الليلة الخامسة عشرة

497 14 3
                                    

خرج من قسم الشرطة بعد أن تم الإتفاق المشؤوم
توقف أمام غرفة العمليات ينتظر علي أمل خروج نجله بعد أن علم بإصابته
بالكسور في فقرات الظهر  الثامنة والتاسعة والعاشرة. و أدت لشلل نصفي في الطرفين السفليين

حاول التخفيف عن هذه الصغيرة باحتضانه لها:
-عايزة أدخل أشوفه يا عم صخر

ربت علي ظهرها بكفيه يطلب منها الهدوء:
-لما يخرج من العناية المركزة أهم حاجة نطمن عليه يا لميس

نادي علي نجله الأكبر سليم يطلب منه الإستماع إليه:
-جدك تعبان وصله البيت

-حاضر
هتف بها سليم واضع يده على سلسلة المفاتيح الموضوعة فوق المقعد الجالسة عليه صافي
تنحنح وهو يلتقطها بعد أن تلاقت أعينهم

أبتعد حمزة عن زهرة التي تحاول التقرب منه طوال الوقت متوقف جوار محمود الذي يجري إتصال هاتفي مع والدته تطلب منه مغادرة المكان:
-أنت لسة هناك بتعمل أيه

دمعت عيناي مريم قائلة:
-خلينا نمشي علشان ترتاح

أعترض الحاج صالح بعد أن رأي نظرات عيون زين الشاردة الذي يكاد يقف على قدميه بصعوبة:
-خلي زين يروح معاكم شكله تعبان

أومأ برأسه قائلاً:
-هفضل معاه لحد ما يخرج من العناية المركزة

أمرهم صخر جميعهم بمغادرة المكان:
-الكل هيمشي

ما أن اعترضت ورد أمرها صخر بالمغادرة:
-اسمعي الكلام شكلك تعبان تعالي الصبح

ربت علي كتفيها بكفيه يخبرها حقيقة الأمر:
-خلي محمود يفضل في بيت الجبالي أنا مش ضامن الحاجة عائشة ممكن تطرده

أومأت برأسها قائلة:
-حاضر
-
مزرعة 'الباشا' داخل غرفة الصالون يخبرهم بمعرفته حادثة نجل صديقه:
-يوسف عمل حادثة وفي العناية المركزة و إحتمال ميمشيش ثاني

دهشة صدمة حلت محل الغضب:
-أنا هروح المستشفي وأنت حضر نفسك جاي معايا

تنحنح باشا الصغير وهو يرد عليه:
-أكيد هنروح كلنا

قلب باشا عيونه وهو يسأله:
-واخواتك البنات هيروحه ليه

فركت نور كفيها وهي تخبره:
-ده واجب

لترد عليها الأخري:
-علشان عم صخر يا باشا

زم شفتيه وهو يلوح بيده:
-طيب
-
شقة عائلة الجبالي بداخل غرفة المعيشة يستأذن للذهاب إلى منزله:
-عن إذنكم

اعترضت ورد تطلب منه المبيت:
-لأ،خليك ده عمك صخر قال خليه

زمت الحاجة عائشة شفتيها قائلة:
-ادخل الحمام يا محمود و مريم وهتجيب لك حاجة من عند سليم

رفع حاجبيه وعلي شفتيه ابتسامة عريضة بعد أن رأي نظرات عيون زوجته وهي تشير إلى الغرفة..
-
شقة حمزة يدلف غرفة النوم وهي من بعده تحاول أن تفهم ما أسباب تلك الحالة:
-أنت متجاهلني ليه

عينان كسولتان تحت الحاجبين تراقب الواقفة علي بعد خطوات قليلة منه:
-أنت عرفت مين اللي دهس يوسف بالعربية

زمت شفتيها بعدم فهم قائلة:
-لأ معرفش

ابتسامة شيطانية ارتسمت علي شفتيه وهو يخبرها:
-أمير

صدمة،دهشة رؤيته النظرات الغضب بداخل عينيها وهي تسأله:
-أمير

قلب عيونه وهو يرد عليها:
-أيه مش مصدقة أنه ممكن يعمل كده

عادت لرشدها بعد أن تلاقت أعينهم:
-قصدك أيه

تهكم عليها فقد نفذ صبره:
-ولا حاجة هريحك مني خالص

ازدردت ريقها وهي تسأله:
-يعني أيه

خلع الكنزة التي يرتديها متوقف أمامها عاري الجذع العلوي يحمل بين يديه منشفة استعداداً لدخول الحمام:
-هطلقك

خارت قواها مستندة بكف يدها اليمني علي الحائط بينما ارتسمت الدهشة علي ملامح وجه:
-أيه مش مصدقة أنك هتخلصي مني أخيرا

صاحت به فقد نفذ صبرها:
-أنت أيه مش بتحس

زم شفتيه بعدم إهتمام:
-علشان كده هريحك مني فرصة ترجعوا لبعض

مسحت وجهها بكفيها تطلب منه الصمت:
-كفاية،أنت أيه مش بتفوت فرصة
-
شقة عائلة الجبالي بداخل غرفة نوم مريم مستلقية فوق السرير مستمتعة بلحظات الحميمية مع زوجها الذي يعتليها واضعة كفيها علي عضلات ظهره العاري تخبره عن مدي اشتياقها إليه تبسمت بعد أن أستخدم لسانه علي منطقتها رافع أصابعه بداخل شفتيها لتلعقها
-
شقة فريدة بداخل غرفة نوم شهرزاد تحاول الهرب من تلك الأفكار:
-شايفة جاسر بيعاملك ازاي

باعدت الوسادة بعيدا عن وجهها شاردة الذهن في هذا الوسيم الذي كان يتواجد في المستشفي بجوار زوجة شقيقته يحاول التخفيف عنه:
-ربنا يقومه بالسلامة يا صخر

أومأ صخر برأسه الذي انفجر في بكائه لقد خارت قواه:
-تعبت من المصايب
-
شقة حمزة بداخل غرفة الصالون أنتهي من الاستحمام وها هو يرتدي ملابسه ،بينما نار بداخلها لا تنطفئ أنها المرة الثانية التي يحاول إثبات التهمة الموجهة إليها
دفعته بقوة حتى هوي بجسده على الكرسي،صدِم عندما وجدها تخلع روب النوم وترميه تقترب منه وجذبته نحوها بعنف وكانت الصدمة الأكبر خوفه من رؤيته لها تحمل بين يديها ماكينة الحلاقة .. هنا سألته:
-حمزة أنت من وقت ما خرجت من السجن وأنت بتهرب مني ليه

ازدردت ريقه بعد أن تلاقت أعينهم لم يكن سهلاً عليه الاعتراف سيفضح أمره وهي تعشق غيره:
خلينا بعاد عن بعض أحسن

عدلت من جلستها تلف فخذيها حول خصره وها هي مازالت مستمرة في سؤالها:
-بتهرب مني ليه يا حمزة

-أنت اللي عايزاني أبعد عنك
هتف بها حمزة بعد أن تلاقت أعينهم

ضغطت على زر تشغيل الماكينة استعدادا لحلق لحيته وها هو يتابع نظرات الرغبة بداخل عيونها
-
في المستشفي دلف باشا يتبعونه أولاده الأربعة توقف فجأة ليبدأ بواصلة التحذيرات المعتادة:
-إحنا جاين نعمل الواجب يعني عمر و زين ملناش دعوه بيهم

قلب باشا الصغير عيونه وهو يرد عليه:
-أكيد يا باشا و حتى لو زورناهم في البيت

حمد باشا ربه أن صخر يتوقف مع جاسر بمفردهم:
-خلينا نمشي
-
نهاية الليلة الخامسة عشرة

حارة العاشقين/ Nahla Zaghloul حيث تعيش القصص. اكتشف الآن