10

11.1K 354 102
                                    

.
.
.

كانت قد نامت بسعادة بعد أن عرفت بأن تلك التي تسميها أرملة السوداء و عقربة لن تستطيع رجوع إلى قصر لمدة طويلة بسبب سوء الأحوال الجوية.. وما لم تعرفه بأن هناك مفاجأة أخرى بأنتظارها.. مفاجأة قد تغيير الكثير من الأشياء
..
أستيقظت في صباح وهي سعيدة وما زاد من سعادتها حين أقتربت من نافذة لتجد بأن ثلج يتساقط بكثيرة ومن حبها لثلج.. أرتدت سترتها فوق بيجامتها الشتوية و حذائها البيتوتي ونزلت بسرعة وهي تضحك بمرح وكأنها طفلة صغيره..
كان جالس في صالة يشرب قهوة حين سمع صوت ضحكاتها.. ليلفت وينظر إليها بأستغراب متسألا عن السبب..
وبينما كان مستغرباً من تصرفها لم يجدها إلا وهي تخرج من قصر بهذا الجو بارد.. لتمر مدة طويلة دون أن تدخل.. مما جعله يقلق ويلحق بها بسرعة وهو يفكر بما حدث لها.. وما أن خرج ورائها حتى أنصدم وهو يرآها تلعب بثلج و تلطقت صور سلفي لنفسها..
أقترب منه وقال :- ماذا تفعلين..
سحر :- ألعب بثلج..
الأغا وهو ينظر إلى ثيابها :- هكذا..
نظرت سحر لنفسها :- ماذا..
الأغا :- ستمرضين..
سحر بسخرية :- لا تقلق.. أنا لست كبيرة في السن حتى أمرض..
الأغا :- بتأكيد.. لأنك مجرد طفلة..
سحر بعصبية :- لا تعكر مزاجي.. ودعني أستمتع بيوم
الأغا :- أولا تناولي شيء وأرتدي ثياب تناسب هذا الجو و من ثم أبقى مهما تريدين.. فأنا لا أريد أن تمرضي و أبتل بك وألتفت حتى يدخل إلى قصر.. إلا أنه أنصدم حين رمت عليه سحر كرة من ثلج.. لينظر إليها وهي تضحك عليه.. إلا أنها بلعت ضحكتها حين رأت نظرات الغضب في عينيه.. شعرت بخوف من ردت فعله.. وقبل أن يفعل أي شيء.. هربت سحر إلى قصر وهي تلعن غبائها.. كيف ترمي كرة ثلج عليه.. هل جننتي.. اللعنة..
ليدخل الأغا ورائها وهو يلعن حظه ألذي جعله يتورط مع طفلة صغيره في آخر عمره.. هذا ما كان يفكر به الأغا
بعد ساعة..
نزلت سحر إلى مطبخ بعد أن أرتدت ثياباً شتوية تناسب هذا الجو رغم أن قصر لم يكن بارد أطلقا.. وهي تتمنى أن يكون قد غادر إلى عمله لتلعب هي و نسليهان بثلج معا.. ولكن ليس كل ما نتمنه يحدث.. وهذا ما حدث مع سحر حين دخلت مطبخ لتناول الإفطار لتنصدم بوجود الأغا هناك.. و الصدمة كبرى هي أنه كان يحضر الإفطار بنفسه لهما..
كان مشغول بقلي بيض حين وجدها تنظر إليه بصدمة.. ليقول لها :- سيكون الإفطار جاهزاً خلال بعض دقائق..
سحر بصدمة :- ماذا تفعل وأين البقية.. تقصد الخدم
الأغا :- أنهم ليس في قصر.. لذلك أنا أعد الإفطار..
سحر :- لما.. أين هم..
الأغا :- أنهم في أجازتهم السنوية..
سحر :- ماذا.. الكل..
الأغا :- نعم.. الكل.. لذلك لا أحد في قصر غيرنا.. أنا وأنتي
سحر وهي تبلع ريقها بجفاف :- ماذا.. فقط.. أنا و أنت
الأغا وهو ينظر إليها ببرود :- نعم.. هل تريدين أن تذهبي لمكان أنتي أيضا..
سحر بأستغراب من سؤاله :- ماذا.. لا..
الأغا :- جيد.. لأنه لا يوجد مواصلات أو سفر في هذا وقت من سنة..
سحر :- ومتى سيعودون..
الأغا :- حتى يتحسن الجو.. لأنهم سافروا إلى قريتهم
سحر :- ماذا.. كل هذا الوقت.. ماذا سأفعل بهذا الوقت كله لوحدي وفي هذا الجو..
لم يرد عليها الأغا.. ووضع كل شيء على طاولة وبدأ بآكل طعام.. بينما كانت سحر واقفة تفكر كما هي ذات حظ سيئ لأن سعادتها لم تكمل بغياب تلك العقربة حين عرفت بأنها ستبقى مع هذا الوحشي لوحدهما كل هذه المدة في قصر..
سألها الأغا :- ألن تآكلي..
أتجهت نحو طاولة وبدأت بآكل بصمت دون أن يتنطقا بحرف واحد حتى.. وبعد آكل خرجت سحر من مطبخ دون أن تساعده بشيء.. ودخلت غرفتها وهي لا تعرف ماذا تفعل.. مر اليوم كله و سحر لم تخرج من غرفتها وهي تفكر مالذي ستفعله لوحدها.. وقالت لنفسها :- أنظري ماذا تمنيتي وماذا حدث.. لقد بقيت لوحدك مع ذلك الوحشي.. ومن ثم سمعت صوت معدتها وهو يقرقر من جوع.. لتقول :- اللعنة كم أنا جائعه.. ولم أستمتع بيوم.. وصرخت بشكوى و كأنها طفلة :- اللعنة على حظي السيئ.. لما حدث هذا.. من ثم خرجت من غرفتها حتى تذهب لتناول طعام لأنه قد مضى ساعات منذ أن تناولت إفطار.. ومن ثم فكرت :- ماذا سأكل.. ونزلت إلى طابق أول نظرت حولها تبحث عنه إلا أنها لم تجده هناك.. هزت بكتفها بعدم الاهتمام ودخلت إلى مطبخ بسرعة حتى تعد لنفسها بعض الطعام.. وما أن دخلت حتى بدأت بوضع طنجرة مليئة بماء على نار.. وثم قامت بإخراج معكرونة من ووضعها داخل ذلك الماء بعد أن غلت حتى تسلق قليلا.. وثم قامت بإخراج صلصة طماطم مع بعض حبات طماطم مع حبة فلفل أخضر حاد.. و وضعتهم على طاولة.. ثم أتجهت إلى ثلاجة لأخراج بعض اللحم ومن حظها الجيد كان يوجد كرات من لحم لتخرجهم وبدأت بتجهيز معكرونة مع كرات لحم مع صلصة طماطم حارة.. وبدأت تغني بصوتها العذب وقد نسيت أنها ليست لوحدها.. و كانت مشغولة لدرجة أنها لم ترى ذاك الواقف ألذي كان ينظر إليها بإندهاش و صدمة.. كانت قد رفعت شعرها على شكل ذيل حصان ورفعت أكمام فستانها وكأنها ليست تلك الطفلة التي كانت تلعب بثلج صباحا.. بينما كان غارقا في تفاصيلها ألتفتت سحر حتى تضع صلصة على معكرونة إلا أنها شهقت بفزع حين رأته واقفاً هناك بصمت.. ودون أن تنتبه مدت بيدها إلى صحن ساخن وأحرقت يدها.. لتصرخ بألم..
ما أن صرخت حتى أتجه أغا إليها بسرعة وسأل بقلق
:- ماذا حدث..
سحر بصوت طفولي :- أحرقت يدي..
مد الأغا يده إلى يدها وسحبها إلى مغسلة ووضع يدها تحت ماء بارد حتى يذهب ألم..
لتمر بضع دقائق ومازال هو ممسك بيدها تحت ماء بارد دون أن يتركها.. شعرت بخجل من أنفاسه التي تضرب رقبتها وقرب جسده من جسدها وتقول :- لم يعود يؤلمني..
لم يسمع الأغا ما قالته لأنه كان مخدر من رائحة شعرها و تقرب جسده من جسدها..
لتحمحم سحر بتوتر ونظرت إليه بعيونها الخضراء التي كانت تلمع بسبب دموع التي ظهرت من آلم يدها و تقول :- يدي.. لم تعد تؤلمني..
كان الأغا في حالة غرق من رائحتها و قربها منه وما زاد عليه وهو تلك النظرة التي نظرت به إليه بعيونها الملونة خضراء.. ولم ينتبه على نفسه إلا حين رن هاتفه.. ليبتعد عنها بسرعة وكأنها شيء خطر.. وخرج من مطبخ.. لتبقى سحر متسغربة من تصرفه ذاك و تسأل نفسها :- ما به..
وما أن خرج حتى رد على متصل والذي كان نديم :- نعم
نديم :- ما بك.. لما صوتك هكذا..
الأغا :- هل أتصلت حتى تقول هذا..
نديم :- لا.. ولكن لأقول بأنني بقيت في مدينة ولن أستطيع عودة لأنك كما تعرف أن تثلج..
الأغا :- صحيح.. أنها تثلج هنا أيضا..
نديم :- حقاً.. لآبد أن سحر خانم سعيدة لذلك..
الأغا قليلا من غضب :- حقاً.. يبدو أنك تتمنى لو كنت هنا حتى تلعب معها أليس كذلك..
ضحك نديم عليه وقال :- اللعنة.. هل تغار مني يا رجل
الأغا ببرود :- ماذا.. هل جننت.. أغار عليها ولما..
نديم :- ربما لأنها زوجتك.. و تريد أن تكون لك فقط..
الأغا :- أي زوجة.. أنها تكرهني و تكره وجودها معي.. إذا
هل تعتقد بأني أغار عليها..
نديم :- لكنك لا أنت لا تكرهها وهذا شيء جيد.. يعني....... وقبل أن يكمل قاطعه الأغا وسأله :- هل هناك شيء آخرى تريديه..
نديم :- نعم..
الأغا :- وهو..
نديم :- لقد عرفت أنكما في قصر لوحدكما أنت و خانم
الأغا :- إذا..
نديم :- فقط أريد أن تكون لطيفا معها قليلا.. لأنها أمانة عندك من شخص عزيز عليك و علي..
أغمض الأغا عينيه وهو يتذكر سيد كرم.. وثم تنهد بعمق وقال :- حسنأ.. لم أنسى.. وأغلق الخط بوجه نديم.. ليتنهد مرة أخرى.. والتفت حتى يدخل مطبخ.. إلا أنه تفاجأ من وجود سحر خلفه.. لينظر إلى تعابير وجهه أن كانت سمعت شيء أو لا.. إلا أنه لم يلاحظ شيء وحمحم بتوتر وسألها :- يدك..
سحر :- لم تعود تؤلمني.. العشاء جاهز.. ودخلت مطبخ
ليدخل الأغا ورائها وهو في شك أن كانت سمعت شيء
بدأو بتناول طعام بصمت مخيف لدرجة أنهما كانا يسمعان صوت دقات قلبهما.. لتكسر سحر ذلك الصمت وتقول :- لا أعرف غير طبخ معكرونة..
الأغا دون أن ينتبه إلى ما يقوله :- أنها لذيذه.. إذا تريدين أطلبي من عدلات أن تعلمك كل شيء..
سحر :- حقاً.. هل ستعلمني..
الأغا :- بالطبع.. لأنك زوجة الأغا و الأغاي........... ولم يكمل حين أدرك نفسه..
ليحل الصمت مرة أخرى عليهما حتى أنهوا تناول الطعام.. وثم قامت سحر حتى تبدأ تنظيف و غسل إلا أنها تفاجأت حين قال لها الأغا :- أذهبي أنتي.. و أنا سأقوم بذلك...
سحر باندهاش :- ماذا.. لا يمكن.. أنا سأفعل ذلك..
الأغا :- ولكن يدك محروقه.. وهذا ليس جيداً قد تلتهب إذا تبللت أليس كذلك..
ظهرت شبه أبتسامة على فم سحر وهي تتذكر ما فعلته به حين ظنت أنه أستحم.. لتخجل منه وتقول :- سأعد القهوة إذا..
ليهز الأغا برأسه بمعنى حسنأ.. وبدأ هو بتنظيف و
غسل.. و سحر كانت تساعده ببعض الأشياء حتى انتهوا
..
بعد مدة
كان يضع الحطب في نار حتى يدفئ قصر لأن مع حلول ليلة زاد من برد جو وكان الثلج مايزال يتسقط.. عندما أتات سحر وهي تحمل كوبين من قهوة بيديها.. و اعطته كوبه و
ذهبت لتجلس قرب نار وتشرب قهوتها..
ما أن أخذ قهوته منها حتى جلس هو الأخرى قريبا من نار و شربها وقد نالت أعجابه..
كانا يسترقان النظر إلى بعضهم وثم ينظران إلى نار بتوتر..
وثم سألته سحر :- هل تبقى لوحدك في هذا الوقت من سنة.. هل يذهب الجميع.. أقصد حتى.......وسكتت
ليفهم الأغا المقصود بسؤالها ويرد دون أن ينظر إليها
:- نعم
سحر :- وماذا تفعل لوحدك.. أقصد إلا تشعر بوحدة..
الأغا :- ولما أشعر بوحدة.. و أنا متعود عليها..
سحر :- وكيف ذلك..
الأغا :- لأن كل من أحبه يتركني ويذهب.. لذلك لم أعود أعلق نفسي بأحد.. حتى لا يترك ذهابه إثر في نفسي..
سحر :- هل أستطيع سؤالك عن شيء..
الأغا :- ماذا..
سحر وهي تضع خصلات شعرها وراء أذنها بتوتر من ما ستسأله :- هل أحببت من قبل... أقصد فتاة ما..
رفع الأغا بحاجبيه بأستغراب من سؤالها وقال :- ماذا
أنا وحب.. لا نجتمع في مكان واحد أبدا..
سحر :- ماذا تقصد..
الأغا :- أنا لا أؤمن بشيء أسمه الحب.. لأن كل من كنت أحبهم تركوني كما قلت لك قبل قليلا.. لذلك بدأت بكره كل شيء حولي.. لأن ألذين تكرههم يبقون معك كظلك مدى الحياة.. لذلك أنصحك إلا تقعي في حب أبدا.. فقط أكرهي..
كانت سحر تنظر إليه بصمت صادم من تفكيره المخيف و قالت :- ماذا ستفعل لو وقعت بحب فتاة يوماً..
نظر إليها الأغا وقد أنعكس لهيب نار في عينيه وقال :- لا توجد فتاة في حياتي حتى أحبها..
سحر :- ماذا وإن وقعت..
الأغا :- يمان الكريملي لا يقع في شيء يجعله ضعيفاً.. لأن الحب يجعل الإنسان ضعيفاً لدرجة غباء..
نهضت سحر من مكانها.. ليسألها :- إلى أين..
سحر :- سأخذ الأكواب إلى مطبخ وبعد ذلك سأذهب لنوم..
هز الأغا رأسه بمعنى حسنأ..
لتتجه سحر نحوه حتى تأخذ كوبه أيضا.. وما أن أنحنت ب جسدها لكوب حتى وقعت على جسده.. ليقعا معا و يتمدد على أرض..
شعرت سحر بخجل وتوتر وقالت :- أنا لم أقصد ذلك.. و وضعت يديها على صدره حتى تستطيع النهوض.. وما أن أبتعد عنه قليلا حتى سحبها الأغا لتقع مرة أخرى على صدره.. لتنظر إليه سحر وتقول :- أنا لم
........ ولم تكمل لأن الأغا قال لها :- هشششش..
لتصمت سحر وهي تنظر إلى عينيه السوداء التي تنظر إلى عينيها الخضراء الذابلة بخجل بنظرات غريبة لم تفهم معنها ومرت مدة وهو ممدد على أرض وهي ممددت على صدره ينظران إلى بعض.. وثم نقل الأغا بنظره إلى شفتيها و دون سابق إنذار مد يده إلى عنقها وقربها إليه و قبلها على فمها..
لتنصدم سحر من ذلك ويغمى عليها من صدمة............

حبك غيرني ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن