#13 صدفة واختبار

31 6 2
                                    

يودع ايدن الجميع بحرارة وحب ونظرات يملؤها الامتنان ويغادر المدرسة ليخرج للعالم مجدداً ..

يمشي لمسافة جيدة حتى يستقل حافلة .. فيرى الاطفال على الطريق تقطف الورود وتلعب فيُلاحظ بقوة مدى الطاقة البيضاء التي تحيط بهم ( هو فقط يُضيق اتساع عينيه ليرى تلك الطاقة ) والتي ترسم جمالاً وبهجة على وجوههم .. يستمر بالمشي حتى يَصل لموقف الحافلة فينتظر بجانب سيدة وفتاة تبدو في اواخر العشرينات تضع السماعات وتقلب الهاتف ( فيُضيق اتساع عينيه ) ليرى طاقتها معكرة الالوان والتي تعبر عن التشويش وفوضى الافكار ...

اما السيدة فيبدو عليها لون المرض في قدمها واللون النيلي في رأسها والذي يعبر عن التفكير العميق والتفاؤل !! يبتَسم ويستمر بتجربة موهبته على كل من حوله .. فتصل الحافلة ليركز نظره على صاحب الحافلة التي تبدو طاقته سوداوية ومنفرة للغاية , يجلس وحده ويتأمل الطريق !

في المحطة التالية تقف الحافلة ليركب بعض الركاب، فيجلس بجانب ايدن رجل ثلاثيني عابس وتبدو عليه الحيرة .. يرى ايدن طاقته الصفراء الباردة ( والتي تدل على الاكتئاب والضعف العاطفي )  بعد دقيقة يرن هاتفه فيخرجه من جيبه :

- أجل؟ ما الجديد ؟
( صوت الهاتف مرتفع لدرجة يمكن لايدن سماعها )
- لقد عثرنا على جثة أخرى في منطقة هاشروي
ش.898 رجُلٌ مُسن  مطعون في ظهره وسلاح الجريمة مازال في الجثة

- حسناً، انا في طريقي، خذ بصمات المكان وسلاح الجريمة واجمع لي معلومات عن الضحية واخر تحركاته، وابحث فيما اذا كانَ هناكَ كاميرات في المنطقة

- حسناً سيدي، لكن..

- ماذا؟

- هناكَ رسالة موجهة لك تُرِكت على ظهر الجثة ووو .....

- تكلم، ما هي الرسالة !

- ( أنتَ التالي يا كونور )

- ( يصمت الرجل ويقفل الخط ) ثم يبقى سارحاً دونَ حراك لدقائق

يرن هاتفه مرة أخرى فيرد : أجل عزيزتي؟

- أبي، هل ستأخذني اليوم عند العمة شيرا؟

- حسناً حبيبتي، سأرى متى يمكنني العودة من العمل، ثم سنخطط ماذا سنفعل، أتفقنا؟؟

- أتفقنا، أحبك أبي 

- أحبك ايضاً حبيبتي

- تأخذ الأم الهاتف، دعيني اتحدث مع والدك : مرحبا عزيزي , هل يمكنك إحضار فستاني من المغسلة المجاورة حين عودتك ؟

- اهلا يومي , حسناً 

- أحبك 

- وأنا ايضاً 

تقف الحافلة، فيقف الرجل بذهن شارد لينزل، فيستوقفه ايدن : ليسَت محطتك

يتعجب الرجل ويستفيق من غفلته، ينظر من الشباك، فيُدرِك بالفعل أنَّها ليسَت محطته، فيجلس وينظر لايدن بحيرة : كيفَ عرفتَ ذلك؟

هالاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن