-عاملة ايه يا زينب؟
نظرت زينب لآمال بخوف ثم التفتت له قائلة: بخير، جاي ليه؟
-علشان تاخدي حقك، أنا غلطت في حقك كتير أوي وجه الوقت اللي لازم هتاخديه فيه، ولادنا عاملين ايه؟
ابتسمت ابتسامة ساخرة وقالت: أولادنا! هما ولادي أنا بس أنت مشيلتش هم تربيتهم، وأتفضل اخرج بره أنا مش عايزة اشوفك تاني.
-مش هينفع امشي يا زينب، لازم تاخدي حقك وأرجوكِ اقبلي مني الكلام.
ربتت آمال على كتفيها بحنان قائلة لها: يا حبيبتي اديه فرصة بس، هخرج أنا واسيبكم مع بعض.
ثم غادرت لتترك الأجواء شاحنة باللهفة والندم والحنين والغضب للماضي.
في مكان آخر وتحديدًا في منزل آمال، كان يجلسا الفتيات وهن شاردات في المستقبل الخفي حتى تحدثت أميرة بهدوء: عادل هيعمل ايه مع مؤمن يا حورية؟
-لسه معرفش، مفروض أنه هييجي الخطوبة وكدا، عادل قالي دي آخر فرصة وبعدين هيبعده عني خالص.
-خير، هو عادل بيحبني؟ يعني احكيله موقفه لما قولتيله عليا وعلى مشاعري.
-يا بنتي عادل عمره م حب بنت قبل كدا، وأنتِ أول واحدة تدخل قلبه ولو لسه محبكيش ف هيحبك لأنكم هتتخطبوا رسمي خلاص واستغلي أنتِ كدا باهتمامك، وبصراحة قالي تصرفاتها فالاول مكانتش عاجباني بس طبعًا خلاص عذرك علشان كريم هو اللي كان بيقولك تعملي كدا فاهماني.
-فاهمة آه، خير بإذن الله.
ثم التفتت أميرة إلى جنة قائلة بإبتسامة: وأنتِ وكريم عاملين ايه؟
تنهدت ببطئ ثم قالت بتلقائية: عادي حلوين اهو.
-حاسة أنك حبتيه طيب؟
-لا، كفاية أني متقبلة وجوده والحب هييجي تلقائيًا.
قطع حديثهم صوت طرقات على الباب فقامت حورية لفتحه ووجدت آمال تقف أمامها ثم دلفت وجلست على الآريكة تستريح، تحدثت حورية في لهفة: طنط، ماما عاملة ايه واتكلمتِ معاها وكدا؟ قالتلك ايه؟
-ماما بخير يا حبيبتي و..وكمان والدك هناك.
تراجعت للخلف على أثر الصدمة وقالت بقلق: بيعمل ايه عندها، ده خطر يا طنط مينفعش يكون معاها.
-لا مش خطر، أنا وصلتله وعرفته حالتها وهو راحلها علشان يرجع الفلوس تاني وبالمرة يكون عارف طريقكم بدل ما أنتم متفرقين كدا.
-يا طنط أنا خايفة عليها؛ لحالتها تدهور اكتر.
-كان بان على ملامحها لكن هي محتاجة تتكلم معاه وهو كمان محتاج كدا.
جلست أرضًا ثم نظرت للسقف وأغمضت عيناها قائلة: يارب خير.
قامت آمال من مقعدها ثم جلست أرضًا مثلها لتعانقها قائلة: خير يا حبيبتي، عايزاكِ تكلمي أخوكِ وتحكيله علشان تلحقوا تروحوا وتتجمعوا كلكم وتقدروا تتكلموا مع بعض.
-حاضر، ثم قامت ودلفت إلى غرفتها لتشرع في تغيير الملابس والاستعداد للخروج.
دلفت إلى الداخل وقررت مهاتفة أخيها، وبعد مرور بعض دقائق أجاب فتحدثت بلهفة: عادل عدي عليا بسرعة.
-ليه يا بنتي مالك؟
-هنزور ماما بس لازم نسرع مفيش وقت للكلام، هروح اجهز ومستنياك.
-تمام، ثم انتهت المكالمة.
وبعد مرور بعض الوقت وصلا الشقيقان إلى المشفى وصعدا إلى الغرفة ووجدا والديهما يجلسان أمام بعضهم البعض، فتنحنح عادل قائلًا: السلام عليكم.
التفتا لهم فقام إيهاب بلهفة قائلًا: أولادي عاملين ايه طمنوني عليكم.
ابتعدت حورية ولم تجيب وهرولت نحو والدتها وعانقتها قائلة: ألف سلامة عليكِ يا ماما، كوني بخير لأجلي.
بادلتها الآخرى العناق فتمتمت حورية بسعادة: الحمد لله الأمور بتتصلح اهي.
تحدث عادل مجيبًا لسؤال والده قائلًا: احنا بخير، وأنت عامل ايه.
-الحمد لله تمام، اتكلمت مع والدتكم والفلوس هترجعلها وأنا فهمت غلطتي خلاص وبعتذر بالنيابة عن كل اللي حصلكم بسببي، ثم التفت لحورية قائلًا بحنو: وحشتيني يا بنتي.
وقفت في قبالته ثم تحدثت بنبرة قاسية: بنتك! لا فهمني بنتك ازاي علشان مش مستوعبة، مسألتش عليا وولا شوفتني من ساعة ما كنت في ابتدائي، عادل اللي من حقه يقول بنتي مش أنت، على الورق اسمي حورية إيهاب لكن فالحقيقة اسمي حورية عادل.
ثم هرولت إلى الخارج وهي تبكي ولاحقها أخيها قائلًا: خدي هنا.
تقدمت إلى الأمام وهي خافضة رأسها فرفعها وتحدث بخفة: ايه الشجاعة دي، القطة كبرت وبقيت بتخربش.
-كنت شجاعة أوي صح؟
-حصل يا واد يا جامد، يلا نمشي ولا هتدخلي عندهم؟
-ندخل نسلم على ماما وبعدين نمشي.
ثم القوا عليها السلام واتفقوا معها على ميعاد آخر ليقضوا اليوم بجانبها.
في منزل آمال، كانت تجلس جنة تهاتف صديقاتها على الواتس آب وفجأة صاحت مما جعل أميرة تتحدث بتوتر: فيه ايه يا بنتي مالك!
-عيد ميلاد حورية في نفس يوم خطوبتك يا أميرة، وهي مش فاكرة ده، ف هنعملها مفاجأة وهتفرح أوي، ها ايه رأيك؟
-حلو أوي، هتفق مع ماما وكريم وهكلم عادل اقوله.
وبعد مرور بضع دقائق، جاءت صوت طرقات الباب فقامت أميرة لفتحه وجدت حورية وأخيها، ابتسمت عندما رأته وقالت بإبتسامة رقيقة: اتفضلوا.
تحدثت حورية بنفاذ صبر: اتكلمي عدل يا اختي، بكره هننزل نجيب الفستان وعادل حجز في نادي على فكرة.
صاحت أميرة بسعادة قائلة: هيييه حلو أوي.
أتت جنة برفقة آمال والقوا التحية عليهم ثم تحدثت آمال قائلة: كريم عامل ايه، اطمنتم على أمكم؟
-كريم بخير، وايوه اتطمنا عليها وباين على حالتها التحسن.
-يا ابني مهما والدك يرجعلها الفلوس، هتفضل قلقانة وقلبها خايف من الخذلان، اللي عدى عليها مش هين، استحملت وربيتكم وكبرتكم بخلاف معاملتها ليكم بس ده كله خوفًا عليكم وفي نفس الوقت تعب من الماضي، ياريت متشيلوش منها.
تمعنا الشقيقان في حديثها وأدركوا أنها على حق.
تنهد عادل وقال: بعد اذنكم همشي، ثم التفت لأخته وقال: عايزة حاجة، معاكِ فلوس؟
-سلامتك، معايا ايوه.
قبل رأسها ثم التفت لآمال: تسلمي يا طنط على أي حاجة بتعمليها معانا، أنتِ نعمة في حياتنا.
-يا ابني هو أنا بعمل ايه بس، حورية وجنة زي أميرة بالظبط.
ابتسم لحديثها ثم القى التحية عليهم وغادر.
وتتوالى الاحداث إلى مجئ يوم حفل الخطبة، في تمام الساعة السادسة مساءًا، دلفت حورية بفستانها المايل للون الشوكولا قائلة بلهفة: يلا يا أميرة علشان نلحق القاعة من الأول.
-أنتِ ظبطتي مكياچك؟
-ايوه خلاص، وأنتِ يا جنة؟
-آه استكفيت الحمد لله وكمان عدلت شوية في اللوك بتاع أميرة، تنفعي ميكاب ارتيست يا حورية.
اقتربت حورية حيثما تجلس أميرة ونظرت لوجهها ثم قالت بخفة: أميرة يا أميرة، يلا كلمي العريس.
اومأت برأسها موافقة ثم قامت من مقعدها وسارت إلى الشرفة بفستانها الذي يميل إلى السماوي الرقيق، هاتفته ثم عادت للغرفة قائلة بتلقائية: قرب خلاص، يلا شوفوا ماما جهزت ولا لسه.
ذهبت جنة وبعد دقيقة أتت قائلة: جهزت، هكلم كريم اشوفه.
جلست حورية على الفراش ثم تذكرت مؤمن وحديثه معها، نعم فهي تفتقد وجوده بجانبها وتفتقد حديثه، تنهدت بضيق وتمنت أن يأتِ للحفل اليوم.
وبعد مرور وقت ليس بطويل، أتى عادل ومعه كريم وأخبروهم بالاستعداد للنزول؛ فهم في انتظارهم.
عند وصولهم للقاعة، جلست حورية بجانب آمال وجنة وهي تشعر بالضيق لعدم مجيئه، وبعد مرور بعض الوقت وجدت الأنوار قد انغلقت ولا يوجد صوت، ازدادت سرعة ضربات قلبها من الخوف ووضعت يديها عليه، ثم تحدثت بصوت هادئ ولكنه مسموع لهدوء المكان: جنة، أنتِ جمبي؟ أنا خايفة.
وفجأة اضاءت المصابيح ووجدت تورتة ضخمة أمامها، اقتربت منها فوجدت صورتها عليها بالإضافة إلى رقم واحد وعشرين دليل على عمرها الجديد، صاحت بسعادة فعانقها أخيها قائلًا: جنة هي اللي افتكرت اليوم ده، واحنا كلنا فكرنا فالفكرة ونفذناها، كل سنة وأنتِ بنتي وجمبي يا حبيبتي.
ظلت تبكي من السعادة وهي تدرك بداخلها أن بعد كل محنة منحة، وبعد كل صبر جبر للقلب.
ثم تفاجأت بمؤمن يقف مبتسمًا، لم تسيطر على ذاتها فصاحت بانفعال وسعادة: مؤمن!
اقترب منها قائلًا بهدوء: طمنيني عليكِ.
-بخير وأنت عامل ايه؟
-الحمد لله تمام.
ثم شرعوا في الاحتفال بالخطبة وبعيد الميلاد معًا، وفجأة دلف شخصًا لداخل القاعة وظل واقفًا حتى انتبه له جميع الحاضرين، التفتت أميرة له وصاحت بغضب وتوتر قائلة: شريف!انتظروا البارت السادس والعشرين.
أنت تقرأ
مُغفلة عشقتني.
Romanceتنتظر من ينتشلها من ذاك السجن، من يزرع بداخل فؤادها الصبر والحب، حتى جاء هو ولكن هل سيعشقها أم سيظل أسير لذكرياته؟