البارت السابع والعشرين

656 37 8
                                    

" ليس هناك خطيئة أكبر من خداع من يثق بك "🦋🌼
"Sana güvenenleri aldatmaktan daha büyük günah yoktur "🦋🌼

                        " حقيقة حياتي 2 "

محسن : تحليل DNA يثبت أنك أبني و أنني والدك.....
بدأ ميران بالضحك : هل أصاب عقلك شيئ يا هذا.... ماهذا الهراء الذي تتحدث عنه
محسن : خذه.... خذ التحليل و تأكد هذا تحليل بينك و بين يارين يثبت أنكما أخان وأنني والدكما
نزع ميران التحليل من يدي محسن و بدأ يقرؤه : لا... لا يمكن هل جننت يا هذا... كيف تجري تحليل لي بدون عملي هل هذا منطقي برأيك
محسن : معك حق يا بني و لكن قبل أن تعلم كيف أجريت التحليل أريد منك التأكد أنني لم أتخلى عنك يوما صدقني.... لقد رفضت والدتك عرضي... لم تقبل أن تتجوزني
أقترب ميران منه و أمسك ياقته بكلتا يديه و بدأ يصرخ : أصمت.... أصمت كفى عن هذا الكلام الفارغ وما أدراك بي و بأمي ها.... كيف تعرفني و تعرف كل شيء عني
محسن : لأنني والدك.. والدك الذي تبحث عنه منذ زمن
ميران : اصمت... كيف تعلم بكل ذلك..  كيف تعلم أنني أبحث عن والدي الحقيقي... سر أمامي الآن إلى القسم و هناك نتفاهم
محسن : ميران بني... أنظر ألي ولا تفعل ذلك أرجوك صدقني أنا لم أتخلى عنك يوماً و لكنها رفضت ذلك... رفضت أن أقوم أنا بتربيتك و ذهبت
ميران : اصمت... أقول لك اصمت هل أصاب عقلك شيء
محسن : قالت لي إن كنت تريدنا أن نحيا أنا و ابنك سعداء فأبتعد عنا
أمسك ميران برأسه بكلتا يديه وبدأ يمشي يميناً و شمالاً : لا مستحيل أنت تكذب...  أنت كاذب حقيقي... تفعل ذلك لأسمح لك بالهرب.... أنت كاذب
محسن : ميران... بني أهدأ قليلاً و اسمعني... لم أود حدوث هذا لقد أحببت والدتك ديلشاه كثيراً... كنا طائشين في فترة المراهقة و لكن بعد أن علمت أنها حامل بك... تخلت عن طيشها و فكرت بك وحدك و تركتني لتربيك تربية صالحة بعيداً عني و عن كل افعالي و عن عملي
هجم ميران عليه : اصمت وكف عن الحديث...  اصمت و لا أريد أن أسمع اي كلمة منك عن أمي افهمت
محسن : بل ستسمعني.... ستسمعني للنهاية يا بني.... ستسمع
لينتفض ميران عليه و يمسك بياقته و يصرخ بوجهه : لا تناديني بني... إياك ونطق تلك الكلمة أسمعت
محسن : بل سأقولها... سأقول بني وهذا حقي... حقي الذي حرمتني منه والدتك قبل سنوات
ليمسح ميران على وجهه و يحاول التقاط أنفاسه قبل قتل هذا الرجل الذي يتكلم بأشياء سخيفة لا يتقبلها عقل ميران.... كيف يتقبل فكرة أن هذا والده... كيف يتقبل فكرة أنه زج والده بالسجن.... كيف يتقبل كل ماقاله هذا الرجل دفعة واحدة وهو الذي قرر إيقاف البحث عن والده الحقيقي.....
ميران : أسمعني... كلامك هذا لا يفيد لن تنجو إن قلت تلك الكلمات لذلك أرجوك أسحب كلماتك تلك وتعال معي بدون مقاومة... هيا
محسن : سآتي.... سآتي و لكن دعني أكمل... لم أتخلى عنك يوماً تبعت والدتك حتى بعد زفافها و راقبتك تكبر و أنا لا أعلم إن كنت طفلي أم لا و لكنني اليوم تأكدت وهذه النتائج تثبت كل شيئ
ميران : هل جن جنونك يا هذا.... ما هذه السخافة كيف تثبت لي أنك لم تزور تلك التحاليل هاا
ليصرخ محسن بأعلى صوته : أنت ابني ولا داعي لأزور اي شيء لأثبت تلك الحقيقة
ليرد عليه ميران بصراخ أقوى : كاااذب.... تكذب انت مجنون لا تعي ما تقوليه... لا يمكن.. لا يمكن أن يكون شخص مثلك والدي لا يمكن.....
ليكمل جملته بصراخ أقوى : لا يمكن أن تكون أنت الرجل الذي أبحث عنه منذ سنوات طويلة... لا يمكن
لتنزل تلك الكلمات كسهم أخترق قلب محسن... هو الذي أعتاد على هذه الجمل... اعتاد على سماع كم هو شخص سيء من الكثيرين.... هزته كلمات ميران و أعادته بالزمن إلى يوم هزت كيانه إساءة ما.... إساءة دون غيرها من الإساءات التي كانت كمدح له.... حين قالت له ديلشاه بعد أن ضرب رجلاً تحرش بها و شوه وجهه.... حين نضرت له بخيبة و نعتته بالسيئ..... ها هو الزمن يعيد نفسه و لكن بوجع أكبر...  بخيبة أب لم يعرف شيئاً عن طفله لسنوات......
هل كان ليتقبل تلك الفكرة... وهل هنالك عقل يتقبل ذلك... يتقبل فكرة أن والده سبب بموت المئات من الناس... هل يتقبل أن من بحث عنه لسنوات جره بيده لزلازلة مضلمة لينتظر الحكم.... أن من تسكن معه بمنزل واحد هي أخته.... أن تلك الفتاة التي تشكره كثيرا على أحتواءه لها بمنزله كل يوم هي أخته....
حاول كل منهما أستجماع أشلاءه و ترتيب بعض الجمل... لتسبق جملة ميران محسن قبل نطقه بشي.... جملة ميران الخالية من المشاعر بعد أن تصلب جسده أمام شخص يرفض فكرة كونه والده : من.... من أخبرك من ساعدك لأخذ عينة مني لأجراء الفحص... قل
كانت تلك الجملة تحمل الكثير من المعاني لمحسن أولها أن ميران بدأ يقتنع بكلامه أو ربما يحاول إثبات العكس من خلال معرفة طرق محسن للحصول على التحليل فربما وجد حجة له ليقول عن هذا التحليل أنه مزور... لكن أفكار محسن راحت بعيدة... نحو ريان التي تجلس في الصالون ترتعش بخوف منتظرة مصيرها الذي سيحتمه ميران عليها بعد قليل.... بدأ محسن يتهرب بالكلمات.... كان عليه دين لريان صعب تسديده فيكيف يقول لميران أنها من ساعدته و يسبب مشاكل بينهما.... يقطعه صوت ميران  الغاضب من شروده : قلت لك من ساعدك... أجب.. ألا تسمع
محسن : شيئ... تستطيع القول الخادمة التي لديكم بالبيت
ينفجر ميران ضاحكاً : هل تسخر مني يا هذا...  ليس لدينا خادمة اساساً...
غابت هذه الفكرة عن بال محسن فطالما كانت ديلشاه تكره الخادمات و تكره وجود أي شخص بالمنزل يعرقل صفو العائلة ولو كانت خادمة تساعدها.... ميران إبنها و سيرث تلك الصفات عنها و إن لم يرثها ميران فسيرثها هارون بالتأكيد....
لم يعد بوسعه التهرب أكثر من ذلك.... حتى لو سبب خلافاً بينهما فهو لا يستطيع إضاعة هذه الفرصة الأخيرة له ليثبت صحة هذه التحاليل فربما لن يسعه الوقت لذلك بعد هذا اليوم.....
محسن : شيء... سأقول و لكن أهدأ فهي ليس لها ذنب حاولت معرفة الحقيقة قبلك لتخفف من جرحك و تقولها لك بنفسها لكنني سبقتها..
لم يعلم محسن أن تلك الكلمات تزيد من حرارة ميران الذي بات لا يعرف كيف يتنفس لينطلق بجملته مشدد على كل كلمة يقولها : من... من هي... قل بسرعة
علم محسن بالمصيبة التي ستحل على رأس ريان إن قال شيئاً لميران لكنه وصل للنهاية و لن يتراجع
محسن : ري.... ريان
كلمة واحدة كفيلة بإشعال فتيل نيران الخيبة بقلبه.... نيران خذلان من اقرب شخص.... حرك رأسه يميناً و شمالاً محاولاً إزالة تلك الأفكار من رأسه يترقب البحر بصمت بعد ساعتين من وصول الشرطة لموقعهما.....
يجلس أمام البحر يراقب أمواجه الهائمة منتصف ليل طويل شاق.... أمام بحر لا يهدئ ومن قال أن البحر ينام.... من قال أنه ينام لا يعلم أن بداخل البحر يقضة تعزية لروح لا تنام.... لروح خذلت من أقرب الناس إليها....لروح عشقت فجرحت كثيرين و جُرحت من كثيرين.... لروح طفل صغير نائم بحضن رجل يدعوه بأبي رجل أنقذ الكثيرين دون علمه أن والده رجل مختلف... رجل قتل الكثيرين....
نهض مكانه متجهاً لمنزله الذي قرر قبل فترة أن يجعله منزل يعم بالسعادة..... ليعود إليه بخطا ثقيلة حاملاً داخله غضباً شديداً.... عتبا كبيراً لروح سكنت قلبه و طعنته من الداخل حيث تسكن....
فتح الباب بهدوء مختلف عن قوة أغلاقه فما أن أطبق الباب الخارجي بقوة حتى ارتعش جسدها بخوف و رجفت يدأها التان كانت تنتظر عودته لتسبقانها لأستقباله كأي زوجان يعيشان حياة طبيعية.... متناسية أن زوجة تخطف قبل زفافها بساعات لا يمكن أن تعيش حياة طبيعة ...... أن شابان يعودان من الموت إلى منصة عقد القرآن لا يمكن أن يعيشا طبيعان ابدا....
أقترب منه بخطوات ثابتة وسط الظلام الذي لا يمنعه من رؤيتها و رؤية جسمها الذي يرتعش خوفاً على كل خطوة يخطوها تقربه من الاريكة التي كاد يجزم أنها تحركت من مكانها أثر أرتجافها فوقها بخوف.... أرتجافها الذي كان يعني شيئاً واحدا أن ما سمعه قبل ساعات صحيح و أن خوفها هذا ناجم عن معرفتها المسبقة بلقائه بوالده..... كانت ترتجف كعصفور خائف حتى وقف أمامها بثبات.... حاولت بصعوبة رفع رأسها نحوه و لكنه سبقه بالكلام لعله يسمع جملة واحدة منها تمحي من عقله كل ماسمعه...
كلمة واحدة يقبلها منها ولو كانت كذباً....قائلاً بصوت حاول جعله هادئاً كي لا يزيد خوفها أكثر : هل أنت من ساعدته ليجري تحليل لي وليارين
شددت من قوة قبضتيها التان تمسكان بركبتيها... أغمضت عينيها و أخذت نفساً عميقاً لتسلم نفسها للواقع...  لتسلم نفسها لتلك الهاوية التي وصلت إليها نتيجة عنادها.... هاوية مكتوب على بعد مئة كيلو متر بوجود هاوية في نهاية المطاف الذي قررت سلكه... لكنها استمرت... استجمعت كلماتها بصعوبة لتقوم بما علمها ياه والدها..... مواجهة أخطائنا بلا خوف... قائلة بصوت مخنوق محاولة حبس دموعها : اعتذر يا ميران لم ات.... لم أتوقع أن يحدث.... أن يحدث ذلك قلت أنها أوهام و حاولت إثبات خطأ تلك الأفكا....
لم تكمل جملتها حين مشي من جانبها منكسرا متجها نحو الأعلى محاولاً إبقاء ذرة رحمة بقلبه بعد ما حدث أمامه قبل ساعات..... لكنها لا تستسلم تبعته للأعلى بقدمين ترتجفان محاولة جعله يسامحها...
ريان : ميران... أرجوك استمع إلي كنت سأخبرك صدقني.. كنت سأخبرك و لكنني قلت لأتأكد أولاً... ميران اسمعن...
لم تكمل جملتها مرة أخرى فقد أغلق باب الغرفة بوجهها بلا رحمة.... وقعت أرضا و بدأت بالبكاء أمام الباب.... لم يكن يستطيع مسامحتها بهذه السرعة و لكن من يحب يسامح... ولكن ما فعلته ريان شيء كبير لا يغتفر....حتى ولو كان لا يستطيع مسامحتها فهو يحبها.....
جلس على الأرض متأكاً على الباب يسمع صوت بكائها الذي يحرق قلبه... ولكن مهما كان قلب الإنسان كبيراً هنالك أشخاص كثيرون لا يستطيع تجاهل أخطائهم..... ليس لأنها سيئه لا تغتفر.... بل لأن من قام بها شخص واحد فقط لم نكن نتوقع ذلك منه......بعض الأحيان عندما ما يخطئ شخص نحبه بحقنا ننسى أنه بشر مثلنا ويخطئ... لأننا رأيناه يومآ ملاكنا الجميل....
وسط هذا الأسى كان يارين و هارون في غرفة مجاورة يستمعان لما يحدث دون أن يعلما ماذا جرى وكيف جرى... حاولت يارين أخبار هارون و لكنها فضلت أن يخبره ميران فرغم أسئلته الكثيرة التي حاولت التهرب منها كان يشعر أنها تعلم سبب شجار ميران وريان و لا نريد أخباره.....
حل الصباح... فتح ميران عينيه و نضر حوله... لقد نام طول الليل أمام الباب.... نهض مكانه و دخل ليأخذ حماماً دافئاً ربما يهدئ أعصابه.... دخل الحمام الذي في داخل الغرفة و في تلك الأثناء استيقظت ريان حاولت فتح باب الغرفة لكنه لا زال مقفلاً.... نزلت للأسفل و حاولت البحث عن مفاتيح أحتياطية لكنها لم تكن تعلم بعد أن يضعون المفاتيح... بحثت هنا و هناك و لم تجد شيئا.... دخل هارون المطبخ و وجدها  تبحث عن شيء ما... لم يكن صعباً عليه أن يعلم عما تبحث... خرج من المطبخ ثم عاد بعد ثواني معدودة و وضع مفتاح غرفة ميران الاحتياطي أمامها...نضرت ريان بأستغراب نحوه
هارون : أليس هذا الذي تبحثين عنه
ريان. : ب.. بلا ولكن كيف عرفت أنني أبحث عنه
هارون : ليس صعباً...هيا اذهبي إليه
ريان : سأذهب و لكن سأعد له بعض الأعشاب ليهدئ أعصابه
هارون : كما تريدين.....
حضرت له شراب ساخناً من الأعشاب الطبيعة و اتجهت نحو الغرفة... من يدري ربما يعتذر منها الآن و يتصالحان... وربما... وربما يرمي هذه الأعشاب في وجهها...💔
فتحت باب الغرفة على مهل...لم يكن بها سمعت صوت المياه بالحمام وضعت الكأس على الطاولة وجلست تنتظره ليخرج
خرج من الحمام و نظر حوله وجدها جالسة على السرير بهدوء... لم يكن صعب عليه رؤية الهالات السوداء تحت عينيها و أنتفاخ عينيها من البكاء...
وقفت عندما رأته : ميران أنا....
لكنه تجاهل كلامها و أتجه نحو النافذة يفتحهها
ريان : ميران أسمعني... أنا لا أطلب منك مسامحتي ولكنني أريدك أن تتفهمني ولو قليلاً..
ميران : ريان أرجوك لا أريد الحديث عن ذلك الأمر
كان يقف أمام النافذة و ينظر للبعيد يجيب ريان دون النظر إليها حتى و هي تقف خلفه محاولة الحديث معه و شرح موقفها
اتجهت نحو الطاولة و أمسكت الكوب و اتجهت إليه
ريان : تمام ميران لن نتحدث ولكن خذ هذا و اشربه لتهدئة أعصابك...
ولكنه بتلك اللحظة كان غائباً تماماً... جال أمامه ما حدث بالأمس... صراخه المدوي و ركضه السريع الذي كان بلا فائدة...
لم يستطع تمالك أعصابه صرخ بقوة ووجه يده للخلف بسرعة ليبعد يد ريان التي وضعتها على كتفه لكنه دون أن ينتبه أسقط الكأس الذي في يدها...
استدار بعد أن سمع صوت تحطم الكأس : لا أريد شيئاً دعيني وحدي أرجوكي
لم تكن تستطيع بتلك اللحظة حبس دموعها التي بدأت بالستاقط واحدة بعد الأخرى لتجرها قدماها للخلف و هي تشد بيده اليسرى على كف يدها اليمنى... لم ي تغفل عنه حركتها تلك... إتجه إليها بلحظة خوف و أمسك يدها و ما إن رأها محمرة إثر الحرق الذي تسببه سكبه للكأس... أغمض عينيه غضباً من نفسه... إتجه نحو الخزانة و أخرج منها علبة الأسعافات الأولية و أتجه نحو ريان و قادها نحو السرير لتجلس و يضمد هو يدها على مهل دون أيه كلمة منه.... هي  التي كانت تذوب على هذا القرب... هذا ما يسما " بقدر ما نحن قريبان هذه اللحظة نحن بالحقيقة ابعد بكثير..."
أو يسمى " ألم قلبي من داخله أتاني" فقد آلمنا من سكن قلبنا من الداخل......
" ليس هنالك خطيئة أكبر من خداع من يثق بك"
قالت جملتها تلك بصعوبة جعلته يتوقف عن تضميد يدها لينظر لعينيها المليئتان بالدموع لتكمل جملتها : أعتذر...
لم يقوى على قول كلمة واحدة... أنهى التضميد و خرج من العرفة ليجعلها تغرق في بحر دموعها 💔 😭
خرج من المنزل و قبل أن يفتح الباب صادفه هارون
هارون : هل يمكنني سؤالك ماذا يحدث هنا
ميران : فيما بعد يا هارون لا استطيع قول شيء الآن
هارون : ولما... مالذي فعلته أنا لتعاملوني كأنني لست موجود ابداً لي الحق أن أعرف ماذا حدث بهذا البيت
وهنا فاضت كأس ميران غضبا... غضباً من نفسه عما فعله لريان قبل قليل... غضبا من حياته القاسية... غضباً من كل من حوله ليصرخ : ماذا نريد أن تعرف... هل تريد أن تعرف أن أخاك ليس سوا لقيط لم يعلم حتى الأمس من هو والده الحقيقي... هل تريد أن تعرف الكذبة التي ربتني عليها أمي طيلة تلك السنوات... هل تريد أن تعرف أن الرجل الذي اناديه بأبي واذهب لزيارة قبره كل فترة ليس والدي الحقيقي و لا يعنيني بشيء... هل هذا ما تريد معرفته....
خرج بسرعة من المنزل.... أغلق الباب خلفه بقوة جعلت جميع من في المنزل يهتزون و منهم ريان التي ركضت خلفه.....
هارون : ريان لا تذهبي دعيه وحده
ريان : مستحيل... ألم نرى حالته تلك ؟! سأذهب خلفه لن اتركه لوحده بضرف كهذا....
ركضت خلفه لكنها لم تجده.... لقد أختفى و لكن أين سيذهب... ذهبت نحو مكان تتوقع أن يكون موجود فيه... ليس لأنه قال لها أنه يحبه بل لأنه مكان عشاق اسطنبول.... مكان التعساء و المجروحين... من أحب وقف أمامه... من حزن ذهب إليها... من أشتاق نضر إليه.. وحتى من فقد الأمل بالحياة ذهب إليه...
أتجهت نحو البحر... بحر اسطنبول فاين عساه سيقف ليفرغ أنفاسه الغاضبة فوقه غير البحر.....
اما في المنزل...
هارون : هلا كنتي تعرفين بذلك؟
يارين : أجل
هارون : منذ متى؟
يارين : قبل أيام قليلة جداً و لم نتأكد من الموضوع سوا بالأمس
هارون : بما لم تخبروني بذلك؟
يارين : لم نتوقع أن يكون ما اعتقداه حقيقة.... ألن تعاتبه؟!
هارون : لا... لو أنني علمت بالأمر دون رؤية حالته لكنك عاتبته.. لكنني رأيت حالته... أنه منهار تماماً
يارين : وأنت لن تقل عنه عندما تعلم كل شيئ
هارون : لم أفهم؟!
يارين : لا... لا شيئ
هارون : هل تمزحين معي؟! ... قولي ماذا تعرفين بعد... يارين هل تعلمين من هو والده الحقيقي؟!
يارين : لا.. لا أعلم
نهض هارون من مكانه و أمسك يارين من كلتا يديها : من هو قولي لي... من فعل ذلك بأمي قولي
يارين : لم يفعل أحد شيء بوالدتك.... كل ما حصل كان بملئ أرادتها...
هارون : يارين... لا تختبري صبري أرجوكي قولي من هوا
يارين : تمام سأقول... ميران بنيم كارديشم
هارون : لم أفهم؟! هل.... هل والدك.... يعني والدك... أمي... ميران انتي... لم أعد أفهم شيئاً!!
يارين : ميران أخي.... أخي أنا... أخي الذي حلمت بوجوده بجانبي دائماً.... حلمي الذي أصبح حقيقة
جلس هارون على الأريكة يجمع فتات أفكاره.. يفهم ما سمعه
هارون : لا... لا يمكن هل يعلم هو
يارين : علم بالأمس
هارون : ريان كانت تعرف أليس كذلك لذلك تيشاجران.... لأنها لم تخبره
يارين : وماذا نفعل الآن؟
هارون : دعينا نصلح بينهما أولاً و بعدها نفكر بما سنفعل
يارين : وكيف؟!
هارون : لا أعلم.... ولكن علينا إيجاد طريقة....في وضع كهذا على ريان أن تكون بجانب ميران و ليس العكس
يارين : ماذا نفعل.... ليس هنالك طريقة إلا...
هارون : إلا ماذا....
🌹🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹
بجانب البحر يجلس ميران على أحد المقاعد.. يراقب أمواج البحر.... يفكر بما حل به....
تأتي ريان من خلفه و تجلس بجانبه....
ميران : لما أتيتي... قلتي لكي أريد البقاء لوحدي
ريان : لن اتركك بوضع كهذا يا ميران.... لا أريدك أن تسامحني و لكن على الأقل دعني أقف بجانبك بهذه المحنة...
لم يجب ميران بل أكتفى بتوجيه نضره نحو البحر مرة أخرى... يتذكر ما حل معه بالأمس...
                            ......... فلاش باك ........
ميران : من... من هي
محسن : ري.... ريان
بدأ ميران بالضحك : هل أنتهت أكاذيبك الآن
محسن : صدقني يا بني أنا لا أكذب.... هي تعلم بكل شيئ...كان ينقصها شيئ واحد فقط لتتأكد و هو إجراء تحاليل
ميران : كفى .... كفا يا هذا لم أعد استطيع سماع شيئ منك
محسن : ستسمع... ستسمع يا بني كلماتي الأخيرة.... صدقني هي لم تفعل كل هذا إلا لمعرفة الحقيقة.... ربما خافت من أخبارك بما أكتشفته لربما كان خاطئاً
ميران : أرجوك...أرجوك اصمت لم أعد استطيع أن أسمع....
محسن : ولكن الحقيقة موجعة دائماً يا بني.... ولكن هذا حقيقي... أنت ابني و هذه الحقيقة الوحيدة التي أخبرها
في تلك الأثناء وصلت سيارات الشرطة
                     ....... نهاية الفلاش باك ..........
ريان : ميران.... ماذا حصل هل أنت بخير
ميران : بخير بخير.... عودي أنتي إلى البيت الجو بارد هنا
ريان : تعال نعد مع  .. ألن تسأل عن حالة هارون
ميران : سأعود... سأعود و لكن ليس الآن اذهبي أنتي ستمرضين من البرد...
ريان : لا تقلق علي... سأكون بخير طالما أنت بجانبي
وصلت سيارة..... نزل منها أصلان
أصلان : ميران أنت هنا.... السيد جيهان يسأل عنك يريدك بمهمة مستعجلة
ميران : تمام قادم.... ريان عودي أنتي إلى البيت
أصلان : لا سيدة ريان تعالي معنا السيد جيهان يطلب كلاكما
ميران : ألم تعرف السبب؟!
أصلان : لا
ميران : تمام.... هيا بنا يا ريان
ريان : قادمة
🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹
في منزل السيدة زهرة.... وأمام الباب يقف هارون و يارين أمام الباب....
هارون : هل أنتي متأكدة من خطتك تلك
يارين : مئة بالمئة
هارون : تمام... أنتي ستتحدثين
يارين : سأقول لها كل شيء من دون أن أخبرها بالخلاف الذي بينهما
هارون : هيا إذاً.... أخشى أن لا تساعدنا
يارين : لا.... تأمل خيراً
دق الباب..... فتحت السيدة زهرة الباب
زهرة : أهلاً بكما يا صغاري.... تفضلا
يارين : سيدة زهرة أتينا لكي من أجل طلب مهم منكي
زهرة : مالأمر.... أقلقتماني.....

وحدكي من يهمني 💜 🦋 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن