يصلان لأعلى تلة مُطلة على كامل القرية ويركن السيارة ويجلسان على ظهر المحرك من الأمام
ايدن : كم اشتقت للقرية
افيلين : من المذهل كيف تختلف مشاعرنا عند الابتعاد عما نألفه ( تأخذ نفس عميق)
ايدن : تحدثي
افيلين : سأتحدث وكأنني أنظر لنفسي .. اتفقنا
يغطي ايدن عينيه بيده : أنا لا أرى ولا أسمع شيئاً
افيلين : ههه حسناً ( تتنهد ) أشعر برغبة في الانتقام، لا أعلم هل تلك المشاعر موجهة للشخص الصحيح أم أنني أنا المذنبة في هذه العلاقة بتنازلي وصبري.. حبّي المغفل الذي يستغله ، أنا فقط أشعر بالغضب ، بداخلي نار تأكلني ولا أعرف السبيل لإطفاءها ، هل بإنتقامي من جاك ( بل وحتى كيف سأنتقم ) هل ستنطفئ ناري أم سأعود كالساذجة ( تبتسم بحسرة ) أنا فعلاً ساذجة، سأستسلم لعوطفي مرة أخرى وأصدق تغيير حاله وأعيد الكرة للمرة المليون ( تنظر لايدن ) إنتهيت، يمكنك التحدث الآن ههه
ايدن : ما الذي تريدينه !
افيلين : ممم ربما السلام !
ايدن : ما هو السلام ؟!
افيلين : هدوء الداخل ! الطمأنينة ! الأمان
ايدن : هل تجيدين الصراخ !
افيلين : ماذا ؟!
يقف ايدن ويصرخ بأعلى صوت : آآآآآآآه ( فتغلق افيلين آذانها ) هكذا
تضحك افيلين : أنت مجنون
ايدن : هيا، ألا تريدين السلام !؟
افيلين : من الصراخ !؟
ايدن : هل تستهيني !! بداخلك فوضى وغضب ويأس ، أخرجي تلك المشاعر
تنظر افيلين بحيرة وتعجب ثم تقرر التجربة فتصرخ بأعلى صوت : آآآآآآه ( تصمت وتتنفس بتسارع ) هذا ممتع ( ثم تعيد الكرة )
ينضم إليها ايدن ويصرخان معاً، فتمسك افيلين أحجاراً وترميها من أعلى التلة ثم تصرخ : أكرهه أكرهه أكرهه ثم تنفجر بالبكاء !
يحتضنها ايدن : لا بأس، البكاء جيّد، أنا بجانبك ( يربّت على كتفها ) لا بأس
افيلين : لن أتنازل بعد الآن ( تمسح دموعها ) سأهجر ذلك الحقير
ايدن : .......
افيلين : هيا بنا ، انا أتضور جوعاً
ايدن : ههه مؤشر نفسي جيد ، لنذهب
افيلين : ههههه
ما الذي يجعلنا نتمسّك فيما يؤذينا ! أهو نقص الشجاعة لإقتلاع الشوك من أيدينا ! أم هو الخوف من النزيف اللاحق لإنتزاع ذلك الشوك !
ما الذي يجعلنا نبقي على العذاب !
يُخبرنا علماء النفس بتفسير بسيط ومنطقي للأمر مُلَخّص بعلاقة طردية تقول : كُلما زاد حُبك لنفسك، كُلّما استطعت الوقوف بقوة تجاه راحتك النفسية !
أنت تقرأ
هالات
Mystery / Thrillerما ضريبة أن تعرف أكثر من اللازم !! طفل يولد بموهبة فريدة من نوعها، فكيف تغير حياته، وإلى أين ستأخده الأحداث !!