- اتفاجأتي صح؟ نسيتي كلامنا فالليل وسهرنا فالكافيهات، ثم نظر لعادل قائلًا: وطبعًا أنت شايفها مبتغلطش، ضحكت عليك هه.
تعالت أصوات الهمسات بين الحاضرين بينما نظرت هي لهم في توتر ثم شعرت بالخوف حتى أغمى عليها.
صاحت صديقاتها واقتربت حورية منها وبدأت في إفاقتها بالماء تارة وبالعطر تارة آخرى، بينما اقترب عادل من شريف وانهال عليه باللكمات قائلًا بصوتٍ مرتفع: أنت مالكش دعوة بيها، كلنا بنغلط وأنت مكونتش راجل ولا نصحتها بأنها بتعمل حاجة غلط، وبدأ يصيح ويلومه هو أولًا ثم تجمع كريم ومؤمن وبعض من مسئولي المكان لفض الاشتباك، وتم طرد شريف بالخارج وقرر عادل أن ينهي الحفل..
ذهبت أميرة إلى المشفى وتلقت الرعاية المناسبة ثم تجمعوا جميعًا في بيت آمال.
جلست والدتها بجانبها: مش هعاقبك لأن عارفة أننا كلنا غلطانين وعارفة كمان أنك اتغيرتي، الله يهديكِ يا بنتي.
ثم قامت ليقف امامها عادل قائلًا: مش هحاسبك وانا نهيت الحفلة علشان نظرات الناس واننا كلنا هنبقى شايلين ومخنوقين من اللي حصل، ثم اقترب منها وقبل كفها: وهعوضهالك، ابتسمت لحديثه قائلة بهدوء: أنت نعمة في حياتي حقيقي.
تنحنح مؤمن قائلًا: طيب يا جماعة اتطمنت عليكم فخلاص همشي أنا.
التفتت حورية له بلهفة وكادت تتحدث حتى قاطعها أخيها قائلًا له: شكرًا لأنك قدرتني وحضرت.
-ياعم احنا اخوات ومفيش بين الاخوات شكر، ثم نظر لها قائلًا بإبتسامة: مع السلامة يا حورية.
-مع السلامة يا مؤمن.
ثم غادر لتتنهد هي براحة، فاقترب أخيها منها وتحدث بجدية: خلاص بقى ممكن تفكك منه؟ هو لسه بيحبها يا حبيبتي لازم تقدري وتفهمي ده.
-بس جوايا احساس حلو ومش هفقد الأمل ابدًا، ثقتي بالله كبيرة.
-ونعمة بالله، بس برضو لازم نستخدم عقلنا؛ طب ليه قال إنها خطيبته وكان باين عليه الفرحة؟
-يمكن علشان بينتقم منها وقال كدا علشان هي تصدق.
-مش مبرر يا حورية.
-خلاص، الله يقدم اللي فيه الخير، هروح انام.
ثم غادرت إلى غرفتها بينما تحدثت آمال قائلة: مكانش لازم تكلمها كدا.
-اكلمها ازاي يعني، بوريها الحقيقة كاملة بدون إضافة جزء من الخيال والمجاملة.
-يا ابني فهماك، بس هي لسه صغيرة ودي أول تجربة تعدي عليها وغالبًا أول مرة تحس إنها بتحب، فمينفعش تشوف الحياة من جانب سيئ كدا.
-اللي حصل حصل بقى خلاص.
-طيب يا حبيبي متقلقش؛ كل اللي بيجيبه ربنا كويس وخير لينا.
-بإذن الله، يلا يا كريم نروح احنا ونسيبهم يرتاحوا.
اومأ برأسه موافقًا والتفت لأخته وقبل رأسها قائلًا: متزعليش يا حبيبتي وأنا عارف أن ده خير وأن عادل هيعوضهالك وهو مش زعلان متقلقيش.
ابتسمت له ثم التفتت لعادل لترى على وجهه أي شيء تصدق به حديث أخيها، فابتسم لها وكأنها يحدثها قائلًا: لا تقلقي.
ثم غادروا وذهبت آمال إلى النوم بينما أميرة وجنة ذهبوا إلى غرفة إقامة صديقتهم، دلفوا إلى الداخل ليجدوها تنظر إلى السماء بصمت.
اقتربت جنة إليها وربتت على كتفيها بحذر حتى فزعت الآخرى قائلة: ايه خضتيني!
ضحكا الثلاثة حتى تنحنحت أميرة قائلة بهدوء يعكس ما بداخلها: مش عارفة افرح ولا ازعل، افرح على تصرف عادل وانه خد حقي، ولا ازعل أنه اكيد شايل مني وعايز يعاتبني ومش مسامحني!
نظرت لها حورية بهدوء ثم تنفست الصعداء قائلة: هو قالك انه مش زعلان منك، ولو زعلان هتكلميه وتصالحيه وهو عارف إنك كنتِ مش واعية للي بتعمليه.
تحدثت جنة باستفسار: حاسة بايه يا حورية، ليه مصممة تعلقي قلبك بيه؟
استمعت لها ثم أغمضت عينيها ببطئ وهي تتنفس بصعوبة قائلة: مش عارفة ليه متعلقة بيه، حاسة إني البيت الأمان ليه، رغم أنه مقالش كدا، حساه ابني وملزوم مني افضل جمبه حتى لو كل الدنيا عارضت ده.
-مش قادرة انصحك بس حاولي تتجاهلي وجوده، وتحطي ف الاعتبار احساس أنه هيفضل وأنه هيمشي.
-حاضر هحاول.
بعد الانتهاء من الحديث قررا الراحة والذهاب إلى النوم.
في اليوم التالي، استيقظت أميرة على اتصال هاتفها فوجدته عادل، أجابت قائلة: صباح الخير.
-صباح النور، لسه نايمة؟
-آه، صحيت على اتصالك.
-طيب ركزي معايا علشان فيه حاجة مهمة جدًا.
-ايه هي قول، أنا مركزة اهو.
-فيه حد جمبك؟
-لا مفيش، جنة بره وأختك لسه نايمة.
-طيب فيه عريس متقدم لحورية وأنا شايفه مناسب جدًا.
-بجد، طب مين هو؟
قاطع حديثهم صوت فتح الباب فوجدتها جنة، تحدثت أميرة بهدوء: صباح الخير يا جنة.
-صباح النور، بتكلمي عادل؟
-آه.
-طيب مامتك كانت عايزاني اصحيكِ علشان نفطر.
-حاضر قايمة.
ثم غادرت جنة لتتحدث أميرة: مين هو يا عادل!
-مؤمن.
اندهشت وتعالت دقات قلبها فرحًا لتخيلها فرحة حورية: بجد بجد، طب ازاي كلمك امتى وأنت ازاي شايفه مناسب؟
-حكالي كل شيء وليه قال أنه خطب يمنى وكدا، هبقى احكيلك بس اهم حاجة أنا كمان شوية هكلم حورية واقولها بس ياريت متقوليلهاش هو مين، عايز اشوف رد فعلها واخليها مفاجأة.
-حاضر مش هقول.
-ماشي يا حبيبتي مع السلامة.
-مع السلامة.
تنهدت براحة وقامت لمغادرة الغرفة لتتناول الفطور.
في الخارج، كانوا يتناولون الطعام حتى دلفت إليهم بوجه مبتسم، تحدثت جنة بتعجب: مالك مبتسمة كدا ليه ها، فرحانة بكلامك مع عادل صح؟
-اكيد يا بنتي مش خطيبي.
نظرت أميرة لحورية فوجدتها تأكل وهي شاردة صامتة فابتسمت مرة اخرى لتخيل فرحتها عندما تعلم الخبر.
تعجبت آمال من ابتسامتها المتكررة وبدون سببًا واضح فتحدثت: ايه يا بنتي مالك كدا؟
-يا جماعة ماليش، هو حاجة غريبة إني اكون فرحانة!
قاطع حديثهم صوت اتصال هاتف حورية فأجابت بهدوء: ايوه يا عادل عامل ايه؟
ابتسمت أميرة مرة اخرى مما جعل التعجب يزداد بداخل الآخرين!
تحدثت الآخرى بصوت عالي بعض الشيء: عريس ايه لا أنا مش هستقبل حد لا مش عايزة.
وبعد مرور بعض الوقت كانت تجلس في غرفتها تقرأ رواية حتى دلفت أميرة إلى الداخل قائلة بلطف: يلا يا حورية شوفي هتلبسي ايه علشان تستقبلي مؤ.. العريس!
تعجبت الآخرى من خطأ نطقها ولكنها لم تلاحظ إنها نطقت اسمه!
-مش عايزة اقابل العريس ده يا بنتي.
-هتقابليه يا حورية، اخوكِ عايز مصلحتك وبعدين محدش هيغصبك على شيء، لو مش عايزاه فخلاص يا حبيبتي.
-ماشي، أما نشوف آخرتها.
ثم غادرت الآخرى لتتنهد حورية وتبدأ في تبديل الملابس لاستقباله.
وبعد مرور ساعة ونصف، دقت طرقات الباب لتفتح أميرة وتجد خطيبها فنظرت له مستفسرة وكأنها تقول: اين هو؟
فابتسم لها ليدلف مؤمن ومعه باقة من الأزهار، صاحت جنة بانفعال عندما رأته فأخرستها آمال بالنظرة لكي لا تشعر حورية بأي شيء.
دلفت جنة إلى غرفتها ووجدتها تجلس امام المرآة فتحدثت: العريس وصل، يلا قومي سلمي.
اومأت الاخرى برأسها موافقة وكانت تمشي وكأنها عبارة عن جسد فقط بلا روح!
اقتربت منهم ولم ترفع رأسها لأنها مشمئزة منه قبل أن تراه، فلم تحب أحد ولن يخطف قلبها أحد مثله.
تحدث عادل بهدوء: ارفعي رأسك وسلمي يا حورية.
تنفست الصعداء ونظرت له لتجده! أتكذب عيناي؟ لماذا أراه؟ ظلت مندهشة ولم تتفوه بحرف حتى هب واقفًا وهو ينظر لها: عاملة ايه؟
-بخير، وأنت عامل ايه؟
-بخير بيكِ.
جلست بجانب أخيها وهي تنظر له مستفسرة عن ماذا يحدث ولكنه اكتفى بالإبتسامة.
تحدث مؤمن بهدوء: أنا جاي اطلب ايد حورية منك يا عادل.
-لازم ناخد رأي العروسة الأول، هسيبكم تتكلموا شوية.
ثم غادر الجميع لتتبقى هي وهو فقط.
تنحنح ثم تحدث بلطف: عارف أنك مستغربة، بس اكيد أنتِ عارفة إني مبقيتش أحبها لأنها مقدرتنيش، ولما قولت أني خطبتها ساعة حفلة جنة وكريم ده مكانش حصل، كنت بجرها لناحيتي علشان تصدق اننا هنرجع وبس لكني خدت حقي منها وبعدت عنها.
-أنا مش فاهمة برضو، اشمعنا أنا؟
-علشان عارف أنك بتحبيني وكنتِ جمبي لما كنت لوحدي بدون أي مصلحة، حسيت أنك أنتِ الوحيدة اللي هتقدري تكوني ليا بيت وأمان، موافقة؟
اومأت برأسها موافقة بسعادة: موافقة.
قررا أن يكون حفل خطبتهم مع حفل خطبة عادل وأميرة بينما كانت ستخرج زينب من المشفى بعد أيام وستحضر حفل أبنائها في يومًا واحد.
في اليوم المنتظر، حضرا والديهما ومر اليوم بسلام على الجميع بين سعادتهم اللا منتهية، في الليل جلسا الثلاث فتيات في الغرفة وتحدثت حورية: أنا لسه لحد دلوقتي مش مصدقة نفسي، ياه تخيلوا معايا كدا الحلم بقى حقيقة ياه، فعلًا عوض ربنا حلو أوي، الحمد لله.
تحدثت أميرة براحة: عندك حق، والصبر جميل.
تحدثت جنة بتعجب: ايه مالكم كدا عايشين فحالة من العاطفية وأنا لا ليه!
ابتسمت حورية قائلة: لأنك عندك عدم نضج عاطفي يا بيبي.
-هه لا على فكرة، بس بجد أنا ليه مش حاسة إني بحب كريم؟
-علشان متعودة على وجوده، شوفتي أنا وأميرة لما جم خطبونا فرحنا ازاي؟ كنا هنطير من الفرحة لأنهم مكانوش معانا وبنحبهم من غير ما يعرفوا، لكن من أول نزولك مصر وكريم قدامك على طول واتخطبتوا في وقت قصير، بدون لهفة فالمشاعر أو انتظار.
-يعني ابعد؟
-مقولتش كدا اكيد، بس فهميه مشاعرك ازاي وقوليله إنك محتاجة تاخدي راحة ومتتكلموش لفترة، وهتعرفي الفرق بإذن الله.
-حاضر هعمل كدا، رأيك كدا يا أميرة؟
-مبعرفش ادي نصايح ياختي للأسف.
-طيب يلا ننام اليوم كان متعب.
في اليوم التالي، وهن يتناولون طعام الفطور، رن هاتف حورية فوجدتها والدتها! أجابت بلهفة: ماما وحشتيني عاملة ايه أنتِ فين؟
-أنا خلاص هرجع البيت بكره يا حبيبتي، عرفي اخوكِ.
-حاضر هكلمه، هاجي نزورك أنا وهو انهارده.
-هستناكم.
انتهت المكالمة لتبتسم حورية قائلة: هروح البيت بكره وماما هترجع خلاص.
ابتسمت آمال في حنو قائلة: مبارك يا حبيبتي، حمد لله على سلامتها.
-الله يسلمك، ثم نظرت لجنة قائلة: هتيجي تقعدي معايا؟
-لا هاخد شقة واقعد فيها كفاية كدا.
طرق الباب فقامت حورية لفتحه فوجدته كريم فدلف إلى الداخل ووجد جنة شاردة حزينة فتحدث قائلًا: مالك يا جنة؟
-مفيش أنا بخير.
تحدثت آمال بحيرة: يا ابني زينب هترجع بيتها تاني واولادها هيروحوا يقعدوا هناك، فأنت هتيجي هنا وجنة متضايقة بقى لإنها لسه مشافتش شقة تقعد فيها.
اومأ برأسه متفهمًا وقال موجهًا كلامه لها: خلاص يا حبيبتي هبات أنا عند أي حد من صحابي، بس مينفعش تقعدي لوحدك في مكان غريب عنك، خليكِ.
-لا يا كريم كفاية كدا، أنا قعدت كتير وبعدين كنت ناوية لما نزلت مصر اقعد لوحدي اساسًا فمتقلقش.
-أنا مش هسيبك تبقي لوحدك.
تحدثت أميرة بهدوء: خلاص يا جنة اقعدي هنا عادي لحد ما ييجي وقت جوازكم.
-طيب، بص أنا عايزة اشتغل واصرف على نفسي.
-أنتِ معاكِ فلوس الله اكبر، تشتغلي ليه؟
-زهقت من البيت يا كريم.
-حاضر هشوفلك شغل.
وفي نفس الوقت كانت حورية تخبر أخيها بمكالمة والدتها وانهم سيذهبوا إلى زيارتها اليوم.
وبعد مرور بعض الوقت كانت حورية انتهت من تجهيز نفسها حتى تذهب إلى المشفى برفقة أخيها.
بداخل المشفى وتحديدًا بغرفة زينب، كانوا يجلسون بجانبها فتحدث إيهاب قائلًا: نرجع لبعض يا زينب؟ وارجع اعيش بينكم تاني واعوضكم عن كل لحظة بعدت عنكم فيها، أنا عارف اني غلطت بس برضو عارف إنك هتسامحيني؛ لإني محتاجلك وأنتِ محتاجاني.
-مقدرش اقرر، حورية هي اللي هتقرر ده يا إيهاب لانها اكتر شخص اتاذى فينا، واللي كان حنين عليها دايمًا اخوها لكن احنا لا، وده وقت انها تقرر نرجع لبعض ولا.
التفت عادل لأخته وابتسم لها ليحثها على التحدث بجدية وبوضوح ودون خوف، ابتسمت ثم سحبت نفسًا عميقًا قائلة بهدوء: أنا كل اللي بتمناه راحتكم، وشايفة انكم محتاجين لبعض فعادي ترجعوا.
التفتت لأخيها لتجد الابتسامة ما زالت على وجهه فأدركت إنها تحدثت بطريقة صحيحة.
قرروا العودة إلى بعضهم لتكتمل تلك الاسرة وتدخل السعادة بينهم ولكن هل سيستمر ذاك الوضع أم سيأتي الحزن مرة اخرى بينهم! سنعلم لاحقًا.
في اليوم التالي عادوا إلى المنزل وكانت حورية قامت بتنظيفه من قبل.
-ماما ماما.
-ايه يا حورية؟
-طنط آمال وجنة وكريم وأميرة جايين بكره يطمنوا عليكِ.
-في إنتظارهم يا حبيبتي وتعالي نفكر نعمل اكل ايه.
-ماما.
-ايوه.
-هو بابا طلق السكرتيرة دي؟
-آه من زمان، لما شركته فلست سابته.
-طيب.
-قوليلي بقى عاملة ايه مع خطيبك ها.
-حلو يا ماما، بحبه أوي.
-اتقلي يا بت كدا، متبينيش إنك بتحبيه أوي كدا علشان ميتقلش عليكِ هو.
-حاضر.
-قوليلي بقى، اخوكِ بيحب خطيبته؟
-تقريبًا ايوه ولو مش بيحبها فهيحبها هي طيبة خالص.
قاطع حديثهم رنين هاتفها فأجابت بهدوء: ايه يا مؤمن طمني عليك.
-بخير الحمد لله، بصي عايز اكلم عادل واقوله نخرج سوى، ايه رأيك؟
-حلو، ممكن تكلم بابا برضو هيبقى أفضل.
-ماشي هاتي الرقم.
اعطته له ثم قالت: عايز نروح فين كدا؟
-البحر، أول تجمع لينا فيه، يلا هكلمه ونروح انهارده قبل المغرب كدا.
-ماشي لو وافق كلمني قبلها بشوية علشان اجهز.
-تمام مع السلامة.
وبعد مرور بعض الوقت كانت استعدت للمغادرة وهو ينتظرها اسفل المنزل.
-يلا نروح، أنت بخير؟
-ايوه بخير، يلا نتمشاها.
ران عليهم الصمت لبعض دقائق فقاطعته هي قائلة: مؤمن هو أنت بتحبني؟ أو لسه بتحبها؟
نظر لها في حيرة قائلًا: هو ده سبب اننا نتقابل انهارده ولوحدنا، كنت عايز اقولك إنها أول حب في حياتي، وأنتِ أول واحدة احس باهتمامها أو بالمعنى الحقيقي أول واحدة احس إنها بتحبني بجد، وعلشان اكون واضح معاكِ أنا لسه مش حاسس ناحيتك بأي مشاعر، وخطبتك علشان اضمن وجودك ليا لإني عارف أن أنتِ كمان عايزاني.
-تضمن وجودي ليك؟ يعني أنت خاطبني شفقة علشان بحبك!
-مش بالظبط، بس لما الإنسان بيلاقي حد بيحبه بيبقى عايز يتمسك بيه، شايفك أنتِ اللي تقدري تطلعيني من دايرة الحزن واليأس دي.
استمعت له ولم تجيب، فلقد ملّت من المواجهة ومن الحقائق المؤلمة، لماذا لا تعش في الخيال؟ لماذا لا تتخلص من الحياة تلك وتذهب إلى البحر لتصبح حورية البحر، تتخلص من البشر وتسكن البحر، لماذا؟
تنفست الصعداء وحاولت أن لا تبكي، لن تصبح ضعيفة أمامه وأمام حبها له، لقد آمنت أنه لم يحبها وعليها أن تصدق تلك الحقيقة، الحقيقة المؤلمة.
-هتكملي؟
-هكمل آه، بس تعرف! على قد الحب ما هو احساس جميل وأول مرة اجربه، إلا إنه احساس مش لطيف لما يكون من طرف واحد، بس نصيبي كدا.
-ممكن احبك بعد كدا، مش عارف بس كنت لازم اعرفك الحقيقة، أنا مش وحش بس صريح، وأنتِ حلوة وتتحبي ونعمة في حياتي.
-الله يقدم اللي فيه الخير، يلا علشان اروح.
كان يعلم إنها حزينة ولكن لابد من إخبارها بالحقيقة كاملة وبدون أي مجاملات.
قررا العودة إلى المنزل وقرر أن يذهب معها ليجلس مع أخيها ووالدها بعض الوقت.
دلفت إلى غرفتها وهاتفت صديقاتها قائلة: ايه يا أميرة، جنة جمبك؟
-ايوه، أنتِ بخير؟
-عايزة احكيلكم على حاجة علشان مخنوقة وتعبانة.
-استني نتصل فيديو كول.
قاطع حديثهم صوت دخول عادل إلى غرفتها قائلًا بصدمة: ايه اللي أنتِ عملتيه ده؟
-عملت ايه!انتظروا البارت السابع والعشرين.
أنت تقرأ
مُغفلة عشقتني.
Roman d'amourتنتظر من ينتشلها من ذاك السجن، من يزرع بداخل فؤادها الصبر والحب، حتى جاء هو ولكن هل سيعشقها أم سيظل أسير لذكرياته؟