البارت الحادي عشر

170 7 0
                                    


ظل ينظر لها بصدمة وهو غير مصدق لما استمع له: أنتِ بتتكلمي ازاي!
حورية بثبات: كنت عايزة اتخلص من ده كله، قررت إني اتفق مع الدكتور واقوله يقولكوا كده.
عادل وقد علقت العبرات بعينه: وأنا؟ ده أنا كنت هموت من القلق عليكِ، وفي الآخر تبقي بتستغفليني، كان سيصفعها ولكنه تراجع وغادر مُسرعًا بينما هي ظلت تبكي حتى غفوت.
غادر المستشفى وهو لا يعلم ماذا يفعل وأين يذهب حتى وجد كريم يجلس بالقرب منه فذهب اليه قائلًا: ايه يا كريم جيت هنا ليه، وايه الشنطة دي أنت مسافر؟
رد الآخر بحزن: ماما طردتني من البيت علشان اللي حصل.
ضحك عادل يإستهزاء قائلًا: أختي بتتكلم عادي، كان مقلب عملاه.
كريم بصدمة: مقلب! ده ازاي؟
قص عليه عادل ما حدث حتى قال: يلا نشوف أي مكان نقعد فيه ياعم أنا معرفش أمي فين اساسًا.
كريم: أنا عايز ارجع بيتي، تعال اتكلم مع أمي وهتقبل كلامك وبالمرة تيجي تنام.
كان سيوافق لكنه تذكر أميرة ودلالها حتى قال بنفي: لا، هرجعك بيتك واشوف أنا هعمل ايه.
نظر كريم له بلؤم حتى أردف بخفة: على فكرة هي بتحبك.
رد الآخر بلا مبالاة: مين دي؟
ادعى الجهل قائلًا: مش عارف بقى، يلا نمشي.
في مكان آخر وتحديدًا ملهى ليلي ، كانت أميرة تجلس بين أصدقائها تتمايل بدلال وكان يجلس بجانبها صديقها المقرب شريف قائلًا بلؤم: ايه يا أميرتي هتسهري لحد امتى؟
أميرة بعدم وعي: مش عارفة، بس هروح بدري.
ردت إحدى صديقاتها وتدعى ملك: لا يا أميرة خليكي معانا شوية احنا هنسهر كتير انهاردة وبعدين اخوكي ساب البيت وامك بتنام بدري يعني فل اوي.
نظرت أميرة لها بإبتسامة: اشطا وهبقى اقولها اصل بحب صاحبتي اوي وقعدت معاها كتير وذاكرنا كتير.
ارتفعت أصوات ضحكاتهم عاليًا وظلوا يتحدثون.
في المستشفى، كانت حورية تجلس على سريرها حتى دخلت الممرضة الغرفة وبيدها الطعام قائلة: آنسة حورية اتفضلي الاكل.
نظرت لها حورية بوهن: لا مش عايزة حاجة.
جلست الممرضة بجانبها وظلت تربت على كتفيها بحنان حتى قالت: أنتِ بقيتي ضعيفة اوي من قلة الاكل، لازم تاكلي اي حاجة ارجوكِ.
هزت رأسها بنفي قائلة: لا أنا مش هاكل، شكرًا لاهتمامك.
ثم أكملت بحزن: أنا خسرت كل حاجة حتى عادل خسرته.
الممرضة: عادل أخوكي؟
تنهدت حورية بضعف قائلة: ايوه، مكانش قصدي ازعله مني بس كنت عايزة استريح شوية.
اومأت الممرضة رأسها بإستيعاب قائلة: هو عمل كده وزعل علشان بيحبك وخايف عليكِ، مفروض تصالحيه بقى.
انتبهت لحديثها حتى قالت: صح كده، هو أنا هخرج امتى؟
الممرضة: مش عارفة بس لو حاسة نفسك بقيتي كويسة، ممكن تخرجي بكره.
حورية: ايوه بقيت كويسة، ثم أكملت بإبتسامة: شكرًا ليكِ جدًا، خرجتيني من الزعل.
ابتسمت الممرضة لحديثها ثم ربتت على كتفيها بحنان قائلة: ده واجبي، بصراحة أنا حبيتك وحسيتك شايلة كتير وقولت اجي اتكلم معاكِ.
عانقتها حورية وعلقت العبرات بعينيها وتمنت لو لديها أخت لتخفف عنها، ثم غادرت الممرضة وتركت الطعام لها لتأكله.
في مكان آخر وتحديدًا بداخل عربية الأجرة، كان يجلس  كلا من كريم وعادل في طريقهم إلى منزل كريم.
وبعد دقائق كانوا أمام المنزل ليصعدا معًا، أطرق عادل الباب لتفتح له والدة صديقه وتتعجب من مجيئه في ذاك الوقت: ايه يا عادل يا ابني فيه حاجه!
نظر لها عادل بلطف لعله يكتسب موافقتها: لا يا طنط مفيش بس كنت عايز أطلب منك طلب.
ردت بشك وإستفهام: أطلب!
تنحنح ليتقدم كريم أمامه قائلًا: متزعليش مني يا ماما، عادل جاي يحنن قلبك عليا.
نظرت له بغضب ممزوج بالحنان قائلة: ادخلوا.
جلسوا على الآريكة ودخلت هي المطبخ لتعد العصير ثم قدمته لهم بعد دقائق قائلة لعادل: يا ابني أنا كنت بربيه، لازم يتعلم أنه يفكر ويقرر صح.
اومأ عادل برأسه موافقًا على حديثها: عندك حق يا طنط وهو اتعلم خلاص.
نظر كريم لوالدته قائلًا: هي أميرة نايمة؟
هزت رأسها نافية: لا بتذاكر مع صاحبتها.
فزع الآخر ليجيبها بغضب: حد يذاكر مع حد الساعة 11 بالليل يا ماما، فين صاحبتها دي؟
أمال بتعجب: معرفش مكانها، وبعدين وايه يعني بالليل؛ المذاكرة بتبقى الصبح بس يعني!
لم يجيبها كريم وأخرج هاتفه ليتصل بها ويعلم أين هي!
في الملهى الليلي، كانت تجلس معهم ويتحدثون حتى سمعت صوت رنين هاتفها مسكته وضغطت على علامة الرد بلا مبالاة حتى استمعت لصوت أخيها يقول: فينك يا أميرة وبعدين هو فيه حد بيذاكر وسط الاغاني العالية دي! أنتِ فين انطقي؟

انتظروا البارت الثاني عشر.

مُغفلة عشقتني.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن