البارت الثالث

267 12 0
                                    


ثم يقول لها بابتسامة: متقلقيش كله هيعدي وهنسند بعض، أنا معاكي.
استيقظت بفزع وظلت تنظر حولها وتردد: ايه الحلم ده؟ ومين اللي كان جمبي! أنا مش فاكرة ملامحه، ثم استسلمت للنوم في غضون دقائق.
في الصباح، طرق عادل باب غرفة حورية بضيق: حورية قومي كفاية نوم.
استيقظت على طرقاته ثم فتحت الباب وقالت بنوم: ايه يا عادل مالك متضايق ليه كده!
عادل بضيق ظاهر: ماما موافقتش يا حورية.
حورية بعدم تذكر: موافقتش على ايه؟
عادل بتأفف: على نزولك، اغمى عليها من كتر الزعيق فيا ولسه فايقة اهي.
فزعت حورية وبالرغم من سجن والدتها لها الا إنها تحبها وقالت: طيب أنا طالعة أشوفها واقولها إني مش عايزة انزل خلاص وغادرت من أمامه.
في الخارج، هرولت حورية مسرعة إلى غرفة والدتها.
حورية بفزع: ماما حبيبتي بقيتي عاملة ايه دلوقتي.
زينب بضيق: كويسة ويلا اتفضلي روحي مع أخوكي زي ما كان بيقول.
حورية بنفي: لا أنا مش هروح خلاص، أهم حاجة عندي صحتك.
زينب بجمود: طيب متروحيش واتفضلي أخرجي عايزة ارتاح.
صدمت حورية من حديثها الصارم ذاك، وسقطت دمعة رغمًا عنها وغادرت الغرفة، وجدت عادل مشغولًا بهاتفه فجلست بالقرب منه وسرحت للحظات.
عادل انتبه لوجود أخته: فيه ايه يا حورية، ماما قالتلك حاجة؟
حورية بثبات ظاهري: ماما مبتحبنيش، هو أنا مش بنتها؟ قول بصراحة لو تعرف.
عادل بنفي وحزن على حال أخته: لا يا حبيبتي متقوليش كده، موصلتش للدرجة دي قومي صلي كده وأهدي وروحي اقرأي أي كتاب يلا.
نظرت له بشك ثم غادرت لتتوضأ وتصلي.
عند كريم، تناول هاتفه ليحدث عادل قائلًا بسخرية: ايه يا عادل أنت حبيت الحبسة زي أختك ولا الحاجة الوالدة منعاك من النزول زيها.
عادل بغضب: خليك في حالك وأنا مش نازل علشان أقعد مع أختي اساسًا.
كريم بلؤم: اه، طب بقولك ايه ما تيجي ننزل كلنا يا ابني.
عادل بتعجب: أنا مش نازل يا كريم، وبعدين أنت مصمم كده ليه!
كريم بلا مبالاة: اا لا عادي يعني علشان البنات تفك عن نفسهم وأنت كنت موافق امبارح يعني ايه اللي حصل!
عادل: مزاجي كده، يلا سلام، وأنتهت المكالمة ثم قال عادل بصوت عالي: يا حورية تعالي عايز اقولك حاجة.
وفي غرفة حورية كانت في الشرفة تنظر لتحركات الطيور وتمنت لو كانت مثلهم ولم تستمع لنداء أخيها.
طرق عادل غرفتها وفتح الباب ليجدها في الشرفة سارحة بالسماء، ابتسم لطفولتها فهي دومًا مُحبة للطبيعة، وقف خلفها ونظر إلى الطيور مثلها ثم قال بخفة: ايه يا جميل سرحان في ايه؟
نظرت له حورية بإبتسامة: أنا بحب السماء بكل ما فيها، بحب أبص للطيور والسحاب، ثم تنهدت بحزن: أنا نفسي أروح أقعد عند بحر وأفضل اشكيله ومتأكده إني هرتاح شوية.
نظر لها بعمق: اعتبريني بحر طيب وأحكي!
حورية: مش هتفهمني يا عادل، ثم أكملت بخفة: يلا بقى كفاية نكد وهروح أعمل قهوة لينا.
عادل بإبتسامة: اشطا وأنا كده كده مش نازل الشغل ولا نازل مع كريم، ثم تذكر السبب الذي جاء من اجله وقال: اه صحيح كنت جاي علشان أقولك حاجة.
حورية بتركيز: حاجة ايه!
عادل: كريم، بيتكلم عنك كتير وأحنا مع بعض وكده مش عارف ليه.
حورية بعدم اهتمام: طب وأنا اعمل ايه؟
عادل بحيرة: مش عارف، بفكر اقطع علاقتي بيه علشان اتغير اوي.
حورية برفض: لا لا متعملش كده، ولو جاب سيرتي اشغله ب أي حاجة عادي.
عادل: ماشي يلا روحي أعملي القهوة.
غادرت حورية ثم جلس عادل على الآريكة في الشرفة ليستريح وذهب في نوم عميق.
أحضرت حورية القهوة ودخلت الشرفة لتجد عادل نائمًا، ابتسمت وقالت وهي توقظه: ايه يا ابني لحقت تنام، قوم.
عادل بضيق: سيبيني نايم ومش عايز القهوة.
حورية: اسيبك نايم ازاي، حد ينام الصبح كده وفي البلكونة، يلا قوم بقى علشان نشربها سوا.
أفتح عينيه بكسل وتناول الفنجان منها، نظرت له حورية بتوتر ولاحظ عادل توترها: ايه مالك؟
حورية بتوتر: فيه حاجة غريبة حصلت وعايزة أعرفك بس متضايقش مني يعني.
عادل بتركيز: قولي ومش هتضايق.
قصت له الحلم وظلت تنظر له بتوتر وحيرة.
عادل بعدم علم: أنا مش قادر اجيبله تفسير ولو بعيد بصراحة، ثم أمسك يد حورية بحنان وقال: حبيبتي متركزيش فيه، ده أكيد تخاريف ها.
نظرت له بقلق: بتمنى يكون تخاريف فعلًا.
ثم قاطع حديثهم صوت طرقات الباب، تعجب عادل وقال: مين هييجي دلوقتي.

انتظروا البارت الرابع

مُغفلة عشقتني.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن