زينب بغضب: يعني ولا عاملين لوجودي قيمة وهي وصاحبك بيحبوا بعض وأنت عارف كده كويس ومقولتليش!
رد بصدمة ممزوجة بغضب: مين دي اللي بتحب صاحبي، ثم أكمل بسخرية: حورية بتحبه؟ لا شكلك بتهزري وبعدين حضرتك مش واثقة فيها وإنها طفلة ومبتفكرش في حاجة.
زينب بلا مبالاة: هي دي أخرة التعليم والخروج.
قهقه عاليًا ثم قال: خروج ايه يا ماما احنا هنضحك على بعض! وأنا اللي بوصلها لما كانت في المدرسة ولحد دلوقتي مع إنها كبرت!
لم ينتظر ردها ثم دخل غرفة أخته ليحملها إلى المستشفى.
وبعد دقائق كان عادل خارج غرفتها يبكي ويدعو لها بالشفاء والحرية ولو قليلًا، مرت دقائق وخرج الطبيب من الغرفة ونظر لعادل برسمية: حضرتك تقربلها ايه!
رد بضعف: أنا اخوها، هي عاملة ايه دلوقتي؟
نظر الطبيب له بحيرة: هي هتفضل معانا كام يوم لأن حالتها النفسية صعبة اوي ومش هينفع تروح وخصوصًا مينفعش تعيش بين حاجة بتتعبها نفسيًا.
اومأ عادل برأسه موافقًا بحزن: تمام يا دكتور، أنا هفضل معاها هنا.
الطبيب: من وجهة نظري بلاش، أنا فهمت من كلامها أن والدتها هي سبب كده وبالتالي حضرتك يا استاذ عادل هتفكرها بيها بما إنك اخوها.
رد بإنفعال: ايوه ازاي مش هبقى معاها، مين يعني هيبقى جمبها؟
رد بهدوء: فيه ممرضات كتير هياخدوا بالهم منها متقلقش.
نظر إليه بعدم إقتناع: هي بتحبني وأنا مش هأذيها ومش هفكرها بحاجة، اسمحلي افضل معاها.
الطبيب: سيبها النهارده لوحدها وبكرة تعال اقعد معاها وأنا يهمني مصلحتها، ثم غادر
تنهد عادل ثم تذكر شيئًا: البحر، هو اللي هيحسن حالتها بس ممكن تفتكر لما رجعت واللي حصل، ثم تنهد بيأس: اعمل ايه بس!
ظل جالس بالخارج لإنه لم يقتنع بعد بالمغادرة وفجأه استمع لصوت صديقه كريم بالقرب منه، وقف امامه ثم رمقه بنظرة غضب: أنت جاي ليه يا كريم؟
نظر له بلا مبالاة: عادي يعني، حبيبتي وجاي اتطمن عليها.
أنفعل ليمسك بياقة قميصه ونظر له والشر يتطاير في عينيه: حبيبتك مين! انت نسيت نفسك ولا ايه، ياريت تعدل كلامك علشان متلاقيش مني رد وحش.
ثم تذكر ما قالته والدته وظل يراوده الشك بِمن زرع تلك الافكار في مخيلتها، نظر لصديقه بخبث: مين قال لماما أن حورية وأنت بتحبوا بعض وأنا مغطي عليكوا؟
توتر كريم وانحنى بنظره لجهة اخرى قائلًا: وأنا اعرف منين يعني!
تقرب عادل منه ليبتعد الآخر بخوف: ايه مالك بترجع ورا ليه! تعال نقعد في كافية ونتكلم براحتنا يا، يا صاحبي.
بعد دقائق وفي المكان ذاته تحديدًا، يجلسا الاثنين وامامهم مشروب القهوة الساخنة، تحدث عادل آخيرًا: ايه يا كريم احكي بقى مين قال، عندي فضول معلش.
نظر له بطرف عينيه ثم التفت لكوب القهوة ليحتسيها قائلًا: معنديش حاجة اقولهالك.
رد الآخر: لا فيه وأنا عارفك.
نظر كريم نظرة إنتصار وكأنه هزم عدوه: لما كنا في المستشفى أنا اعتذرت منك ونزلت وبعدها بشوية كلمت والدتكم في الفون وعرفت منها انكم نزلتوا للبحر تقرييًا، ثم أكمل بِغل وحقد: أنت وحورية كنتوا الجانب الاسود في اللي حكيته لطنط، حورية علشان مثلت إنها بتحبني وبنتكلم وأنت علشان مثلت إنك عارف علاقتنا وساكت، ثم أكمل بسخرية: طبعًا طنط زينب صدقت بسرعة وهي مش واثقة فيكوا وصدقت التمثلية بتاعتي وجابت نتيجة اهي، ثم نظر له بإنتقام: أبعدني عنها كويس وأنت عارف إني بحبها أتحمل نتيجة اخطاءك.
ظل عادل يستمع بصدمة وكأن دلو من التلج سقط عليه في وقت الشتاء قائلًا: أنت متأكد إنك صاحبي؟ يعني عملت كل ده وخليت ماما تقاطعنا وتحكم عليها بالسجن تاني بعد ما أنا صدقت إنها حررتها شوية وحالتها النفسية تعبانة ويا عالم هتتحسن امتى، وأنت كل ده مش حاسس بغلطك وبتكلمني بكل جراءة! وبعدين أنت ازاي بتحبها وتشوه سمعتها كده، ثم أكمل بإشمئزاز: ده مش حب، ده تملك وأنانية وشكرًا يا صاحبي على اللي عملته وياريت مشوفش وشك تاني، ثم غادر ليتنهد كريم وبعينيه عبرات معلقة تأبي السقوط.
قرر عادل الذهاب إلى المنزل ليتحدث مع والدته، طرق الباب ولم يجد رد، ثم فُتح باب منزل الجارة المجاورة لهم قائلة: الحاجة زينب نزلت من شوية وعرفتني علشان اقولك إنها مش هتيجي غير بعد كام يوم.
صدم عادل قائلًا: ازاي سابت البيت، أنا مش معايا مفتاح.
نظرت له الجارة بحيرة ولم تجب، وجه الشكر لها ثم غادر للمستشفى ولا يعلم أين ذهبت والدته وهاتفها مغلق!
اشترى لحورية كتابًا لتستمع به، إنه يعلم بعشقها للكتب.
بداخل المستشفى، كانت حورية تجلس بمفردها وتتأمل الغرفة بحزن لتجد أخيها يفتح الباب بإبتسامة مشرقة: حبيبتي الف سلامة عليكِ، ثم أكمل بخفة: محسودة يا جميل يلا قومي بقى علشان تعملي قهوة.
قامت حورية من سريرها بنشاط لتعانقه دون أن تتحدث وظلت على ذاك الوقت لعدة دقائق، تعجب أخيها من ذاك الصمت ثم قال: حورية مبتتكلميش ليه، متزعليش طيب أنا فهمت كل حاجة وماما هتفهم متقلقيش بس تريح أعصابها شوية، لم يجد رد ثم نظر إلى عينيها ليجد عبرات معلقة وساد على ملامحها الصمت والحزن!
ثم دخل الطبيب ليتحدث بحزن قائلًا:انتظروا البارت الثامن
أنت تقرأ
مُغفلة عشقتني.
Roman d'amourتنتظر من ينتشلها من ذاك السجن، من يزرع بداخل فؤادها الصبر والحب، حتى جاء هو ولكن هل سيعشقها أم سيظل أسير لذكرياته؟