#26 حوارات عشوائية

32 5 5
                                    

في طريق العودة يلمح ايدن من بعيد محل الأدوات الرياضية للسيد ليو وقد قام بتطوير المحل وتكبيره وافتتاح قاعة بولينغ بجواره، يقف للحظات يتأمله لتأخذه عاصفة من الذكريات يقرر تجاهلها والمضي قُدُماً مسلّماً الأمر لعدالة القدر، فحتمية دوران الأحداث حاصلة لا محال، الكون كروي ( والقدر كذلك ) تختلف الأساليب ويختلف الوقت، لكن السداد واجب

يكمل لمنزل افيلين فيجد الجميع جالسين في الشرفة، يدخل بإبتسامة لطيفة

افيلين : لم تتأخر

ايدن : أجل كانت زيارة سريعة ومفيدة

الوالدة : قل لي يا ايدن، لماذا لم تبقى في الصين، ما الذي حملك على العودة ؟

ايدن : الوطن، انتهت غايتي ولم تناسبني البيئة الاجتماعية هناك، الناس على درجة عالية من العملية ومنصاعون تماماً وراء إحتياجاتهم المادية

الوالدة : لم ترتبط إذن طوال هذه الفترة إذن ( ثم تبتسم )

ايدن : لا، لم أتقن الصينية جيداً هههه

تبتسم افيلين : ههه حسناً الا تناسبك البيئة العملية ! ظننت أنك تحب الجدية في العمل ؟

ايدن : حسناً لا يمكن التوصل لقرارت عظيمة دون توظيف العاطفة، حتى تكون القرارات عادلة يجب أن تلمسها الإنسانية، الاعتماد على العقل تماماً يؤدي لقرار ذكي وصحيح لكنه غير إنساني... ومن هم العاملون بكل الأحوال !؟ لا غنى عن العمالة اليدوية مهما تطورت الصناعات وتحدَّثت التكنولوجيا، كل ما يرغب به رجال الاعمال هناك هو الانتاج وإن كان ذلك على حساب أطفال لم يكملوا الابتدائية بعد

افيلين : يا إلهي، لكن ألا يوجد قانون يمنع ذلك !؟

الوالد : عددهم الهائل يسهّل التهرب والاختباء من القانون

ايدن : المادة تطغى على القوانين، أخبرتك، هو شعب مادي ... ذكي جداً لكنه يبتعد عن إنسانيته كلما إقترب من العَظَمة

افيلين : ممممم لا تبحث عن العظمة إذن

ايدن : العظمة في الإرتقاء بالإنسانية، وليسَ عليها... من منّا لا يحلُم في العظمة !؟ لكنها ستخلّف دماراً إذا كانت على جسورٍ من بشر ، إنتظري أشواط وسترين النظام الصيني الهائل ينهار تماماً وسيُسبب الأمر أزمة عالمية بعدها

افيلين : يا إلهي، للمرة الأولى التي أراك متشائم فيها ههه

ايدن : هههه إنها حقيقة لستُ متشائماً لكنها النتيجة المنطقية لنظامهم المُعدَم

الوالد : صدقت يا بني، إنها دولة علمانية وصناعية من الدرجة الأولى

ايدن : ثاني أكبر إقتصاد في العالم

الوالدة : الوطن يحمل دفئاً لا يوجد بجميع بلدان العالم

ايدن : الوطن حيث يكون من نحب

هالاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن