البارت السادس

211 8 0
                                    


زينب بثبات: شوف أختك كانت عايزة تروح فين وروح معاها تفك عن نفسها.
عادل بتعجب ممزوج بسعادة: بجد يا ماما هتنزل؟
نظرت له بحزن قائلة: أنا عارفة إني حبساها بس أبوك هو السبب، هو كان كده وكان عايز يربيها كده وأنا عملت زيه.
قام ليقبل يديها ونظر لها بإبتسامة: أنتي عارفة حورية قلبها ابيض وطيبة وهتفرح زي الاطفال وتنسى كل حاجة.
اومأت برأسها موافقة وغادرت.
تنحنح كريم قائلًا: الف سلامة عليها ابقى عرفها إني جيت، وأنا مش زعلان منك يا عم، ثم غادر.
نظر عادل لها بإبتسامة: أنا قولتلك هييجي يوم وهتاخدي جزء من حريتك يا ست حورية.
وبعد مرور ساعتين، استيقظت حورية لتجد أخيها نائم بوضع خطأ، قالت بصوت مرتفع ليسمعها: عادل قوم انت نايم غلط؛ جسمك هيوجعك كده.
استيقظ بكسل ونظر إليها بإبتسامة مشرقة: عندي ليكِ خبر حلو وهيفرحك.
نظرت له بشك واستفسار: ايه هو الخبر؟
قال بسعادة وكأنه طفل صغير: ماما قالتلي انزل اخرجك وهتروحي انهارده عند البحر.
صمتت ونظرت للفراغ بحيرة، لاحظ عادل تغيير ملامحها: فيه ايه انتي مش فرحانة؟
نظرت له بضعف: مش عارفة، شغفي تجاه أي حاجة مبقاش موجود، مش عايزة حاجة خلاص.
أمسك كفيها الصغير وضغط عليهم بحنية: بصي يا حبيبتي أنا فاهمك وعارف إنك زهقتي من الحبس ونفسك تخرجي، متضيعيش فرصة من ايدك فاهمة.
اومأت برأسها موافقة وقالت بسعادة: ماشي يلا نروح عنده.
نظر لها بحزن مما اثار تعجبها: مالك!
عادل بحزن مصطنع: البحر هياخدك مني، ثم أكمل بخفة: أنتي حورية،جزء منه.
ابتسمت لحديثه؛ إنها جزء من البحر حقًا لذلك تحبه حتى ولم تستطع الوصول إليه، ثم نظرت له بإبتسامة: وأنا اقدر استغنى عنك يعني! يلا بقى روح شوف الدكتور وعرفه إني هخرج.
اومأ برأسه موافقًا وغادر، ابتسمت وتخيلت ذاتها تجلس على حافته وتروي له كل شيء دون مقاطعة ثم تمتمت: الحمدلله.
وبعد مرور وقت قصير، غادروا المستشفى ليذهبوا للمنزل لطلب الراحة.
عند وصولهم للمنزل جلسوا ثلاثتهم امام التلفاز ثم ذهبت حورية إلى غرفتها لترتدي ثياب فضفاضة وتذهب إلى موطنها الاصلي.
انتهت من ارتداء الملابس ثم جلست بجانب والدتها وقالت: ماما متخافيش عليا، أنا مع عادل مش لوحدي.
ربتت الأم على كتف ابنتها ثم نظرت إلى ابنها: يلا روحوا.
اومأ برأسه موافقًا بإبتسامة ثم تقدمت حورية قبله بحماس ونزلوا درجات السلم، وبعد دقائق كانوا امام البحر، هبت رياح وسارت قشعريرة في جسدها وأغمضت عينيها لتستمع بتلك اللحظة، نظر لها عادل وقال: هتمشى شويه واسيبك هنا، خلي بالك من نفسك، ثم أكمل بإبتسامة وهو ينظر إلى البحر: يا حورية.
اومأت برأسها موافقة بسعادة: حاضر هاخد بالي.
ثم غادر لتصبح بمفردها، ظلت تنظر الى البحر وعمقه وتنهدت بفرحة: أخيرًا جيت هنا، من وأنا صغيرة نفسي اجي، محدش بيسمعني خالص، عادل موجود وبيحبني وبيخاف عليا بس اكيد مش هيفهمني، أنت بس اللي هتفهمني علشان أنا جزء منك مش من اليابس، صمتت ثم تذكرت ذاك الحلم والشخص الذي ربت على كتفها بحنية وجلس بجانبها، نظرت حولها في كل مكان ولم تجد أحد، جلست ونظرت إليه: أنا مش عارفة مين اللي كان معايا في الحلم، كان قاعد جمبي وشكله زعلان من الدنيا وجه ياخد راحة عندك.
أخذت تستمع بجلوسها ولكن البكاء انتصر وظلت تبكي بصمت.
بعد مرور ساعة ودقائق جاء اخيها ليأخذها وكان حلّ الليل، نظر لها ليستفسر عن حالتها هل حزينة أم سعيدة.
لاحظت نظرته وقالت بإطمئنان: اكيد فرحانة، متقلقش.
ابتسم قائلًا: اتمنى ليكِ السعادة دايمًا.
ردت بحكمة: مفيش حد بيفضل فرحان دايمًا، لازم يعدي علينا حزن وانطفاء علشان نحس بوقت السعادة لما تيجي.
نظر لها بخفة: طلعي فلسفتك وحكمتك عليا يا اختي طلعي.
ضحكا الاثنين ليغادروا إلى المنزل.
طرق باب المنزل لتفتح زينب بغضب قائلة: أخيرًا جيتوا، ازاي محدش يقولي فيكوا، هو أنا مليش لازمة في البيت ده.
نظر عادل لحورية بعدم فهم وحيرة ثم نظر لوالدته: فيه ايه يا ماما، ايه اللي حصل؟
نظرت له بإنفعال ثم أمسكت حورية من معصمها بغضب ودفعتها داخل المنزل لترتمي على الارض وظلت تبكي قائلة: فيه ايه حرام عليكِ اللي بتعمليه فيا ده، هو أنا مش بنتك يعني، ثم أكملت بضعف وهي تنهض بدموع: أنتي مبتحبنيش ليه؟ ليه محسساني إنك لاقياني عند باب الجامع، لو مش بنتك عرفيني، عرفيني أحسن من السجن والمعاملة دي ثم انهارت وسقطت مغشية عليها، هرول عادل مسرعًا، لم يمنعها من الحديث لظنه إنها ستستريح عندما تروي كل ما بداخلها لوالدتها ولكن لم يتوقع أن يحدث هذا، حملها إلى سريرها وتخلص من حجابها لتتنفس بحرية، حاول أن يوقظها بالماء تارة والعطر تارة أخرى ولكن بلا جدوى، غادر غرفتها ونظر إلى والدتها بعتاب: ليه كده! حصل ايه لكل ده؟
تحدثت إليه بثبات وجمود: البت دي مش هتخرج تاني وهتقعد في البيت، مش هتروح جامعتها.
عادل بغضب: مش هيحصل يا ماما، ثم أكمل بهدوء مصطنع: عرفيني ايه اللي حصل!

انتظروا البارت السابع.

مُغفلة عشقتني.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن