الفصل الثاني عشر (سبيل الغفران )

815 38 9
                                    

الفصل الثاني عشر:

ـ أنا لا أفهم ما الذي أتي بكِ إلي هنا ؟! كنا تحدثنا علي الهاتف وانتهى الأمر .. أيعقل أن تأتين لزيارتي بعد يومين فقط من زواجك

قالتها "ياسمين" موجهة حديثها إلى "رؤى" الجالسة قبالتها

ضحكت "رؤى" بتهكم قائلة:

ـ عن أي زواج هذا تتحدثين ؟! أنتِ تعلمين كما يعلم الجميع أنه لأجل "سارة" فقط ليس بالزواج الحقيقي .. وصراحةً أنا من وددت الهروب .. "ليث" أعطى "مالك" إجازة بالطبع لأجل هذا الزواج الكاذب وأنا وجدتها فرصة جيدة لتحسين علاقته ب"سارة" .. إنه يتجنبها بطريقة مريبة وكأنها ليست ابنته وأخاف أن يكبر هذا الموضوع أكثر .. أنا لم ألاحظه من قبل ولكن بما أني لاحظته يجب علي أنا أحاول حل الموضوع .. دعكِ مني أخبريني ما الأمر الذي أردتني فيه

أجابتها بحسم:

ـ أريدك أن تقترحي علي محامية جريئة تعرفينها .. كنتُ أود طلب مساعدتك بالطبع ولكنك ستأخذين جانب أخيك العزيز

ردت "رؤى" بصدمة :

ـ لماذا تريدين رفع دعوى علي أخي ؟! ما الذي حدث ؟!

صرخت بها قائلة :

ـ لأن أخاك الحبيب لم يطلقني حتى الآن

نظرت لها باستغراب قائلة :

ـ ألم تكوني تعلمي أنك لازلت زوجته يا "ياسمين" ؟! من أخبرك أنه طلقك أنا لم أسمع عن هذا الأمر مطلقًا ؟!

توترت "ياسمين" ثم أجابت :

ـ ك كيف ؟! أتقولين أنك أيضًا تعرفين أنه لم يطلقني ؟! كيف لا تخبريني بأمر كهذا ؟!

ردت "رؤى" :

ـ هذا ما يعرفه الجميع يا "ياسمين" .. متى طلقك "ليث" ؟! أنتِ لم تكوني تتحدثي عنه أبدًا ولم يحدثك أحد بشأنه ولكنه لم يطلقك

أجابت "ياسمين" وهي على وشك الإنهيار:

ـ لكني أخبرته في آخر لقاء لنا أني أنتظر ورقة طلاقي وخالي .. خالي أخبرني أنه طلقني بالفعل

قالت "رؤى" بتفكير :

ـ هل رأيتي ورقة الطلاق بعينيك ؟!

نفت "ياسمين" قائلة :

ـ لم استطع فعلها .. وثقت بكلام خالي .. ولكن كيف ؟! كيف يكذب علي بأمر كهذا بل ولما يفعل من الأساس ؟! في كل الأحوال أنا لن أظل زوجته بعد الآن خاصةً بعدما تزوج بأخرى سواء ساعدتيني أم لا

ظهر الأسف علي ملامح "رؤى" ثم قالت :

ـ "ياسمين" أرجوكِ لا تتسرعي هناك طفلة في المنتصف وقد حُرمت من والدها بما فيه الكفاية .. كما أنه ابتعد بناءًا علي رغبتك وإن كان يريد إبتعادك حقًا كان طلقك من وقتها كما أني متأكدة مائة بالمائة أنكما أنتما الإثنان لازلتما تحبان بعضكما البعض كما كنتما في السابق وأمر "ميرال" هذا أيضًا متأكدة أنه ليس كما يبدو .. آسفة يا "ياسمين" ليس بإمكاني مساعدتك علي تدمير حياتك وحياة أخي وحياة "سيلين"

أجابت "ياسمين" بتهكم :

ـ هذا ما كنتُ أنتظره منك من الأساس

أوقف حديثها صوت جرس الباب فاستئذنت من "رؤى" للذهاب وما هي سوى بضعة دقائق حتى عادت صارخة :

ـ هذه الحياة التي تنهينني عن تدميرها ؟! انظري ما فعله أخاك المحترم

أخذت "رؤى" الورقة التي كانت بيد "ياسمين" لتنظر لفحواها وما أن رات ما فيها حتى سقطت على الأرض من الضحك قائلة :

ـ أحقًا أرسل لك إنذار طاعة ؟! أنا أعلم أن أخي مجنون ولكن ليس بمثل تلك الدرجة

أجابتها بجنون وهي تركض للأعلى لتبدل ثيابها :

ـ أنا من ستريه ما هو الجنون أقسم أني سأدمره
أكملت "رؤى" كوب القهوة الذي كانت "ياسمين" قد أعدته لها ضاحكة وهي تشعر في قرارة نفسها أنهما سيعودان قريبًا أفضل مما كانا سابقًا
.................................................

ـ ألا تشعر أن أمر إنذار الطاعة هذا سيضاعف غضبها ؟!

أجاب "ليث" ضاحكًا :

ـ لهذا فعلت هذا من الأساس .. أنا أعلم أن خالها شوه صورتي بنظرها كثيرًا كي يضمن ألا نعود ولكني لم أتوقع بأحلامي حتى أن يخبرها أني طلقتها .. "ميرال" أنا أخبرتك من قبل هو ليس بالشخص السىء ولكن ما مر به مع أخته جعله يظن أنه بإبعادي عنها سيحافظ عليها .. وقتها أقتنعت بحديثه وأقتنعت أني لست سوى أذى لهما ولكن الآن .. بعدما مرت خمسة سنوات ابنتي كبُرت بعيدًا عن ناظري وحبيبتي ليست إلى جواري لم أعد أتحمل .. أشعر أني حقًا أموت بالبطئ أنتِ معكِ حق .. إلى متي سأفكر في الجميع وأنسى نفسي ؟! عليا محاولة إسترداد حياتي مهما كلفني الأمر

قالت بتوتر:

ـ "ليث" أنا بإمكاني الحديث معها وشرح ظروف زواجنا لإحاول المساعدة قليلًا

أجاب بتهكم :

ـ لا لا دعينا نستفيد من الوضع قليلًا ونثير غيرتها علها تميل 

أخفت عبراتها بمهارة ثم قالت ضاحكة :

ـ أحييك يا أنجب تلاميذي .. ستستعيدهم عاجلًأ غير آجل لا تقلق أنت تعذبت بما فيه الكفاية والله سيعوضك عن كل ما كان .. ولا تنسى أمر والدتك يجب أن تضعه فوق كل شىء

ظهر الألم جليًا علي وجهه ثم قال :

ـ لن تسامحني أبدًا حتي وإن أقسمت لها أني عوضت عن كل إثمٍ اقترفته

اتسعت ابتسامتها قائلة :

ـ ستسامحك بل إنها سامحتك بالتأكيد .. صدقني قلب الأم لا يعرف كره أبنائه .. لكن الأمر لا يمنع من مراضاتها قليلًا ودع الأمر علي

نظر لها بإمتنان حقيقي قائلًا :

ـ أنا لا أعلم كيف أشكرك .. دونك كنتُ سأظل أتخبط في ألمي وحيدًا ولم أكن لأقدم علي خطوة واحدة لتحسين الوضع

أجابته :

ـ بل أنا ماذا كنت سأفعل ؟! كان "ماجد" سيعيدني له قسرًا مرة أخرى وستبدأ رحلة العذاب من البداية .. أنت أنقذت حياتي يا "ليث" وصدقني إن بذلت عمري في سبيل رد الجميل إليك لن يكون كافي

أكملت داخلها :

ـ يكفي لقلبي أن تكون سعيد حتى وإن كان مع أخرى

وهج الإثم (الجزء الأول)+ سبيل الغفران( الجزء الثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن