الفصل التاسع (سبيل الغفران )

1.3K 47 13
                                    

الفصل التاسع :

ـ لا زلت انتظر منك توضيح علي ما سمعته

زفر "مالك" بضيق وهو يردف بشىء من التوتر :

ـ كما سمعت يا "ليث" أنا أود الزواج من "رؤى" إن سمحت بالطبع .. هي تعرف ابنتي أكثر مما أعرفها بكثير ولا جدال في أخلاقها الحميدة وأنها ستكون نعم زوجة لي

نظر له "ليث" بعمق مجيبًا بنبرة لا تخلو من الصدمة :

ـ كيف ؟! ومتي ؟!

صمت قليلًا محاولًا استجماع كلماته ثم قال :

ـ "مالك" أنت أخي .. وأنا أعلم أنك شخص جيد بل وجيد للغاية ولكن "رؤى" ؟! "رؤى" هي قرة عيني وابنتي قبل أن تكون أختي وبعد ما حدث لها من ال***** الذي كان زوجها لا يمكنني منحها لك بتلك السهولة خصوصًا بعدما بدر منك في حق زوجتك رحمها الله .. لا أود أن أجرحك بكلامي صدقني ولكني أخٌ يخاف علي أخته حد الموت .. أريدك أن تعود للحياة مرة أخري .. أريدك أن تقترب من ابنتك التي تخشي قربها .. أريد راحتك وسعادتك .. لكن هذا لن يكون علي حساب سعادة "رؤى" بالمرة وإن كانت ابنتك بالنسبة لها هي حياتها

لمح خيبة الأمل والألم اللذان ارتسما بوضوح جلي علي وجهه وهو يقول متراجعًا :

ـ معك كل الحق .. أنا لست مناسبًا لها .. بل ولست مناسبًا لأحد من الأساس .. "رؤى" تستحق الأفضل الذي أنا بعيدٌ كل البعد عنه

زفر بضيق من نفسه فقد أدرك أنه آلم صديقه بشدة .. ألم يكون يسعي ليخرجه من عزلته ؟! ألم يكن يتمني أن يلتمس الطريق لسعادته بدلًا من حياته التي ينهيها بيده ؟!

سرعان ما تمالك الموقف بحنكة قائلًا :

ـ هل ستظل متسرعًا هكذا دومًا ؟! هذا ليس سوي تهديد لك يا أحمق .. موافق ولكن صدقني إن لم تضع كل هذه الأمور في عقلك .. إن لم تقدر "رؤى" حق قدرها .. إن لم تخرج الماضي من حسبانك ولا تنظر إلا إلي المستقبل .. إن آلمت "رؤى" في لحظة واحدة .. ستجدني أمامك وأقسم أني سأنسى الأخوة والصداقة في سبيل إستعادة حق شقيقتي والأخذ بثأرها .. دومًا كنت أريدكما أن تبدئا من جديد .. هي نجحت في ذلك بواسطة ابنتك لذا لن يمكنني أبدًا أن أمنعك من أن تحظي بفرصة منحتها إياها من قبل .. لا أنكر أني لم أتخيل أبدًا أن تحظي بها معها ولكنك أخي وهي أختي ومادمت ستضع الماضي وراء ظهرك وتمضي قدمًا أنا لن أجد أفضل منك يا صديقي ..

ابتسم "مالك" ابتسامة لم تصل لعينيه فقد أدرك تهديد "ليث" وكل تلميحاته المستترة .. الأمر لن يكون سهلًا لكنه يدرك أن اليوم الذي يتسبب فيه بالألم ل "رؤى" لن يأتي .. شاء أم أبى ستظل شُغل قلبه الشاغل رغم أنفه ورغم ألمه  .. أجاب بعد فترة من الصمت لا بأس بها :

ـ ستجدني عند حسن ظنك صدقني لن أكون أنا من يأذيك في أغلي ما عندك حتي وإن كان الثمن حياتي

وهج الإثم (الجزء الأول)+ سبيل الغفران( الجزء الثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن