قرارها هذا يلفّه غموضا كبيرا فلم يستطع أحدٌ فهمها ، إلا أن بعض الظن الذي تسلل لزوجها أن ذلك القرار يعود إلى طموحها، فقد أرادت أن تطلق الأموات من العالم السفلي الذي تحكمه أختها "أريشكيجال" ،
وفي مغامرة غير مدروسة، وضعت عشتار تاجَها اللازورديّ على رأسها وحملت صولجانها الشهير ولبست كل ما لديها من حليّ و أحجار القمر و الشمس ،  وهبطت إلى العالم السفلي ؛ هبطت عشتار طبقات العالم السفلي السبع ، وعند كلّ بوابة من البوابات السبع كان الحراس ينزعون عنها شيئا من حُليها وثيابها، إلى أن وصلت عاريةً تماما إلى بلاطِ أريشكيجال التي كانت جالسة على عرشها وحولها قضاتها السبعة ؛ وقد أصدر قضاة العالم السفلي حكمهم بموتِ عشتار وتحولت بنظرة من أختها إلى جثة هامدة.
لكن وزير عشتار المخلص "ننشبور" يبدأ برحلة طويلة إلى عظماء الآلهة لإقناعهم بإنقاذ سيدته من تنفيذهم حكمَ الموت عليها ، وبعد محاولات فاشلة وصل إلى الإله 'أنكي' ، إله الحكمة والمعرفة، ونجح في استمالته لإنقاذها من عالم الأموات.

يشرع 'أنكي' في مساعدة عشتار فيرشها بماء الحياة المُقدس وينثر على جسدها طعام الحياة و الروح ، لتستيقظ عشتار من موتها.

لكن قضاة أريشكيجال يقفون لها بالمرصاد ، فهذا عالم الموت وتحكمه قوانين خاصة، ولا يمكن الرجوع منه أبدا ، لذلك يصدرون حكمهم القاضي و النّافي بأنّ على عشتار أن تجد بديلا يحل محلها في عالم الأموات كي تستعيد نفسها .

ولضمانِ تنفيذ عشتار لقرار قضاة العالم السفلي، رافقها شياطينُ هذا العالم في رحلتها  للبحث عن البديل.