هالات

#31 منعطف حاد

يحملان حقائبهما ويمشيان في الشارع بحثاً عن فندق، فيُوقف ايدن تكسي ليذهبان به لفندق القمر الذي كان قد اقام فيه سابقاً

ما زالت افيلين ترتجف وتبكي دونَ توقف، يعطيها ايدن المناديل ويحاول تهدأتها، لكنها منهارة تماماً

يصلان للفندق فيحجز ايدن غرفتان ويصعدان، يساعد افيلين في وضع حقائبها في غرفتها فتجلس على السرير بصمت محاولة أخذ انفاسها

يجلس ايدن على ركبتيه امامها : ستكونين بخير

افيلين : هل لي بعناق؟

يقف ايدن ويحتضنها، فتحتضنه بحسرة وألم وحب !!

افيلين : لماذا يحصل معي هذا !

يصمت ايدن مدرك أنه ليس الموقت المناسب للمنطقية، فالجواب هو (هذا نتيجة افعالك) لكن التعاطف هو الخيار الأنسب الآن

يربّت ايدن على كتفها : اهدئي ارجوكِ، ستتحسن الأمور أعدك بذلك

تتكأ برأسها على كتفه... تتنهد والدموع تنهمر رغماً عنها..

يصمت ايدن بلا حِراك !

تستغرق افيلين بضع دقائق لتهدء : عليكَ الذهاب، حان موعد نومك

ايدن : لا بأس، يمكنني تأخير نومي قليلاً

افيلين : اشكرك يا ايدن، سأكون بخير

ايدن : حسناً انا في الغرفة المقابلة لغرفتك، إن احتجتِ شيئاً

افيلين : شكراً، تصبح على خير

يعود ايدن لغرفته مُيقن تماماً بأنها ستعاود الإتصال بجاك، لأن الإنسان عادةً لا يتخذ قرارات حتمية في لحظة او (لحظات) من الانفعال والغضب، القرار الصائب سيأتي وسط زوبعة من الهدوء والتفكير، حتى أنه لا ينتظر في بعض الاحيان حدوث موقف أخير او أن توضع تلك القشة التي ستقسم ظهر البعير...القرارات الصائبة عادةً ما تأتي باقتناع واعي بأنه قد (طفح الكيل)

يمارس بعض تمارين التأمل ويحاول ترتيب أفكاره من أجل غداً، فلديه موعد مع آدم، يرسل له رسالة نصية لتأكيد موعدهما، ثم ينام..

بالتزامن مع هذا الوقت :

تدخل ايلينا بهدوء إلى الحانة التي تقع أسفل الفندق، ترتدي سترة خضراء مع وشاح كحلي منقط، تطلب البيرة  ثم تجلس في ركن الحانة بهدوء، تشرب البيرة ثم تصعد لحجز غرفة في الفندق إلى أن تجد منزلاً قريباً لتستأجره !!!

في صباح اليوم التالي، يستيقظ ايدن باكراً ليمارس طقوسه الخاصة، يفتح التافذة ليستنشق بعض الهواء وينعش رئتيه، فيتأمل السماء ثم يصدف أن تقع عينيه على افيلين في الشارع !! يتعجب ويستاءل ماذا تفعل بهذا الوقت المبكر جداً.. يتغاضى ايدن عن الأمر ويمارس التأمل ثم يذهب لشراء إفطاره
يخرج من غرفته ويقفلها وإذ به يصادف ايلينا، تبتسم في وجهه : صباح الخير