"أوبس"
تلك الكلمة المستفزة التي خرجت من بين شفتيها مع شبح إبتسامة ملتوية خبيثة كادت أن تُفجر عروق دماغه فهو لا يأبه لوقوعه في البركة وإبتلاله ولا حتى لغرق هاتفه فبإمكانه الآن شراء مخزون كامل من الهواتف ..بل على العكس تمنى لو أنه لم يكن يخوض جدالاً مهما مع أحد شُركائهم في صفقة مهمة لكان إستغل الأمر لينقض عليها هي الأخرى ويرميها في البركة ويلعب معها وكأنهما أطفال
تقدم نحو الدرجات التي في داخل البركة ليصعد ولم يُزح نظرته الثاقبة عنها طوال الوقت حتى حينما أقترب منها ووقف أمامها مُباشرة وظهر فارق الطول بينهما
مد نحو رافاييل ذراعه الطويلة والتي ألتصق بها كم القميص المُبتل من دون أن يُزيح عينيه المُنزعجة عنها وهي تنظر نحوه بمُنتهى البراءة وكأنها حمل ويدع
"هاتفك"
إستفاق رافاييل من صدمته بسبب ما حدث وأسرع في وضع أكواب القهوة على الطاولة وسحب هاتفه من جيب بذلته السوداء وتوجه نحو رين مُلتقطاً معه إحدى المناشف الموضوعة قرب الكراسي وقدمهما لرين
بدأ بتجفيف يديه ثم وجهه وعيونه تحدق بها ... إعترفت لنفسها بأن نظراته أرعبتها وشعرت بضعف ساقيها لكنها إستمرت بالثبات بمعجزة.. فهو مرعب حينما يغضب
بدأ بالنقر على الهاتف ووضعه على أذنه وعاد ينظر نحوها بتلك النظرات
"دانيال ..لقد وقع هاتفي صلني بالسيد ديريك"
إنتظر لبضع ثوانٍ ثم تم إيصاله لشريكه وعاد يتحدث إليه معتذراً عن إنقطاع الإتصالكان الضغط الذي يُمارسه عليها خانقاً فهو لم يسمح لها بأن تتزحزح من مكانها ولا حتى الحديث وحينما حاولت الكلام وضع سبابته فوق شفتيه بحزم أي بمعنى آخر يأمرها بأن تلتزم الصمت فبلعت ما في حلقها متوترة وأشاحت نظراتها عنه للطرف الآخر فرأت رافاييل يخرج هاتف رين من اعماق البركة بواسطة شبكة موصولة بعصى طويلة
بدأت ساقيها تؤلمانها فهو مستمر بجدال يبدو بلا نهاية مع المدعو ديريك ..مطت شفتيها بعبوس لطيف وبدت له كطفلة صغيرة قابلة للأكل ... لعن تحت أنفاسه لتأثيرها الهائل عليه ..فضربات قلبه يكاد الكون بأسره سماعها
وإن لم يبعدها من أمامه الآن فحتماً لن يستمر بهذا النقاش وسيلقي بهاتف رافاييل أيضاً في عمق البركة وينقض عليها بالقبلات والعناقاتفأشار لها بيده أن تذهب فوقفت لدقيقة كالبلهاء تستوعب إشارة يده وما لبثت حتى إعتلى الإرتياح وجهها فهرعت للداخل هرباً من أن يغير رأيه
وقفت للحظة تنظر له من خلف الباب الزجاجي واقفاً بملابسه المُبتلة منذ نحو ربع ساعة يمضيها بجدال مع ذلك الرجل وقد إنتابها بعض القلق بسبب بقائه مُبتللاً فقد يصاب بالزكام
قامت بهز رأسها قائلة
"كلا أنابيل إنها الحرب... لا تشفقي على العدو"
ثم تابعت سيرها للداخل وحين لمحت لونا داخل ذلك القفص الزُجاجي إشمأز وجهها
أنت تقرأ
لا يمكنني النسيان
Romanceظننتُ بأنني الضحيه، ولكن لم أكن املك أدنى فكرة انني هو الآثم...... بعد أن تم التلاعب بحبيبين عشق أحدهما الآخر بجنون فأدى إلى إنفصالهما بطريقة مؤلمة وسوء ظن كبير ظن من خلاله رين بأنه ضحية وان أنابيلا باولو فتاة خبيثة كالافعى قد باعته لأجل المال ..تد...