الطيبة….والخبث في بني البشر
---------------------------------
يقول تبارك وتعالى
( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ
وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ
أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)خلق الله تعالى الناس من آدم وحواء وجعلهم شعوبا وقبائل
ليتعارفوا ولكن في هذه الدنيا يختلط صنفين من البشر
هم الطيبون والخبيثون بنسب متفاوته…
فإليك صفات كل صنف منهم
فالناس الطيبون هم الذين يحملون في قلوبهم محبة تتسع للكثير من بني البشر
وتغمر قلوبهم رحمة وتعلو وجوههم ابتسامة مشرقة تجدها دائما تعلو محياهم
مهما كانت ظروفم أو قسى عليهم الزمان فهم يتعاملون مع الناس ببشاشة دائمة
وسلاسة ويسر وسهوله فتراهم بين الخلق محبوبين وفي الشدة متواجدين
يساعدون من يحتاج المساعدة ويبذلون المعروف لمن يريده
ولا يريدون من ذلك حمدا ولا شكورا وإنما لسان حالهم يقول إنما نطعمكم لوجه الله
لا نريد منكم جزاء ولا شكورا يتصفون بمكارم الأخلاق ويتمسكون بطيب الصفات
ثابتون في قيمهم ومبادئهم وإن تغير وتبدل من حولهم بدافع المصالح ووتيرة الزمن
أو لأي عذر كان يصفهم البعض بالسذاجة وقد يستخدمهم آخرون
كمطيه للصعود على أكتافهم وقد يقعون ضحية مكر أو خديعة
او احتيال من قبل الصنف الثاني فيكونون ضحية ومظلومين
ومع ذلك هم صابرون محتسبون للأجر من عند الله
ويعلمون أن ما أصابهم من البلاء في الدنيا قضاء وقدر
فهم راضون بقضاء الله وقدره
محتسبون للأجر عنده منتظرين الجزاء ليوم الجزاء ….
اما الصنف الاخر وهم الخبثاء اللئام
وهذا الصنف من البشر تجده بكثرة بين الناسصنف يرى مصلحته فوق مصلحة الجميع يحب اللف والدوران
للحصول على ما يريد حتى يحصل عليه تجده يصادق من أجل الحصول على شيء
محدد فإذا حصل عليه تجاهلك وكأنه لم يعرفك من قبل
وأحيانا يبحث عن الرخص والفتاوى من كل مذهب و التي تبيح له الشيء الذي يريد
ليبرر لنفسه تصرفاته ..
.تجد شعاره الغاية تبرر الوسيلة وفي الغالبية يعظم المادة وخاصة المال
ويسعى لجمعها ولو بطرق غير مشروعة وشعاره دائما “ربك غفور رحيم”
ويغفل بأن الله “شديد العقاب” يتعامل مع الناس بفضاضة وغلظة
ويرى نفسه فوق الجميع ويتكبر ويتجبر ويظلم ويسلب الناس بعض حقوقهم
للوصول الى ما يريد يرى الدنيا هي سر السعادة وأساس المتعة
فيسعى للإستمتاع بها بكل الصور والأشكال
للأسف يجعلون الله أهون الناظرين إليهم فيغترون بإمهاله لهم
واستدارجه لهم .. إذا خلو بمحارم الله انتهكوها …
واذا تمكنوا بغوا وطغوا وتجبروا…
تفكيرهم دائما في مصالحهم الشخصية وكيفية تحقيقها
والوصول إليها ولو على حساب الغير..
لا يهتمون بالآخرين من المحرومين والفقراء ..
فقد ألهاهم الطمع فهم مستعدون لإنفاق الآلاف
في حفلات ليس لها قيمة أو شراء كماليات من
اثاث ووسائل ترفيه ذات ماركات عالمية وبأسعار خيالية ..على انفاقها في مشاريع خيريه تعود بالنفع على المحتاجين..
وللاسف يوجد كثير مثل هؤلاء في مجتمعاتنا من هذا الصنف وبكثرة …
ولكن في الدنيا يختلط الخبيث مع الطيب وفي الآخرة يجمع الله الطيبين في دار كرامته الجنة
اذا أحسنوا العمل ويجمع الخبيثين في النار
إذا لم يتوبوا ويرجعوا عن غيهم وما هم عليه من التقصير ..
اللهم اجعلنا من الطيبين الأخياروأسكنا الجنة دار الأبرار برحمتك يا أرحم الراحمين
أنت تقرأ
خواطري...عن مدرسة الحياة -بقلم آمال الكبسي
Nouvellesهي عبارة عن خواطر ودروس تعلمتها من مدرسة الحياة فأحببت أن ينتفع بها غيري واسأل الله أن ينتفع بها الجميع ...امال الكبسي