الفصل الثاني (سبيل الغفران)

1.2K 55 22
                                    



الفصل الثاني:ذهبت "مايا" إلي أختها  للمبيت معها كما أصبحت عادتها حيث أنه بسبب ظروف عمل زوجها فإنه يتغيب عن المنزل في معظم الأحيان وليس أمرًا واردًا أن تذهب "ملك" للبقاء معهم لأجل والدها الذي لم يسامحها ومن المحتمل أنه لن يسامحها إطلاقًا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


الفصل الثاني:

ذهبت "مايا" إلي أختها للمبيت معها كما أصبحت عادتها حيث أنه بسبب ظروف عمل زوجها فإنه يتغيب عن المنزل في معظم الأحيان وليس أمرًا واردًا أن تذهب "ملك" للبقاء معهم لأجل والدها الذي لم يسامحها ومن المحتمل أنه لن يسامحها إطلاقًا .. حسنًا هي تعلم أنه يقلق عليها وبشدة ولكنه يأبي أن يُظهر ذلك مُغلفًا نفسه بقناعٍ من جليد حينما يستمع عما يخصها ..

وقفت أمام المنزل منتظرة أن تفتح لها "ملك" الباب لتجدها في حالة ترثي لها وقد تورمت عينيها من كثرة البكاء .. أصبحت تلك هي عادة "ملك" بعد ما كان لكن وجهها هذه المرة يشي بأكثر من ذلك بكثير..

دلفت إلي الداخل وهي تسألها مسرعة بقلق:

ـ "ملك" ما الذي حدث ؟! هل هناك خطبٌ ما ؟! هل آذاكِ ذلك الأحمق ؟! أخبريني لأهشم رأسه

ألقت الأخري نفسها بين ذراعي أختها مُستكملة بكائها بقوة أكبر .. وبعد العديد من المحاولات التي حاولت فيها "مايا" جاهدة أن تهدئها .. تحدثت بين بكائها بشهقات قائلة:

ـ هناك أخري في حياة "أنس" .. منذ فترة وأنا أشعر بذلك وبالأمس تأكدت وعندما واجهته لم ينكر وأخبرني أنه حقه وأني أعلم وضعي جيدًا في هذه الزيجة واستمرارنا معًا ليس سوي نتيجة خطأ نتج عنه "قصي" لذا فليس لي الحق في أن أعارض أو أن أتعامل كزوجة طبيعية

صعقت "مايا" لكن سرعان ما قالت بحدتها المعهودة :

ـ ما هذا الوقح؟! كيف يتحدث معك بهذا الأسلوب بل وكيف تصمتين من الأساس ؟! إن كان هناك أخري فليذهب إلي الجحيم هو وهي وأنتِ ستطلقين منه وتعيشين حياتك أسمعتِ ؟! لن تقف حياتك علي وغد مثله مثل الآخر

أجابتها بألم ودموع كسيرة :

ـ لا يمكنني أن أعيش بدونه لماذا لا تفهمين هذا ؟! لقد أصبح هو و "قصي" وأنتِ عائلتي الوحيدة بعدما نبذني أبي من حياته .. "مايا" أنا سأموت إن تزوج بأخري أقسم .. أنا لا أستطيع تخيل هذا ولا يمكنني تخيله لكنه سيظل حقه .. أنا لا أستحقه ولم أكن يومًا أستحقه وكل ما يفعله بي قليلٌ علي ذنبي .. أنا من فرطت بنفسي وها أنا أجني ثمار ما فعلت .. عليّ أن أتحمل الفتات منه ومن الجميع فهذه هي قيمتي

عند هذه النقطة دخلت في نوبة بكاء أشد عنفًا من سابقتها ترقرق الدمع علي إثرها في مقلتي "مايا" التي حزنت أشد الحزن علي حال أختها التي تتعذب في اليوم ألف مرة .. لكم حذرتها من ذلك الوغد "يوسف" ! لكم تمنت أن تكون بجوارها وقتها فتردعها وتحافظ عليها فما كان ما حدث سيحدث .. لم تجد سوي أن تمسد علي شعرها قائلة بحزن:

ـ لماذا تفعلين ذلك حبيبتي ؟! لماذا دومًا تقعين في حب من يعذبونك ويقضون عليك ببطأ ؟!

نفت بقوة قائلة:

ـ شتان بين "يوسف" و"أنس" .. "يوسف" كنتُ معمية بحبه عن عيوبه التي لا نهاية لها .. أما "أنس" فهو يستحق أن أبذل عمري كله فداءًا له .. قد يكون ما رأيته منه ليس بالكثير ولكنه علي الأقل كان يحاول ألا يؤذيني قدر استطاعته ..

عادت للبكاء مرة أخري ثم أكملت :

ـ أنا من وقعت بحبه دون سابق إنذار ومنيت نفسي أنه بوسعي إصلاح كل شئ وما كنت سوي واهمة .. الأمر بيننا منتهي كما يقول دومًا .. لحظة ضعف منه ربطتنا ببعضنا برباط يتوجب علينا إحترامه وفقط .. هو لم يعطيني أمل بالمزيد فلا تضعي اللوم عليه أبدًا يكفي أنه تحملني إلي الآن ..

توقفت عن حديثها الذي يحرق قلبها حينما سمعت صوت طفلها ينادي عليها فهبت إليه مسرعة تاركة "مايا" تفكر في حل لأمرها هذا ..

وهج الإثم (الجزء الأول)+ سبيل الغفران( الجزء الثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن