الفصل العشرون ....
وقف ماجد امام قبر زوجته في منتصف النهار يرفع يديه الي السماء يقرأ علي وفاتها سوره الفاتحه ،، بينما تتوالي دمعاته في السقوط ،، ابتسم بحنين و شوق اليها يضع يدها علي قبرها ينفض عنه التراب قبل ان يضع باقه الزهور التي اشتراها لها ،، لقد احضر زهورها البيضاء التي كانت تعشقها ،، يتذكر دائما انه كان يتعارض معها في حبها لتلك الزهور التي لا لون لها كما كان يعتقد دائما ،، و لكن مع مرور الوقت بدأ يحبها لانها كانت تحبها ،، هو لن ينكر لقد عاش معها افضل و أجمل خمس سنوات في عمره ،، كان يحبها بل يعشقها ، نسي وداد نهائيا و صب جام اهتمامه و تركيزه عليها ،، و لكن ،، ما فعله في حقها لن يُغتفر ابدا ،، لقد قتلها ،، أتدرون ما معني قتلها ؟؟ ..
وضع يده علي قبرها يبكي بالم ،، يتذكر انه كان يُسرع في تغسيلها و دفنها كما لو انه يتخلص منها ،، لم يتواني ليبكي عليها و يحتضن جثتها بوداع كما كان يري الناس يفعلون مع احباءهم ،، لقد قتلها و تخلص من جثتها سريعا ،،
نظر لقبرها يخبرها دون ملل ،، فهو دائما ما يأتي الي هنا فقط ليعتذر منها ، منذ ادرك فعلته الشنيعه بها قائلا ببكاء :
_ وحشتيني يا دعاء ،، انا اسف يا حبيبتي علي الي عملته فيكي ،، اسف علي غباءي و تخلفي الي ضيعك مني ،، اسف علشان كنت اعمي عن مرضك ،، اسف علشان شكيت فيكي ، و في بنتي .....قالها و صمت قليلا ينظر الي قبرها بينما يبتسم بهدوء يخبرها :
_ بمناسبه بنتي ،، غزل أتجوزت من شهور يا دعاء الوقتي هي حامل ،، أتجوزت حازم و خدها يعيشو بعيد عني ،، البيت فضي عليا ، بقيت قاعد لوحدي بكلم الحيطان ،، مش كنتي تبقي معايا تسليني بدل الوحده الي انا فيها دي .تنهد قبل ان يبتسم بشحوب يهمس لها :
_ بس متزعليش ،، هانت يا حبيبتي حاسس اني هشوفك قريب ،، مش عاوزك تبقي زعلانه مني ،، مش عايز لما أجي اقابلك تبعدي عني ،، وحشتيني اوي يا دعاء ...صمت ثوانٍ يحاول ايقاف دموعه ،، ابتسم بعدها يخبرها :
_ طب تعرفي اني طلقت شاهيناز و رميتها في السجن خدت بتارك منها يا حبيبتي ،، عاوزك تبقي مرتاحه ...ظل هكذا يجلس امام قبرها ما تبقي من النهار يبكي ككطفل صغير فقد امه ،، يعتذر بشده عما بدر منه في حقها ،، يأمل فقط ان تسمعه ،، ان تسامحه و تغفر له ،، يريد حين تصعد روحه الي بارئه ان تكون هي في انتظاره ،، لم يمل و لن يفعل ابدا من القدوم اليها لطلب السماح حتي يتوفاه الله !! .....
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
دخل منزله بعد يوم عمل طويل و مرهق ،، اقبلت عليه زوجته تبتسم بسعاده و هي تحتضنه قائله :
_ حمدلله علي سلامتك ._ الله يسلمك يا حبيبتي .
قالها و هو يجلس علي الفراش يخلع جواربه ،، صعدت خلفه علي الفراش تنزع عنه سترته بينما تنظر له من حين لاخر و كأنها تريد ان تقول شيئا ما ،، نظر لها عبر المرآة المقابله لهما و للفراش قائلا بتساءل :
_ مالك يا حلا ؟؟ ،، حاسس انك عاوزه تقولي حاجه .
أنت تقرأ
سرقتي قلبي بقلم / شمس مصطفي
Fiction généraleمكتلمه ،، انتهت بتاريخ 23/2/2021 المقدمة ♥👏 ... هي طفله لم تعش طفولتها في وقتها ! .. التقته صدفه كانت تسرق بها ، و لكنها لم تسرق المال فقط انما سرقت لب قلبه ،، احتواها و كفلها .. فكانت بالنسبه له ابنته الضائعه ، اما هي فقد وجدت به اباها الرحيم ا...