#19 نظرة إلى الماضي

42 5 9
                                    

لحسن الحظ انّ الهاتف الجديد يحتوي على تطبيقات التواصل الاجتماعي، فيحاول الوصول لحسابه في فيسبوك ليساعده القدر على تذكر كلمة السر التقليدية ( اسمه وعيد ميلاده )
يتحمس فضولاً لمراجعة الرسائل ليجد مئات الرسائل من افيلين، اولهم في الايام الاولى من سفره، ثم بعد اسابيع ثم بعد أشهر معبرة عن قلقها، ثم الأمل بأن يرد على رسائلها، ثم العتاب على هذا الانقطاع والغياب ... ثم بعد سنوات يصبح حسابه بمثابة الصديق الشبح او مذكرة تكتب فيها اسرارها وتشاركها مع ايدن، وكأنها تشكي همّها لنفسها مستبعدة وفاقدة الأمل بأن يعود ايدن !! كانت معظم رسائلها عن شعورها بالوحدة في البداية، ثم تفاصيل الجامعة واصدقائها الجدد وبعض المغامرات ثم علاقتها التي تجددت مع جاك، ثم عن سوء تلك العلاقة وسوء معاملته واستغلاله لها ثم دخولها في حالة إكتئاب حادة توضح في احدى الرسائل رغبتها في الانتحار !

لكن الرسالة الأخيرة تقلق ايدن حيث أنها قبل شهر تحديداً وتقول : ايدن، أنا على وشك القيام بفعل متهور، يا ليتك كنت هنا.. اعتقد أنها النهاية !

يُقبض قلب ايدن خوفاً.. لكن شعوراً ما يجذبه إليها بشدة، عدم نسيانها له واعتباره الصديق الوفي رغم غيابه ترك في قلبه امتنان كبير وأحيى الحب في قلبه من جديد

يرد ايدن برسالة : انا في طريق العودة ! 

في الجانب الآخر في اليوم التالي  : 

افيلين ترتدي ملابس الخروج، البنطال، السترة، القبعة جميعها سوداء  ثم تنزل مسرعة لكن بهدوء حتى لا توقظ جاك من نومه العميق ..
تتناول سيجارة في طريقها وتشتري كوباً من القهوة..ثم تتصل بجيمس 

افيلين : أجل، اين أنت !؟

جيمس : انا في مقهى  مقابل محطة ول ستريت، أسرعي

افيلين : حسناً انا في طريقي إليك 

تنهي سيجارتها وكوب القهوة وتركب القطار السريع لمقابلته 

يستيقظ جاك بعد ساعة.. يغتسل ثم يتناول افطاره ويبدء في تحضير حقيبته لرحلة ميامي 

تهبط طائرة ايدن في مطار نيويورك.. فينزل الركاب متجهين نحو الجوازات فتوقع فتاة تمشي بجانب ايدن إحدى حقائبها، فيُسرع ايدن لمساعدتها

الفتاة : شكراً لك..أنا ايما بالمناسبة

يرى ايدن هالات الفتاة تتحول إلى اللون الرمادي ( هالات الاستغلال ) رغم أنها تبدو لطيفة للغاية ومهذَّبة... يحاول ربط ما تريده فيكمل حديثه معها

ايدن : لا داعِ للشكر، أنا ايدن

ايما : كانت رحلة طويلة  

ايدن : بالفعل ( يمشون معاً )

ايما : يا إلهي انا اكره هذه الإجراءات الطويلة

يهز ايدن كتفيه..

هالاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن