البارت الخامس عشر

114 4 0
                                    


حورية بحزن: ماما مسألتش علينا ولا تعرف ايه اللي بيحصلنا.
- تلاقيها متطمنة عليكم، متقلقيش ممكن بتعرف الاخبار بطريقة غير مباشرة.
تنهدت بحزن عميق: ممكن صح!
تنحنح ليقول بإحترام: همشي أنا بقى وخليكِ دايمًا مع عادل علشان ياخد باله منك، ماشي؟
اومأت برأسها موافقة بإبتسامة: ماشي، شكرًا جدًا على انقاذك ليا.
- وشكرًا ليكِ على الطاقة الايجابية.
عقدت حاجبيها بتعجب: طاقة إيجابية امتى؟
- عند البحر، ثم غادر لتغطي هي في نوم عميق.
في غرفة أخرى كان عادل يجلس على الآريكة المقابلة لفراش صديقه وينتظر إفاقته.
زفر بضيق موجهًا حديثه لأميرة: ايه اللي حصل وبقى كده ازاي، كان كويس قبل م انزل!
نظرت له في ندم لتقول: أنا السبب، ثم جلست أمامه وبدأت تقص عليه الحديث بينهم حتى أنهته بعد وقت ليس بطويل ثم تنهدت بحزن: كنت عايزة افهمه انه لازم يعلمني الصح من الغلط، ثم تنحنحت في خجل: كان بيشجعني اقرب منك يا عادل!
اومأ برأسه موافقًا موضحًا تفهمه لحديثها: فاهمك، حصل خير هيقوم بالسلامة وتعتذريله.
- هو أنت مش زعلان منه علشان اللي عمله؟
تنفس الصعداء ليقول بهدوء: لا مش زعلان لإنه أخويا مش صاحبي بس، ومعرفش يفكر ويقرر صح.
ابتسمت لتفكيره العقلاني ثم نظرت لأخيها وأمسكت كفيه حتى تستمع له يقول بهدوء: حورية حورية.
سارت قشعريرة في جسدها وحاولت التماسك لتقوم مغادرة إلي غرفة حورية.
لاحظ عادل توترها فجلس بجانبه ليقول: يلا يا كريم بطل دلع وقوم نلعب كورة، لم يتلقى إجابة منه ليزفر بضيق ويغمض عينيه ليسترح من الإجهاد.
كانت تجلس بجانبها وتنظر لتفاصيل وجهها لتتحدث حورية بإبتسامة: كل ما تشوفيني تبصيلي كده ليه؟
- مش عارفة، المهم أنتِ عاملة ايه؟
- احسن بس الصداع مش مفارقني.
ربتت على كتفيها بحنان لتقول: هتبقي بخير متقلقيش، بصي هو أنتِ ممكن تيجي تشوفي كريم؟
تعجبت من ذاك الطلب لتقول بنفي: لا لا مش قادرة اقوم.
- هسندك!
- فعلًا مش قادرة سيبيني على راحتي معلش.
- هو بيحبك يا حورية.
- وأنا مش بحبه، حساه زي عادل أخويا وبس عمري ما هشوفه حاجة تانية، لو ضحكت عليه وعملت نفسي بحبه هو اللي هيتظلم مش أنا يا أميرة.
اومأت برأسها موافقة بحزن: تمام ماشي عن اذنك.
أوقفتها قائلة بحذر: مش زعلانة مني صح!
- مش زعلانة، ثم غادرت خارج الغرفة لتشرد حورية في الفراغ.
كان يسير بين الطرقات يشعر بالراحة لمجرد أنه أنقذها من الهلاك وابتسم عندما تذكر ملامحها الطفولية، ظل يمشي حتى وصل أمام منزله ليرى جارته تنظر له بإبتسامة مدللة وترتدي ملابس فاتنة بعض الشيء لينظر أرضًا ويتنحنح قائلًا: مساء الخير يا آنسة علا.
- مساء النور يا أستاذ مؤمن، شكلك مبسوط!
- عادي، ثم هرول إلى منزله مسرعًا ليتخلص من حديثها ذاك، ظل يزفر بضيق ويستغفر حتى غطى في سبات عميق.
في اليوم التالي تتوالى الأحداث إلى مغادرة حورية المشفى وبقاء كريم كما هو ولم يفيق بعد!
قرر عادل الإطمئنان على صديقه ثم الذهاب لمنزل سميرة شقيقة والدته، بعد مرور وقت ليس بقصير كان عادل مع أخته أمام منزلها، طرق الباب عدة طرقات لتفتح سميرة لهم وتنظر بخفة قائلة: ايه يا حبايبي عاملين ايه! تعالوا ادخلوا.
دخلا الاثنان بعد إلقاء التحية لها ثم جلسوا على الآريكة في توتر، ساد الصمت لبعض دقائق حتى قاطعه عادل قائلًا: عايز اشوف أمي واتكلم معاها.
- طيب ادخل عندها بس اهدى كده ومتتعصبش وأنا عارفة انكم كلكم غلطانين.
اومأ عادل برأسه موافقًا ليدخل إلى غرفتها وتبدأ المواجهة!
- ماما عاملة ايه؟
- كويسة وانتم عاملين ايه؟
نظر لها بإستهزاء قائلًا: أحنا مين! أنا وحورية؟ لا بجد يعني حضرتك فاكرة أن عندك عيال اهو، ثم أكمل بحزن وإنفعال: أنتِ عارفة حصلنا ايه! عارفة حورية حصلها ايه دي كانت هتموت لولا حد غريب أنقذها، ليه محاولتيش تنصحينا، ليه دايمًا كل حاجة بالعنف والعصبية، احنا كبرنا على المعاملة دي، عارف إنك تعبتِ في تربيتنا علشان بابا طلقك واحنا صغيرين بس برضو احنا خلاص كبرنا يا ماما.
كانت تستمع له بجمود لتتحدث أخيرًا: عايزة حورية، دخلها.
قال بحذر: عايزاها ليه؟
حدقت بعينيها به لتتحدث بإنفعال: أنت مالك، أنا أمها ويلا اتفضل بره.
زفر بضيق وغادر للخارج ليخبر أخته برغبة والدتهم!
بعد دقائق محدودة دخلت حورية إلى الغرفة وهرولت لأمها بسعادة لتعانقها قائلة: ماما وحشتيني أوي، أنا كنت عارفة إنك هتسامحينا وكنتِ بتاخدي راحة شوية وهترجعي معانا...، قاطعتها بجمود لتقول: كريم فين!
- كريم ايه يا ماما دلوقتي، ماله؟
- ردي عليا، هو فين؟
- مش عارفة، تقريبًا في المستشفى بس ليه؟
- هتعرفي، اطلعي بره وخدي أخوكي وامشوا، وإياكِ تعرفي عادل بإني سألت على صاحبه، ثم حدقت بعينيها لتقول بهدوء مريب: إياكِ يا حورية!
سارت قشعريرة في جسدها على أثر نظرات والدتها، ثم أومأت برأسها موافقة وغادرت الغرفة مسرًعا وتمنت لو لم تدخلها قط.
خرجت للخارج وجلست بجانب أخيها ليلاحظ توترها قائلًا: مالك في ايه! فيه حاجة حصلت جوه؟
لم تجيبه بل نظرت له في خوف لتقول: يلا نمشي.
- نمشي نروح فين؟
- معرفش يا عادل بس يلا.
أشفقت سميرة على حالهم لتعطي لهم مفتاح منزلهم دون أن تعلم زينب!
وبعد دقائق كانوا غادروا منزل سميرة ليذهبوا إلى منزلهم أخيرًا وكانت حورية في توتر بالغ ودارت في عقلها الكثير من الأسئلة: هي سألت عليه ليه؟ يا ترى عايزة منه ايه وليه مش عايزة عادل يعرف! هعمل ايه بس أقوله ولا لا!
لاحظ أخيها حالتها ثم مسك كفيها بحنان ونظر إلى عينيها بإنتباه: مالك فيه ايه، احكيلي قالتلك ايه؟
لم تجيبه بل عانقته وظلت ترتعش حتى غفوت بين ضلوعه، حملها إلى فراشها وأحكم الغطاء عليها ثم غادر غرفتها.
كان شاردًا حتى قاطع ذاك الشرود صوت إتصال أحدهم على هاتفه وكان كريم! لهف لسماع صوته قائلًا: كريم عامل ايه يا ابني دلوقتي؟
جاءه صوت أخته متحشرج يملؤه الدموع: الحق كريم يا عادل!
انتفض على أثر صوتها قائلًا: ايه اللي حصل ماله؟
قامت من ذاك الكابوس المزعج وهي تتنفس الصعداء وجسدها مازال يقشعر، أخذت تبكي لتهدئ من روعها قائلة: كريم كويس اهدي، كريم مش هيمشي لا، أنا لازم اروحله، قررت أن تخبر أخيها عن رغبتها في الذهاب للاطمئنان على كريم، حاولت مجاهدة للقيام والتخلص من أثر ذلك الكابوس حتى وجدت عادل جالس بحزن وشاردًا ثم انتبه لوجودها وقال بحزن وجمود:

انتظروا البارت السادس عشر.

مُغفلة عشقتني.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن