#11 رحلة عجيبة

34 6 8
                                    

تنطلق الطائرة في تمام الساعة الواحدة ليلاً فيصلان لمطار هونغ كونغ بسلام بعد رحلة دامت ستة عشر ساعة ومن هناك ينطلقان بحافلة لجبال سانكنج

السيد ماثيو : لم يسبق لي أن سافرت هذه المدة الطويلة، لقد تصلبت عظامي

ايدن : ههه لقد استمتعتُ في التجربة

السيد ماثيو : ههه اذن عمري هو السبب، فهمت

ايدن : ههه لم أقصد ذلك، لكنها أول تجربة لي في الطائرة

السيد ماثيو : اها أجل، تحصل التجارب الأولى على النصيب الأكبر من المشاعر

ايدن : أجل

السيد ماثيو : ايدن..

ايدن : أجل سيدي

السيد ماثيو : كنتُ أرتب حقائبي حين وقع بلا قصد دفترك الأحمر مفتوحاً على صفحة عشوائية لمحت فيها اسم بعض الأشخاص ومن ضمنهم أنا

ايدن : ممممم

السيد ماثيو : أنا أعتذر عن اختراق خصوصيتك لكني...

ايدن : لا مشكلة

السيد ماثيو : أشعر بالفضول حول ما كتبته عني، ما الذي جعلك تعتقد بأن لديّ ماضٍ سيء !!

ايدن : هل هو اعتقاد فقط !!

يصمت السيد ماثيو حيرة : لكن كيف..

ايدن : يمكنني ملاحظة تلك الندوب على قدمك عندما تغتسل، لقد قرأت ذات مرة أنها من أساليب معاقبة النفس للتكفير عن الذنوب، بالإضافة لأنك تحاول دائما تجنب الماضي وتعتليك نظرة غريبة عندما تضطر للحديث عنه، لا أعرف بالتحديد ماذا هناك لكن يبدو واضحاً اخفاءك لشيء ما، هناك تحفظ في الحديث عن حياتك الخاصة

ينظر السيد ماثيو بتعجب : أنتَ فتى مميز بالفعل يا ايدن...  لقد كنتُ شاباً سيءً في صغري، لقد كنت أتسبب دائماً بالشجارات بين أمي وأبي إلى أن دفعتها للإنتحار، لم تكن لتحتمل سوء تلك الحياة، وبقي هذا الذنب ملتصق بي إلى الآن

يحزن ايدن : أنا متأسف لذلك

ينظر السيد ماثيو للشباك ويتنهد : لا بأس يا ايدن، يلاحقنا الماضي أحياناً مهما حاولنا التخلص منه

ايدن : سيدي، هل تسمح لي...

السيد ماثيو : تفضل

ايدن : لو تبادلنا الأدوار وكنت أنا السيد ماثيو وايدن من يملك هذا الماضي : لكنت أخبرتني بالتصالح مع هذا الذنب ومسامحة نفسي عليه، لعله السبب في صلاحك، كما تقول أنت ( لكل حدث نتيجة حسنة وان بَعَُد نظرنا عنها )

ينظر السيد ماثيو بإعجاب وإنصات...

ايدن : لا يمكننا أحياناً نُصحَ أنفسنا بنفس المهارة التي ننصح بها الآخرين، يختلف الأمر عندما تكون المشكلة تخصنا

هالاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن