الليلة الثامنة و الأربعين

2.7K 140 12
                                    

مزرعة 'باشا'

-باشا أنا ربع ساعة بالظبط و هكون عندك و معايا الحرس واقفين أدام الباب

نفث 'باشا' دخان سيجارته :
-أنا مستني
-مش شايف أن غريبة حكاية إجتماع في نادي

-أنت وزير الشباب و الرياضة يعني مش عايزينك تقليدي لا لبس و لا كلام تبقي قريب من الشباب
-
شقة 'عائلة الجبالي'

-محدش رد عليا فين لميس

طلب منها 'صخر' الجلوس :
-مع يوسف في العربية اتفضلي يا مياسين

حكت 'مياسين' مقدمة رأسها بعد أن جلست على الأريكة قائلة :
-معلم صخر عايزاك في كلمتين

استأذن 'الحاج صالح' قائلاً :
-عن إذنكم خدي راحتك

طلبت منه 'مياسين' الإستماع إليها قائلة :
-ياريت تكون موجود يا حاج صالح

تنحنح 'الحاج صالح' يطمئنها :
-متقلقيش علي لميس إبن عمها معاها

-أنا أول ما وصلت الحارة و أنا مطمنة علي لميس

تنفس 'صخر' الصعداء قائلاً :
-الحمد لله

تنحنحت 'مياسين' تخبره :
-أنا عايزة لميس تفضل هنا معاكم

نظر 'صخر' إلي 'والده' بعد أن فهم ما تقصده :
-قصدك نسب

أومأت 'مياسين' برأسها قائلة :
-أيوة أنا عرفت من ورد أن زين هيخرج من المستشفي النهاردة
-
'عائلة الجبالي'

سألته 'لميس' بعد أن جلست على الرصيف بجواره :
-أنت قلت أنها مكنتش بتحبك
ازاي دي كانت زعلانة أنك بعدت عنها

نفث 'يوسف' دخان سيجارته في وجهها قائلاً :
-كانت بتحبني و بتحب زين

حدقت عيون 'لميس' تسأله :
-أزاي

زم 'يوسف' شفته العلوية قائلاً :
-كانت بتتسلي بينا
-أنا كنت معجب بيها و لما قررت أحكي لزين توأمي قالي نفس الكلام فانسحبت علشانه
بعدها عرفت أنها بعدت عنه لأنها ملت من اللعبة و ارتبطت بواحد من مستواها الإجتماعي

أخذت 'لميس' السيجارة من يديه تضعها تتوسط شفتيها تسأله :
-و زين عمل أيه

قلب 'يوسف' عينيه و هو يلعن نفسه :
-ميعرفش طبعاً و محدش فينا قاله
-
شقة 'عائلة الجبالي'

أستمع 'صخر' إلي أزيز هاتفه المحمول رفعه أمام عينيه

ارتسمت الدهشة علي ملامح وجه تمتم بشفتيه :
-باشا

ابتسمت 'مياسين' بعد أن أستمعت إلى صوته عبر مكالمته الهاتفية مع 'صخر'
-ألف مبروك يا معالي الوزير

ركضت 'نور' سريعاً إلي داخل غرفة الصالون تأخذ الهاتف المحمول من يدي 'صخر' تهنئ 'والدها' :
-ألف مبروك يا معالي الوزير

-الله يبارك فيك يا نور

استأذنت 'مياسين' للذهاب إلى شقتها راكضة علي الدرج واقفة أمام باب الشقة فتحته متوجهة إلى الداخل تنادي علي أبنها :
-باشا أنت فين

خرج 'باشا الصغير' من غرفة نومه واقفاً أمامها يسألها :
-في أيه

جلست على الأريكة المقابلة له تخبره :
-أنا عرفت مكان باشا فين
و غير كده باشا اتعين وزير الشباب والرياضة

أبتعد عنها 'باشا الصغير' خوفاً من ذلك المنصب قائلاً :
-أنت عايزاني أعمل أيه

تنحنحت 'مياسين' تخبره :
-هتروح تقدم حارس شخصي ليه
و تعيش معاه

نظر 'باشا الصغير' إلى شرفة شقة 'ذهبية' يخبرها :
-لكن أنا

نهضت 'مياسين' من مكانها تحتضنه :
-لو روحت اتعرفت عليه مش هتندم
-باشا مش سئ زي ما أنت متخيل
-
شقة 'شريفة'

نظرت 'شريفة' إلى انعكاس صورتها في المرآة متمتمة بشفتيها :
-أنت من أمتي بقيت ضعيفة لازم تبعدي عنه

أجرت اتصالها الهاتفي بصديقها 'عز الدين' تخبره بعدم مجيئها :
-عز الدين أنا مش هقدر اجي النادي

ما أن اعترض 'عز الدين' أصرت 'شريفة' :
-عز الدين أنا عارفة علاجي أنا محتاجة أبعد عن أي راجل لحد ما أقدر أرجع زي الأول

-شريفة اللي أنت بتعملي ده مينفعش لازم تبقى قوية من غيره تتعودي أنك تستغني و تكتفي بنفسك

تنهدت 'شريفة' بضيق :
-أنا محتاجة أبقي لوحدي

ما أن أعترض 'عز الدين' أنهت 'شريفة' مكالمتها الهاتفية
-
عائلة 'المصري'

ما أن توقف 'شاهر' أمام شقيقه الأكبر احتضنه قائلاً :
-ألف مبروك يا معالي الوزير
لما أتصلت بيا قلت لازم اجي أبارك لك
-الله يبارك فيك يا شاهر

سأله 'شاهر' :
-مال صوتك يا باشا

دمعت عيناي 'باشا' يومأ برأسه :
-مفيش حاجة

سأله 'شاهر' للمرة الثانية :
-شريفة مش كده

ضعف صوت 'باشا' و هو يجيبه :
-شريفة جرحتها بكلامي أنها طمعانة في فلوسي و منصبي
لما حسيت أن بعاملها أنها نصابة
طلبت مني الطلاق و اتنازلت عن كل حاجة

احتضنه 'شاهر' قائلاً :
-أنت حاسس أنك بتحبها
-
توجهت 'شريفة' إلى داخل صالون التجميل ابتسامة زائفة ارتسمت علي ملامح وجهها :
-عايزاك تقصي شعري و تغيري لونه

أخرجت هاتفها المحمول من داخل حقيبتها تجري إتصال هاتفي مع 'سكرتيرة' مكتبها :
-سلوي أنا هاخد إجازة مسافرة شرم الشيخ
-
نهاية الليلة الثامنة و الأربعين

حارة العاشقين/ Nahla Zaghloul حيث تعيش القصص. اكتشف الآن