♥️البارت الثامن والعشرين♥️

14K 642 58
                                    

لم يعُد هُناكَ وقتٌ لِيَضيع في غَيرِ مَرضاةِ الله.💛
٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭

نظر عمار الي الطبيب الماكث أمامه بصدمة، شعر وكأن العالم من حوله يقف تماما رافضاً الحراك.
بينما منار كان حالها لا يقل عنه فهي وبعد شهور طويلة ستترك زوجها ومعشوقها والأكثر ألما من ذلك هو ابنها زين الذي لم يتعد الثلاثة أعوام.
بينما الطبيب كان ينظر اليهم بشفقة وحزن.

تحدث عمار بعد فترة من الصمت قائلا بنبرة مرتعشة: ي.ي..يعني ايه الكلام ده.

الطبيب بعملية: للأسف يا استاذ عمار التحاليل اللي قدامي بتأكد أن زوجة حضرتك عندها ضمور شوكي وحتي الآن مفيش ولا علاج للمرض ده، وغالباً المريض بيتوفي بعدها بشهور قليلة جداً.

وقف عمار وتحدث بعصبية شديدة: انت كداااااااااب.. هي معندهاش حاجة، هي.. هي كويسة.. مستحيل تموت لااا انت كدااب.

الطبيب بتهدئة: اهدي يا استاذ عمار انا مقدر حالتك دي جداً وعارف انت حاسس بإيه.. الحل الوحيد اللي قدامنا انها هتاخد علاج يطول من مدة انتشار المرض مش اكتر..

جلس عمار مكانه بينما قدميه لم تستطع حمله أكثر واضعاً يده علي رأسه لا يستطيع التصديق، كيف بإمكان هذا أن يحدث، كيف ستتركه زوجته وترحل، كيف سيعيش دونها.، لاا لن استطيع فعل ذلك، بالتأكيد هناك حل آخر.

تذكر هو منار الجالسة بجانبه، نظر لها وجد وجهها شاحب بشدة مما تسمع، فهي ستفارقهم وتذهب للأبد.

وأخيراً أومأ عمار بصمت ثم أمسك بيد منار الباردة بشدة ثم خرج من المشفي بالكامل ذاهبا الي منزلهم.

•وصلوا الي منزلهم ودخلوا بصمت جلست منار علي الاريكة ولم تبدي أي ردة فعل مما أخاف عمار كثيراً، وخوفه الأكبر أن تسوء حالتها أكثر.

جلس بجانبها وجذبها لأحضانه بشدة وهنا فقط سمحت لدموعها بالانهيار.
تبكي علي فرحة لن تعيشها مع زوجها وابنها، تبكي علي ما أصاب حياتهم السعيدة، فبعد أن تحولت حياتهم للأفضل ستذهب، ستكون فقط ذكري عابرة في حياتهم، لن يتذكرها ابنها كثيرا عندما يكبر فهو سيكون صغير بشدة علي تذكرها.

وبينما هي تبكي شعرت بسائل علي رقبتها فعلمت أن زوجها أيضا يعاني من مرضها ولكن معاناته في قلبه، فهو لن يستطيع العيش بدونها، ولا بدون مزاحها وضحكاتها ومشاكستها، لا يستطيع تهيل حياته بدونها، فكيف ستصبح كئيبة، بالإضافة إلى زين الذي سيحرم من والدته في طفولته.

حاولت منار تهدئة نفسها والتخفيف عن عمار فمسحت دموعها وخرجت من بين أحضانه قائلة بدموع: ده قدرنا ومش هنقدر نغيره، اللي ربنا كاتبه هو اللي هيحصل، ولو مكتوبلي أموت يبقي أكيد في حكمة من كده.

هز عمار رأسه بالرفض علي حديثها فهو لن يعيش بعيداً عنها ابدا.
عمار بدموع: لا.. لا.. اكيد مش هتسيبني ولا هتسيبي زين ابننا، زين أول فرحة لينا، زين اللي هيتحرم منك.

إنتقام الإناث والجبابرة (جاري تعديل السرد والحوار): حيث تعيش القصص. اكتشف الآن