الليلة الثامنة

651 15 1
                                    

مزرعة 'الباشا' ..

عاد من الخارج وها هو يتوقف أمام الباب يشير إلى الحارس الشخصي بالذهاب

أومأ الحارس الشخصي برأسه موافقة يستأذن للذهاب:
-عن إذنك يا معالي الوزير

أقفل الباب وها هي تنزل على الدرج واضعة يدها على روب النوم الذي ترتدي بينما قلب عيونه وهو يسألها:
-أنت إزاي تنزلي بالشكل ده

بدأ حديثها بالاعتذار عن ما بدر منها:
-أنا مكنتش أعرف أنك رجعت

هنا سألها بعد أن فهم ما يدور بداخل رأسها:
-اللي أنت بتفكري فيه مش هيحصل قلت لك أنت هنا علشان أبنك بلاش تعيشي وهم أننا ممكن نرجع لبعض

تبسمت واضعة كفيها حول وجه:
-متأكدة أنك بتحب مراتك

ازدردت ريقه يطلب منها الذهاب إلى غرفة نومها:
-اطلعي اوضتك ربنا يهديك

قهقهت ساخرة من ذلك الهراء:
-أنا طالبة منك تخلي باشا يشيل ذهبية من دماغه البنت مش من مستواه الإجتماعي

أبدي إعجابه الشديد بها:
-أحسن حاجة فيك يا مياسين دماغك لو عرفت تقنعي ببتول بنت السفير ليك عندي هدية حلوة

ارتسمت علي شفتيها ابتسامة عريضة رافعة ساعديها حول رقبته:
-اوعدك

أنزل ساعديها وها هو يغادر غرفة المعيشة يدلف غرفة المكتب
-
بناية 'عائلة الجبالي' ..

اجتمعوا أبناء صخر الأربعة بداخل الروف علي رأسهم ليل الذي يحاول أن يفهم ما أسباب تلك الحالة:
-في أيه مالكم و فين يوسف

تنهد 'عمر' بضيق:
-يوسف خرج مع لميس علشان يصالحها واخدوا صافي معاهم

قلب 'سليم' عيونه:
-صافي بقت بتهرب مني وما صدقت خرجت من البيت

نفث 'زين' دخان لفافة التبغ:
-إحنا الثلاثة بقينا مطلقين

تبسم 'ليل' و هو يسأله عن أسباب تلك الحالة:
-أنت متضايق ليه مش كانت فيروز مش فارقة معاك

ألقي 'زين' نظرة على وجوه أشقائه فهو يشعر بالخجل عندما يتحدث عنها:
-بصراحة أنا مش عارف أبطل تفكير فيها

زم 'عمر' شفتيه قائلاً:
-مش لوحدك أنا كنت فاكر لما هطلق نور الموضوع هينتهي وهبقي مبسوط

تبسم 'سليم' ساخراً من ذلك الهراء:
-علي الأقل كل واحد فيكم بعيد عن طليقته أنا بقي معايا في نفس البيت

تنهد 'ليل' بضيق يخبرهم عن نبأ انفصاله عن زوجته:
-أنا وغزل هنطلق

قلب 'زين' عيونه وهو يرد عليه:
-أكيد نفس الموضوع عايزة ترجع تشتغل وأنت رافض

طلب منه 'ليل' الإستماع إليه:
-غزل فاكرة أن غيران منها علشان فرق التعليم ما بينا الكلام الفارغ ده مش في دماغي أنا خايف عليها

قلب 'زين' عيونه وهو يسأله:
-بلاش طلاق أنت جربت وكانت حالتك اسوء مننا

أعترض 'ليل' يخبره انتظاره حتي تأتي هي وتعتذر له:
-لأ مش كل مرة أنا اللي أصالحها
-
شقة 'الجبالي'

داخل غرفة الصالون تتحدث مع شقيقها في الهاتف المحمول تسأله عن أحواله:
-عامل أيه يا جاسر

رد عليها وعلى شفتيه ابتسامة عريضة:
-وحشتيني يا كارين أحبار البنات أيه

ردت عليه تخبره حقيقة الأمر:
-وضعهم صعب جيهان مصيبة جوزها مخلياها تلف حوالين نفسها وهو بيعند مش عايز يروح مصحة و صافي من بعد ما أطلقت و الحمل نزل بقت تعاند مع نفسها عايزة ترجع تكمل السنة الأخيرة في الجامعة

تنهدت بضيق قائلة:
-وكتبنا كتاب زهرة

ارتسمت الدهشة علي ملامح وجه يسألها:
-صخر مقاليش ليه

حاول تغيير الموضوع حتي لا يفضح أمر هذه الصغيرة:
-جوزها كان عايز يسافر علشان كده كتبنا الكتاب بسرعة

تبسم بعد أن أطمئن قلبه:
-ألف مبروك هكلم صخر أبارك له

تبسمت بعد أن رأت الواقفة خلف الباب تستمع لحديثهم فهمت أنها تحاول الأعتذار له عن ما بدر منها في آخر لقاء بينهما:
-جاسر أنت زودتها أوي مع ليلي

قهقه ساخراً من ذلك الهراء:
-أنا حاولت كتير أوي أفهمها أنها بالنسبة لي طالبة عندي و زي أختي الصغيرة وهي مش عايزة تقتنع بأن ده مجرد إعجاب طالبة بدكتور المادة وهيروح مع الوقت

طلبت منه الإستماع إليها:
-لو كنت عشمتها بأي حاجة قولي وأنا هتصرف أنا خايفة صخر يعرف

قلب عيونه وهو يرد عليها:
-لأ طبعاً يا كارين بقولك ليلي بالنسبة لي طالبة وأختي الصغيرة وشكلي كده معاملتي معاها اتفهمت غلط علي العموم تدريب مخرج مساعد أنتهي وأنا همضي علي موافقة تبدأ في الاستوديو تحت إشرافي
-
شقة 'حمزة'

يخرج من الحمام يلف منشفة حول خصره وعيون هذه الصغيرة الجالسة فوق السرير ترتدي روب النوم علي جسدها العاري تصوره ،بينما يفتح ضلفة الدولاب يخرج ملابسه
دقائق من الوقت من مراقبتها له كانت كافية لتسارع دقات قلبها ..
ينتهي من ارتداء ملابسه يستلقي فوق الأريكة رافع ساعده الأيمن خلف مؤخرة رأسه .. هنا سألته:
-أنت هتنام علي الكنبة

تنهد بضيق يطلب منها الصمت:
-مش عايز أسمع صوتك طول ما أنا في البيت

دمعت عيونها وهي تسأله:
-أنت فاكرني أيه

استقام في مكانه واضع يديه داخل جيوب بنطاله:
-أنت فاكرة أن شاكك أنك مش بنت بنوت

مسحت دموعها وهي ترد عليه:
-أنت قصدك أيه

تبسم بعد أن تلاقت أعينهم:
-أنا هعزم أمير
-
نهاية الليلة الثامنة

حارة العاشقين/ Nahla Zaghloul حيث تعيش القصص. اكتشف الآن