الفصل السادس (سبيل الغفران )

1.1K 58 38
                                    

الفصل السادس :

ألقي الوسادة بوجهه بقوة قائلًا بسخط :

ـ هلا توقفت عن الضحك قليلًا ؟!

أجابه "ليث" الذي كان يجاهد كي يخرج صوته :

ـ لا يمكنني أن أزيل مشهد صفعك ثم سقوطك علي الأرض من مخيلتي .. هل أنت حقًا ذلك الضابط الذي يهابه أعتي الرجال أم الأحمق الذي هوي علي الأرض من صفعة امرأة ؟!

تحدث "آسر" الذي كان يضع الثلج علي وجنته مكان الصفعة قائلًا:

ـ هل تسخر ؟! ألا تري كيف تركت أصابعها علامات علي وجنتي ؟! أقسم أنها أقوي من ضباط كُثر أعرفهم .. ثم دعك مني ومن صفعتي وفكر في عائلتك المهددة بالخطر وأنت هنا تضحك علي !!

نظر له بسخرية مستكملًا ضحكاته ولم يوقفه سوي صوت جرس الباب فقام ليفتحه ليدخل بعدها "مالك" الذي ما أن رآه "آسر" حتي قال:

ـ ها هو ملك الإكتئاب قد وصل .. أقسم أني أسُب نفسي كل يوم لأني أصبحت صديقًا لمجموعة من المجانين مثلكم

نظر له "مالك" متعجبًا ثم قال:

ـ ما الذي حدث لوجهك ؟!

ارتفعت ضحكات "ليث" مرة أخري وقال بتهكم :

ـ الرجل الحديدي خاصتنا صفعته امرأة حتي أدمت وجهه وأسقطته علي الأرض

هنا تعالت ضحكات "مالك" هو الأخر ليصرخ به "آسر" :

ـ أالآن قررت أن تنهي الحداد ؟!

توقف "مالك" عن الضحك وألقي بنظرة متألمة ل"آسر" الذي صمت حينما ضربه "ليث" بمرفقه ليدرك فداحة ما قال

أردف "آسر" معتذرًا :

ـ "مالك" أنا لم أقصد صدقني

ابتسم نصف ابتسامة حزينة مجيبًا :

ـ أعلم

هنا تدخل "ليث" الذي لم تنسيه همومه هموم صديقه الذي يحزن لأجله وبشدة .. "مالك" بالنسبة له أخ لا صديق :

ـ "مالك" أنا أدرك أنها كانت مهمة للغاية بالنسبة إليك وأنك قد اخطأت معها كثيرًا لكن هذا لا يعني أن توقف حياتك .. منذ توفيت حتي الآن وأنت كالميت بلا روح .. حتي ابنتك لا تهتم بها وهي أكثر من يحتاجك ليس ذنبها أن تخسر أمًا وأبًا منذ بداية ولادتها

زفر بضيق وهو يحاول أن يتحدث :

ـ هي ليست بحاجة إلي بل علي العكس أنا سوف أدمر حياتها كما دمرت حياة أمها لذا هي اختارت أن تعطي ابنتها لأختك وأختك شاكرة تعاملها كما ابنتها وأكثر ولم تخيب ظن "سارة" إطلاقًا أما أنا فماذا فعلت غير تخييب ظنها وإيلامها ؟! علي الأقل بعد وفاتها سأحقق ما كانت ترجوه ولن أخذلها .. هي لم تجدني أبًا لائقًا ومعها كل الحق .. أغلق هذا الموضوع الآن أرجوك ودعنا نتحدث في الأهم .. ما الذي كنت تتحدث عنه أنا لم أفهم شيئًا ومن ذاك الذي يسعي لتدميرك ؟!

عادت هموم "ليث" تطوف بذهنه مرة أخري بعدما تجاهلها قليلًا قال بضياع:

ـ لا أعلم .. حقًا لا أعلم .. أنا فقط أريد أن أعرف من ذاك ال**** لأمزقه بيدي وأرتاح

قال "آسر" بعملية :

ـ كما أخبرتك من قبل الأمر معقد للغاية .. هناك أحد يستهدفك أنت و "أنس" أو خال زوجتك في الوقت ذاته ولا يوجد رابط في ذهني بينكما .. هل أنت متأكد أنه لا يوجد أحدٌ منهم قد يسعي للإنتقام منك ؟!

أجاب بنبرة مرتفعة :

ـ للمرة الألف يا "آسر" ما كنت سأذهب للعيش في دولة أخري تاركًا عائلتي جميعها هنا سوي وأنا متأكد مائة بالمائة من عدم وجود أحد وهذا ما سيجعلني أجن .. جميع من ساهمت في القضاء عليهم إما قتلوا بعضهم البعض أو قُتِلوا حين هاجمتهم الشرطة أو تم إعدامهم بعد القبض عليهم

قطع صمته صوت هاتفه الذي أجاب عليه ليأتيه صوت لشخص يتحدث بالأنجليزية قائلًا :

ـ كيف حالك بعد محاولة قتل زوجتك وأختك ؟! أتمني أن تكون بخير

تصبب جبين "ليث" بالعرق وشعر بألم لا يحتمل في صدره إلا أنه صرخ به قائلًا :

ـ من أنت أيها ال**** وما الذي تريده مني ؟!

أتاه صوت الطرف الأخر بفحيح :

ـ أنا شخصٌ لا تعرفه ولكن تأكد أنه لن يهدأ سوي حينما يقضي عليك ويذيقك طعم فقدان أحبتك جميعهم وكم هم كُثر ؟!

صرخ به بانفعال غاضب :

ـ أقسم أن أمزقك إربًا أيها ال**** واجهني كالرجال إن كنت تستطيع بدل من التخفي والمناورة

لم يكد يستمع للطرف الأخر حتي هوي علي الأرض بعدما زاد ألم قلبه أضعافًا وفقد الوعي .. قد جني ثمرة توتر جميع الأيام السابقة وانفعلاتها ..

وهج الإثم (الجزء الأول)+ سبيل الغفران( الجزء الثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن