السّهَدُ السَّرمديّ : لَم تكُنِ البِداية

142 37 38
                                    

أرجوا دعمكم و نوركم لنجمتي
أنتم الحب 🧡 أنتم الأمل 🌅 أنتم الجمال 🥀









F-B : •23 يُونيُو

مساءٌ هادئٌ لهُما معًا في الشّاطئ حيث كانا يتأملان السّماء و غروبِ شمسها عنها... بعد صمتٍ دار بينهما تكلّم الكهل آنذاك مخاطبًا اِبنته ذاتَ الرّابع عشرَ صيفًا.


"ماريّا~"

كانت شاردة لم تزح مقلتيها عن السّماء.

"أنا آسِف ...
لا أَعلم إن كنتِ سترتكبين خطيئة كما فعلنا نحن بكِ أو لا لأنّي عاجزٌ عن تخمينِ ما يمكنك صنعهُ مستقبلاً فأنتِ غير متوقَّعَة أبدا ، فلطالما عاملَتكِ والدتك كمختلّة نفسية ... أمّا الذي أهابه فعلا أيْقنه هو أنّك تُشبِهينَها كثيرًا...لقد أردت إصلاح القليل لكني لم أفلح "

ضحَك قليلا بيد حمله لقنينة شرابٍ كحولي فأتمم.

" إن شعرتي بالوحدة إلجئي إلى الرّب ومن مقعدي هذا سأَدعُو لكي العذراء أن تحميك أعلم أنّي شخص لا يُستجاب له الدّعاء لكني أظل أبا لطالما أراد أن يكون صالحا ، فقط الحياة أتت ضدي ".

اِلتفتت ماريّا له مليّا ثم أرجعت سودويتيْها نحو الشّمس التّي باتَت تغرق عرَض السّماء و لم تتفوه ببنت شفة .

أردف أباها وملامحه المرهقة أبت مُفارقة ملامحها الشّابّة .

" أتعلمين ؟ ؛ أسفي لن يُفيد هذه الدنيا لحظات وتمضي..
عندما نوشك على الموت فقط ستُعاد كشريطٍ مسجل أمامنا لذلك أردت قول ذلك...
لا تعتبري كلامي هذا ندمًا عليكِ...بل قد يكون شفقة لأنك ضحية والدتك تلك ، تعلمين...حتى أنا كنت ضحية لها في يوم من الأيام و ها أنا ذا و الجميع قد تخلى عني ، غدوتُ سكّيرا عربيدا ....
هيّا ، هيّا اِنهضي ستُظلم لنذهب عند أبي ، فمنزلنا لم يعد يستقبلنا كما كان " .

بـَغْثَةُ صَيْف: السَّهَّدُ السّرمَديّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن