الفصل السابع (سبيل الغفران)

1K 45 14
                                    

الفصل السابع :

تمشي مذعورة في مكان مجهول لا تعرف كيف سبيل الخلاص منه ..  تحاول العثور علي وسيلة للخروج من ذلك المكان المظلم ثم فجأة وقعت عينيها عليها فكانت كما شربة الماء للظمآن .. ركضت نحوها بسعادة وهي تناديها :

ـ  "سارة"

لم تتلقي منها سوي نظرة عتاب وكلمة أخيرة أدمت قلبها قبل أن ترحل :

ـ لم تحفظي أمانتي يا "رؤى"

صرخت بقوة تناديها مرة أخري لتستيقظ علي صوت والدتها التي تحتضنها وتحاول إيقاظها :

ـ "رؤى" .. "رؤى" .. أهدئي حبيبتي هذا كابوس أنا هنا ..

نظرت حولها بضياع كطفل شريد وهي تبكي بين أحضان أمها قائلة :

ـ لقد رأيتها يا أمي .. رأيت "سارة" للمرة الأولي .. المرة الأولي التي تأتيني فيها تخبرني أني قد فرطت بأمانتها .. ألا تعلم أني كنت مجبرة علي هذا ؟! ألا تعلم أن أخذ "سارة" مني يعني سلب روحي .. أنا لا أريد سواها يا أمي في هذه الحياة بل لا أملك سواها .. كلانا لا نملك سواها .. أنا .. ومن رحلت عن هذه الدنيا

تحدثت "رهف" التي أتت هي الأخري علي صراخ "رؤى" محاولة بث الهدوء في نفسها :

ـ لا تقلقي حبيبتي ستعود لكِ صدقيني .. هي ابنتك أنتِ ولم يهتم بها منذ مولدها سواك بأي حق يأخذونها الآن ؟! بل وبأي حق يسلبون طفلة لا تعي شيئا أمها الوحيدة التي عرفتها ؟!

"رؤى" كانت تسمعها وتترجم كلامها بطريقة أخري ..

هي حتي وإن قبلت فقدان طفلتها وإن كانت توقن أنه لن يحدث ف"سارة" لن تستطيع .. "سارة" تعتمد عليها في كل صغيرة وكبيرة في حياتها وتوقن أنها لن تستطيع أن تصمد ليلة واحدة بدونها ..

كما كانت "رؤى" دومًا وكما ستظل .. ستضحى .. ستقبل مُرغمة .. لأجل طفلتها .. ولأجل صديقتها .. وللمرة الأولي لأجل نفسها ..
....................................

شوق "رؤى" لطفلتها أيقظ داخلها شوقها ل"دانة" التي تركتها بكل سهولة وذهبت مع والدها دون أن يرف لها جفن ..

علي من تكذب هي تخاف عليها وتشتاق لها حتي وهي تعلم أنها بين يدي والدها وإخوتها اللذين سيهتمون بها خير اهتمام فما بال "رؤى" التي تعلم مقدار تعلق "سارة" بها عن أي شخص آخر في الحياة ..

عادت مرة أخري لشعورها بالمقت عليهما كلاهما .. تغار بشدة .. الأمر يتخذ الإتجاه وعكسه مما يجعلها بلهاء بجدارة .. تغار منهما وعليهما .. تغار من حب "دانة" لأبيها ومن حبه لها ومن تفضيل كل منهما للأخر عليها حسب تفكيرها .. هي تريد كل منهما لها هي فقط ..

"دانة" لها هي وكذلك "طاهر" الذي يجب أن يصُب كل حبه وإهتمامه عليها هي فقط .. نهرت نفسها بقوة عند هذه النقطة .. لم يعد هناك "طاهر" ولا سبيل للعودة .. لن تسامحه ولن تعود له ولا يهمها من الأساس .. حبه ستتعافي منه مع مرور الأيام وستصبح بأفضل حال ..

وهج الإثم (الجزء الأول)+ سبيل الغفران( الجزء الثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن