المعالج

تخرج جيمين

عمّ الصمت بعد أن غادر الأب كاسبر المنزل... أفسد كل شيء... أفسد أكثر يومٍ مفرح بحياة إبنه جيمين...

وضع جيمين الأكياس وصعد لغرفته لم يجلس على كرسيه او سريره... جلس على الأرض ضاماً ركبتيه لنفسه..

وما هي إلا بضع دقائق... دخلت الام ومعها جونكوك واخته.. حاملين صينية بها انواع الحلوى والشموع المشتعلة ويغنون لجيمين...

نظر لهم جيمين... في البداية لم يبدو اي ردة فعل لكن بعدها إرتسمت البسمة على وجهه ووقف وإحتظنهم جميعاً...

"شكراً لوجودكم في حياتي.. شكراً"

بعد إسبوعان... آتى اليوم الذي سيحدد فيه مستقبل جيمين...

كان معدله عالي جدآ... بما يؤهله ذلك لدخول كلية الطب ولكن لم يعرف أي قسم سيدخله..

*******

بعد شهر آخر... دخل جيمين إلى الجامعة أخيراً... والى القسم الذي سيدرسه

طب علم الأعصاب... وهذا كان حلمه ليعالج والده المدمن..

كان واقفاً أمام باب الجامعة فأرتطمت به فتاة...

"اوه.. انا آسفه..."

نزل جيمين لمستواها ولملمَ الكتب وقال بتوتر "لا عليكِ انا هو المخطأ... لقد كنتُ شارداَ"

تلاقت عينها بعينا جيمين وشعرت بوجنتها تحترق من شدة الحرارة...

ما هذا لما هو جميل بهذا الشكل...

فجأة وبدون سابق إنذار قالت الفتاة...

"انا أدعى نانسي... وانت.. ؟؟"

أجاب جيمين بتوتر... فهو قليل الاختلاط بالبنات...

" أ أسمى جيمين... "..

عدلت الفتاة شعرها وقالت بهدوء..

"سأعتذر لك وذلك بدعوتك لكوب من القهوة.. هل انت موافق.."

"حسناً.. موافق نانسي..."

*******
في جانب اخر وفي بيت شبه مظلم... ليس مظلماً بسبب الاضواء بل بسبب الظروف السيئة التي يمر بها المنزل.... فهذا المنزل خالي من الحب خالي من الأحترام ومن التفاهم..

بعد أن أرضعت آني طفلها الصغير جين توجهت للمطبخ وقامت بتحضير اطباق كثيرة من الطعام... وفكرت بداخلها

"ربما ستتحسن علاقتنا بعد ولادة جين..."

دخل جونغ للمنزل وكالعادة رمى سترته وقال ببرود "أين الطعام هل جهزتيه؟"

شعرت آني بوخزة بقلبها... لم يسألها عن حالها لم يسألها عن طفلها على الاقل وفوق هذا لمحت شعرة شقراء على سترته التي رماها...

توجهت نحوها وإشتمتها.. إزدادت نبضات قلبها...

وكان فعلاً ما تظنه صحيحاً...

إنه يخونها...