الفصل الرابع عشر

1.4K 48 34
                                    

الفصل الرابع عشر :

للإنتقام لذة ..لذة لا تضاهيها لذة ..تشعر وكأن قوتك قد ردت إليك وأنه ما من أحدٍ يستطيع أن يقف في طريقك ..تشعر وكأنك وصلت لذروة أهدافك ولكن هل هذه هي الحقيقة ؟! أهي لذةٌ دائمة أم أنها لذة مؤقتة وستستفيق منها لا محالة ؟!

مع الوقت سيبدأ ضميرك في الإستيقاظ وستشعر بمدي ما اقترفته يداك ..ستجد أنك لم تعد تشعر بالراحة بل السوء السوء وفقط ..وللأسف هذا لا يحدث إلا بعد فترة لا بأس بها يكون الرجوع فيها أمراً مستحيلاً ..يكون كل شئٍ قد تدمر بالفعل
..............................................
كانت جالسة علي السرير كعادتها منذ يوم زفافها المشئوم بعدما انثني كاحلها بسبب الصابون الذي وضعه أبناء "طاهر" ..الأمر الذي كلما تذكرته شعرت بأنها تود أن تحطم رؤسهم جميعاً ..

ولكنها كانت وقتها تشعر بالحزن ..الخذلان ..الألم ..هي علي الرغم من كل شئ لم تكن قد نسيت ما فعله "ليث" وجرحها منه بل علي العكس كلما مر الوقت ازداد ألمها أكثر ..ألمها لأنه لم يعد إلي جوارها ..هي تحتاجه وبشدة ..تحتاج عطفه عليها وحنانه ..تحتاج تقويمه المستمر لأفعالها التي في الغالب تكون مستهترة ..ولم تشعر من قبل أنه ليس إلي جوارها كما تشعر الآن ..لم تشعر بمثل تلك الوحدة التي تشعرها الآن ..

دلف فوجدها في حالة شرود عميق فقطب بين حاجبيه وهو يقول بتساؤل :

ـ أري أنك حزينة وهذا شيئاً ليس معتاداً ل"رهف" القوية التي أعرفها ..هل قام أحد أبنائي بمضايقتك ؟!

وفي ثانية تحولت وهي تقول بإستخفاف :

ـ بالطبع لا ..هم لا يتمكنون من مضايقتي بالأساس وصدقني انتصارهم  يوم الزفاف كان فقط لأني لم أكن مستعدة لغدرهم

ضحك بقوة حتي ظهرت غمازتيه وهو يقول :

ـ هل جعلتم الأمر حرب بالفعل من البداية ؟!

لم ترد عليه لأنها كانت تتأمله ولم تستطيع أن تحيد بعينيها عنه ..هي حقاً لا تستطيع إستيعاب أنه وسيم بمثل هذه الدرجة حتي أن تلك الشعرات الفضية التي تزين لحيته وشعره لم تخرب وسامته بل علي العكس زادتها وقاراً ..

قاطعها بضحكة أخري أقوي من سابقتها وهو يقول بعبث :

ـ أنا حقاً أعلم أني وسيم للغاية ولكن ما لم أكن أعلمه أن هذا سيؤثر فيكِ أنتِ لقد طننت أن تفكيركِ مختلف عن باقي النساء ..

ردت بصراخ لم يخفي فيه إرتباكها :

ـ ما الذي تقوله هل أنت مجنون ؟! من أنت حتي أفكر بك من الأساس أنت تعلم جيداً أني تزوجتك مجبورة وأنت تعلم أسبابي ولكن ما لا أعلمه حتي الآن هو أسبابك أنت !!

لم تتغير نبرته العابثة وابتسامته هو يجيبها :

ـ وتجيدين تغيير دفة الحوار أيضاً ..ولكن أنا ما أراه أني أؤثر بكِ وبشدة بدليل دقات قلبك التي أسمعها من مكاني هذا علي الرغم من أن المسافة بيننا ليست بالصغيرة ..وكذلك أنت تتزينين وتضعين مساحيق التجميل  وأنتِ في غرفتك و تعلمين أنك لن تخرجي من الغرفة وأيضاً أريدك أن تعلمي أنه ليس مسموح لكِ أن تخرجي من الغرفة بهذه الزينة في أي حال من الأحوال حتي وإن كان للجلوس بالأسفل ..أمر كهذا أنا لا أتساهل به لذا تجنبي نوبات غضبي ..

وهج الإثم (الجزء الأول)+ سبيل الغفران( الجزء الثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن