الفصل الثاني

218 18 6
                                    

تدخل اسيل البيت وتنادي علي ستها وهي بتحط الحاجه في المطبخ وستها مش بترد... يبدأ القلق يتسلل جميع بدن اسيل وتدور عليها بخوف لحد ماتوصل غرفه جدتهاا.. تدخل بكل خدوء وخوف وتفتح الباب وهي خايفه فاتلاقي الصدمه اللي كانت خايفه منها... ستها فاقده الوعي عالارض
اسيل ببكاء:تيتا تيتا قومي ردي عليا فتحي عينك بصيلي ياتيتا
والجده مفيش اي رده فعل ترش اسيل ميه علي وشها وتخبط علي خدودها... ولا حياه لمن تناادي! شافت نبض قلبهاا ونبض الشراين مفيش اي دقه ولا اي نفس فيكاد قلب اسيل ان يقفز من بين ضلوعها ويبكي من شده الصدمه والحزن علي جدتها فهي كل حياتها ونفسها هي طاقتها وكل عائلتهاا فبكت اسيل بحرقه وصرخت بأعلي صوت فتجمع الجيران علي صوتها الكل بيخبط عالباب واسيل مس بتعمل غير انها بتصوت وبس كسر إحدى الجيران الرجال الباب ودلفو الي الداخل فيدجو اسيل تحتضن جدتهاا وتبكي وتصرخ معظم الرجال:لا اله الا الله دي ملهاش غيرها اهدي يابنتي حرام عليكي انتي كده بتعذبيها
واسيل لا سامعه ولا شايفه ولا حاسه سافرت لدنيا تانيه بتكلم جدتها فيهاوبتعاتبها :ليه كده ياتيتا ليه سبتيني انا ماليش غيرك يارب انا عارفه انه قدرك وانت رايد كده يارب انا مش بعترض بس انا ماليش غيرها اعيش ليه بقاا هعيش من غيرها ازاي دلوقتي يارب الحمدلله يارب الحمدلله سلمتلك امري وحالي وعمري يارب
فتقوم احدي الجيران بتهدئه اسيل وتعطيهاا كوبا من الماء ثم تقول:اهدي يابنتي متعمليش في نفسك كده انا عارفه انه صعب عليكي بس معلش يابنتي ادعيلها
علي الناحيه التانيه.... اروي مش مبطله رن علي فون اسيل عشان هما متعودين لما يرجعو من مكان يطمنو بعص علي بعض فترد إحدى الجيرانعلي هاتف سيلا وتجيب :الوو
اروي:ايه ياسيلا ده كله عشان تردي قلقتيني عليكي
الجاره:انا جاره اسيل اسيل ستها اتوفت وهي حالتها صعبه اوي
اروي بصدمه:ايه اتوفت طب واسيل طب انا جايه انا جايه
الجاره بحزن:لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم ياعيني عليكي يابنتي ربنا يصبرك علي فراقها هتعمل اي المسكينه دي بعدها
تقوم اروي وتلبس اسود وتروح لاسيل البيت تكفل الجيران بالمصاريف اللازمه لتحضير دفن وعزاء الجده التي كانت غاليه علي كل الحاره من طيبتها وكرمها وقلبها الطيب وتربيتها لاسيل اللي الكل بيشهد بيها وبأخلاقها فتذهب اسيل لتغير لون ملابسها الي الاسود فتفتح الخزانه الخاصه بغرفتها وتخرج بعض الملابس وهي تبكي بصمت وحزن تبكي بقلبها بكل وجع فها هي ترتدب الأسود علي اعز الناس اليها وتتخيل حياتها كيف ستصبح من بعد جدتها تنتهي فقره الغُسل وتيجي بقا الأصعب أصعب لحظه في حياه كل حد فينا اننا نشوف اعز الناس لينا لآخر مره ونودعهم وتفضل ذكرياته محفوره في قلبنا مبتتنسيش لأخر العمر خدو الجيران الرجاله الجده الي مكانها الأخير "المقابر" لتذهب لمن خلقها وتسكن روحها روضه من رياض الجنه وتذهب الي مصيرها الي عالم آخر فتبكي اسيل بحرقه وترمي كامل جسدها في حضن صديقتها وتبكي بصمت فتربت اروي علي اسيل وتحاول ان تهدئ من روعها وتنتهي المراسم للدفن وتعود اسيل الي المنزل مع صديقتها وهي تود ان تموت وتذهب لجدتها الحبيبه فتدخل المنزل وتقول :بقاا ده البيت اللي كانت نوجه منوراه ده البيت اللي كانت عايشه فيه سنين شايفه يااروي البيت عامل ازاي البيت من غيرها مالوش لازمه وتبدأ بوصله بكاء جديده فيعلن هاتف اروي عن اتصالمن والدتها
اروي:السلام عليكم طيب ياماما اسيبها ازاي لوحدها هبات النهارده
والده اروي:يابنتي انا فاهمه بس اعمل اي في ابوكي قعدت اكتر من ساعه بقنع فيه وهو مش راضي مانتي عارفاه تعالي وانا هاجي معاكي بكره واعتذري لاسيل بالنيابه عني اني معرفتش اجي النهارده لسبب
اروي:حاضر ياماما مع السلامه
تغلق الخط وتزفر بضيق من تصرفات والدها التي تكون احيانا غير طبيعيه وتنظر لاسيل بحزن ولا تعرف ما تقول فتفهم اسيل ماتود اروي قوله وتمسح دموعها وتقول:يلا يااروي روحي البيت عشان عمو محمود ميزعقش انا بقيت كويسه خلاص ولازن اتعود عالوضع
فتخجل اروي وتقول:انا اسفه ياسيلا بس.... فتقاطعها اسيل :بس اسكتي انا عارفه ابوكي يلا روحي وابقي كلميني
اروي:طيب ياحبيبتي قومي خدي شاور ونامي وانا هبقي اتصل بيكي
فتهز اسل رأسها بمعني حاضر وتقوم اروي باحتضان اسيل وتذهب وتتركها غارقه في بحر من الدموع والاهات والوجع فتقوم اسيل لتحضر بعض الملابس من الدولاب فهي لا تهتم ماذا سوف ترتدي فتخرج بعض الملابس السوداء وتدلف الي المرحاض لتأخذ شاور دافئ وتخرج لتؤدي فرضها وهو للمغرب وتصلي وهي تبكي لله وتقول:يارب يارب انت الوحيد اللي عارف هي ايه بالنسبالي يارب ثبتها عند السؤال واجعلها روضه من رياض الجنه يارب ومتجعلهاش حفره من حفر النار يارب سامحها ونور قبرها ونورلي طريقي وسعادني علي حياتي وكلت امري ليك يارب انت الوحيد اللي جنبي دلوقتي وظلت دموع اسيل بخشوع وتضرع لله حتي غفوت علي سجاده الصلاة من كتر البكاء

(تفتكروا اي اللي جاي في حياه اسيل واي اللي ممكن توصله وحياتها هتبقي عامله ازاي هتقدر تواجهه الحياه ولا هتيأس)

بقلمي مريم خالد ❤️

ساحرتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن