#28 شعورٌ بالإعجاب وأخيراً

27 3 2
                                    

يصلان لأعلى تلة مُطلة على كامل القرية ويركن السيارة ويجلسان على ظهر المحرك من الأمام 

ايدن : كم اشتقت للقرية 

افيلين : من المذهل كيف تختلف مشاعرنا عند الابتعاد عما نألفه ( تأخذ نفس عميق)

ايدن : تحدثي 

افيلين : سأتحدث وكأنني أنظر لنفسي .. اتفقنا 

يغطي ايدن عينيه بيده : أنا لا أرى ولا أسمع شيئاً

افيلين : ههه حسناً ( تتنهد ) أشعر برغبة في الانتقام، لا أعلم هل تلك المشاعر موجهة للشخص الصحيح أم أنني أنا المذنبة في هذه العلاقة بتنازلي وصبري.. حبّي المغفل الذي يستغله ، أنا فقط أشعر بالغضب ، بداخلي نار تأكلني ولا أعرف السبيل لإطفاءها ، هل بإنتقامي من جاك ( بل وحتى كيف سأنتقم ) هل ستنطفئ ناري أم سأعود كالساذجة ( تبتسم بحسرة ) أنا فعلاً ساذجة، سأستسلم لعوطفي مرة أخرى وأصدق تغيير حاله وأعيد الكرة للمرة المليون ( تنظر لايدن ) إنتهيت، يمكنك التحدث الآن ههه

ايدن : ما الذي تريدينه !

افيلين : ممم ربما السلام !

ايدن : ما هو السلام ؟!

افيلين : هدوء الداخل ! الطمأنينة ! الأمان 

ايدن : هل تجيدين الصراخ !

افيلين : ماذا ؟!

يقف ايدن ويصرخ بأعلى صوت : آآآآآآآه ( فتغلق افيلين آذانها ) هكذا

تضحك افيلين : أنت مجنون 

ايدن : هيا، ألا تريدين السلام !؟

افيلين : من الصراخ !؟

ايدن : هل تستهيني !! بداخلك فوضى وغضب ويأس ، أخرجي تلك المشاعر 

تنظر افيلين بحيرة وتعجب ثم تقرر التجربة فتصرخ بأعلى صوت : آآآآآآه ( تصمت وتتنفس بتسارع ) هذا ممتع ( ثم تعيد الكرة ) 

ينضم إليها ايدن ويصرخان معاً، فتمسك افيلين أحجاراً وترميها من أعلى التلة ثم تصرخ : أكرهه أكرهه أكرهه ثم تنفجر بالبكاء !

يحتضنها ايدن : لا بأس، البكاء جيّد، أنا بجانبك ( يربّت على كتفها ) لا بأس  

افيلين : لن أتنازل بعد الآن ( تمسح دموعها ) سأهجر ذلك الحقير 

ايدن : .......

افيلين : هيا بنا ، انا أتضور جوعاً

ايدن : ههه مؤشر نفسي جيد ، لنذهب 

افيلين : ههههه 

ما الذي يجعلنا نتمسّك فيما يؤذينا ! أهو نقص الشجاعة لإقتلاع الشوك من أيدينا ! أم هو الخوف من النزيف اللاحق لإنتزاع ذلك الشوك !
ما الذي يجعلنا نبقي على العذاب !
يُخبرنا علماء النفس بتفسير بسيط ومنطقي للأمر مُلَخّص بعلاقة طردية تقول : كُلما زاد حُبك لنفسك، كُلّما استطعت الوقوف بقوة تجاه راحتك النفسية !

هالاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن