صداقة

434 37 6
                                    

ارجوك يا حضرة الظابط ساعدني
قالتها ببكاء شديد وهى تتوسل اليه
الظابط: قوليلي بالظبط ايه الي حصل عرفيني الحكاية من اولها عشان اقدر اساعدك
فرح: هحكيلك حكايتي من الاول خالص
Flashback
كنت اتنزه بالحديقة وجلست لأستمع للموسيقى وانا امارس هوايتي المفضلة في العطلة الا وهى الرسم ولأنني رجل يعشق الرسم يجذبني كل ما هو جميل ورقيق
بينما أنا جالس افكر بما سأرسمه لفت انتباهي فتاة لغاية الجمال اظن انني لن ارى فتاة بهذا القدر من الجمال مجددا
عيناها لهما سحر خاص بنيتان واسعتان بهما لمعة جذابة وجهها ابيض صافيا بشدة ملامحها بسيطة جميلة وهادئة جذابة وناعمة شعرها بني داكن كعيناها الرائعتان منسدل على كتفيها جسدها أيضا رائع كوجهها انطباعي الاول عنها انها شخصية خجولة فتاة يبدو عليها البساطة إلى حد كبير حذرة جدا لقد عرفت هذا من طريقة سيرها لغة جسدها حسنا لقد قررت رسم تلك الملاك اليوم جلست على الكرسي وظللت انظر اليها وارسم للأسف لقد رأتني وانا محدق بها بإعجاب ونظرت لي بتردد وتوتر ودقات قلبها تتسارع بشدة وهمت بالرحيل
زياد: يا انسة..لو سمحتي استني
فرح: نعم
أقسم أن هذا ارق صوت قد سمعته في حياتي اتمنى أن توافق على طلبي
زياد: انا برسم وبصراحة ملقتش اجمل منك النهاردة ارسمه عشان كدة كنت ببصلك انا اسف لو ضايقتك بنظراتي..تسمحيلي اكمل رسم؟
نظرت إلى عيني نظرة خاطفة ثم أبعدت نظرها عني بتوتر وبعد تفكير اردفت
فرح: ماشي..مفيش مشكلة
مع ابتسامة رقيقة لم ارى مثلها في حياتي
ابتسمت بسعادة ونظرت لها
زياد: شكر اوي انك وافقتي اتفضلي اعدي
ابتسمت تلك الجميلة وجلست في هدوء كنت ارسم ملامح وجهها البريئة بإعجاب شديد شعرت أنه يجب أن اراها مجددا شعرت لوهلة انها لن تكون المرة الأولى والأخيرة التي أراها بها لا اعلم لماذا ولكنني أشعر أنها ستصبح شيء مهم عما قريب في حياتي كنت شارد بها بينما أنا أفكر وهى أصبحت في قمة التوتر من نظراتي وتذهب بعيناها إلى اليمين واليسار
زياد بمزاح: شكلك خجولة اوي مبتحبيش عيون الناس عليكي
فرح: بصراحة اه
وابتسمت بخجل
زياد: انا زياد..وانت؟
فرح: فرح
زياد: تشرفت بمعرفتك يا فرح..انا ممكن اشوفك تاني بكرة زي دلوقتي هنا عشان اكمل الرسمة؟
فرح: هحاول اجي مش عارفة
زياد: ممكن ناخد ارقام بعض..وتعرفيني هتعملي ايه
فرح بتردد: ماشي
بصراحة لقد قلت هذا لأنني أريد أن اراها مجددا وان اسمع ذلك الصوت الناعم الجميل
زياد: شكرا
وقد تبادلنا ارقام الهواتف
فرح: عن اذن حضرتك
وابتسمت بلطف وذهبت في طريقها
لم استطع المقاومة وذهبت ورائها اراقبها اريد أن اعرف أين تقيم لدي فضول لأعرف من تلك الجميلة
ظللت اترجل ورائها إلى أن وقفت أمام باب فتحته وذهبت إلى الداخل واقفلت
الم اقل لكم انها فتاة يبدو عليها البساطة هى فعلا بسيطة تقيم في حي بسيط وبيت بسيط للغاية بينما انا طيار اجيد الرسم واعيش بمنزل فاخر لدي ثلاث سيارات وهى لديها تلك النظرة البريئة التي تذيب القلوب
عدت إلى منزلي ظللت احدق بالرسمة وانا اتذكر ملامح وجهها البريئ وابتسم
أما فرح
كلما تذكرت كلماته لي ابتسمت بسعادة انا متشوقة لرؤيته غدا وايضا خائفة ومتوترة جسدي يرتعش من التوتر ومعدتي تؤلمني بشدة..هذه المرة الأولى التي اذهب بها لمقابلة شاب..أنه وسيم للغاية يمتلك تلك العينان الخضراوتان الرائعتان..انا لا اجيد مقابلة الشباب هذه أول مرة اتحدث بها إلى شاب بالأساس انا خائفة للغاية اخاف من الكلام مع الناس أو مقابلتهم..حسنا كفي عن التفكير المرهق هذا! حاولي الهدوء واتركي كل شيء لوقته
وبالمساء أمسكت فرح بالهاتف الخاص بها واتصلت بزياد
زياد: فرح ازيك
فرح: انا كويسة..اتصلت عشان اقولك اني هاجي..هعد في نفس المكان
زياد: تمام هستناكي
فرح: تمام..باي
زياد: باي
بمجرد أن اقفل الخط ارتحت بشدة وخلدت إلى النوم
باليوم التالي ارتديت ملابسي وذهبت جلست بنفس المكان وانا اشعر بالتوتر الشديد
أما زياد فذهب بعدها مباشرة وكان في قمة السعادة عندما رآها
زياد: ازيك
زباد: كويسة وحضرتك؟
زياد ضاحكا: كويس..بس انا زياد عادي مش حضرتك
فرح بابتسامة: تمام
كريم: يلا نكمل
جلست فرح وظللت انا ارسمها باستمتاع ولا اريد أن تنتهي تلك الرسمة ولكنها للأسف قد انتهت بالفعل
زياد: انا خلصت اتفضلي الرسمة
زياد بداخله: اتمنى اشوفك تاني
فرح باندهاش: واااو متخيلتش تكون بالجمال ده..حلوة اوي تسلم ايدك
فرحت للغاية عندما رأيت الفرحة على وجهها وابتسمت ابتسامة عريضة واردفت
زياد: الحمدلله انها عجبتك..يلا مش هعطلك بقى
وابتسمت
فرح بابتسامة: مع السلامة
وتوجهت إلى بيتها مجددا وانا ورائها كالمرة السابقة ثم وقفت عند الباب والتفتت وجدتني احدق بها توترت بشدة ونظرت لي
فرح بخوف: انت بتراقبني!؟
زياد بتردد: لا لا اوعي تفهميني غلط انا طريقي من هنا بس..اصل انا راكن العربية هنا..
ويالا حظي كنت بالفعل وضعت سيارتي عند بيتها
فرح: اه ماشي انا اسفة
زياد: ولا يهمك
زياد بداخله: الحمدلله
أما فرح
دخلت وانا غير متطمأنة بالمرة وكأني أشعر أنه يتربص بي ولكن رجل يملك تلك السيارة سيراقبني انا بالتأكيد لا
خلدت إلى النوم وباليوم التالي استيقظت وارتديت ملابسي وذهبت الى تلك الحديقة وجلست بنفس المكان على أمل أن يأتي مجددا وارآه ويتحدث معي
مرت الساعات ولم يأتي حزنت كثيرا وهممت بالرحيل ثم ارتطمت بشخص وإذا به هو نظرت له وانصعق جسدي وشعرت برعشة تسري في جميع أنحاء جسدي
أما هو فكان قلبه يدق بشدة فرحا لأنه رآني
زياد: انا اسف..فرح عاملة ايه
فرح بابتسامة رقيقة وعيناها تلمعان
فرح: كويسة وانت؟
فرح بداخلها: اتأخرت ليه
زياد: كويس..تعدي معايا؟
فرح: مفيش مشكلة
ابتسمت وذهبت للجلوس معه
ننظر إلى بعضنا البعض ولا ننطق بكلمة
زياد: ممكن اقولك حاجة؟
فرح بداخلها: اخيرا..ياريت
فرح: اتفضل
زياد: انا نفسي نكون صحاب بس خايف تضايقي..لو مش عايزة عرفيني عادي مش هزعل
فرح: لا عادي مفيش مشكلة
وابتسمت بسعادة وقلبها يدق بشدة
ابتسم زياد ونظر إليها
زياد: ممكن اوصلك؟
فرح بحرج: لا مش هينفع
زياد: انت مكسوفة بردو؟
صمتت فرح ولم تعقب
زياد: خلاص الي تحبيه..طب كلميني عن نفسك
فرح: انا عندي 22 سنة وكنت بشتغل بس سيبت الشغل من فترة
بباكي بيشتغل ايه
فرح: ممكن منتكلمش عن بابا وماما
زياد: طبعا الي يريحك
زياد بداخله: البنت دي غامضة اوي نفسي اعرف عنها أي حاجة على طول ساكتة
فرح: اوف هقولك
زياد بابتسامة: من ايه ده
فرح: كاتمة كلام جوايا من سنين ونفسي أقوله لحد..ماما وبابا عايشين هم اتجوزوا بعض بالغصب مكنش فيه حد بيحب التاني وجابوني وهم مش عازيني وكانوا دايما يقولولي كدة في وشي
أدمعت عيوني وانا اتحدث ثم أكملت
فرح: المهم بابا اتجوز عليها وهى عرفت فا عشان تقرص ودنه خلته يطلقها وسابتني ليه ومشيت ومعبرتنيش تاني كنت صغيرة اوي كان عندي 7 او8 سنين كنت محتاجاها اوي..أما بابا بقى مكانش طايقني طبعا ومكانش عارف يعمل فيا ايه عشان مراته مكانتش عايزاني بردو فا سابلي فلوس كتير اوي من وراها أصله كان غني..وقالي أنه هيروح يدور على ماما ويجيبها ويجي وانا طبعا طفلة وصدقت ومن ساعتها مشوفتهوش تاني بردو
تحدثت بصوت مختنق وخانتني عيناي وبكيت
فرح: جارتي كانت بتعلمني ازاي استخدم فلوسي صح وساعدتني جامد اوي في حياتي وخلتني اتعلمت ونجحت وهى بالنسبالي زي مامتي بالظبط
نظر لي زياد بحزن ولم ينطق بكلمة واحدة لفترة ثم تحدث
زياد بحزن: ربنا عوضك بيها..انا اسف اني خليتك افتكرتي
فرح: انا فاكرة على طول مش مهم..شكرا انك سمعتني..انا لازم امشي دلوقتي عشان اتأخرت
نظرت لي وابتسمت تلك الابتسامة الجذابة واتجهت إلى منزلها أما انا أشفقت عليها وعلى حالها تلك الفتاة الرقيقة تفتقر لحنان الام والاخت وسند الاب والاخ ترعى نفسها بنفسها شعرت بالخوف عليها أشعر وكأنني اريد الاعتناء بها وحمايتها من كل شر اريدها أن تصبح مثل الأميرة لا أن تشقى وتعاني

The Other Faceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن