بعدما نظرت آني لغيرها وقفت فوراً... وقالت بفرح وهي تمسح دمعتها..
"حبيبي.. صغيري.. فلذة كبدي.. كم أود أن أضمك لصدري وأستنشق عطرك صغيري.. كم اتمنى ان أضمك لقلبي... لكن والدك يمنعني من رؤيت..."
عندما كان جين الصغير يستمع لأمه وهو على وشك البكاء يمد يده نحوها رغم المسافة بينهما.. لم يشعر إلا ويدان من خلفه تسحبه للداخل... جونغ والده أخذه وأغلق النافذة...
" صـ صغيري... انا حتى لم أشبع من رؤيتك... "
لم تدم مفعول الأبرة التي أعطاها لها جيمين ورجعت الآلام لها ولكن هذه بداية الآلام وعلمت كم ستعاني في هذا اليوم أيضاً...
البارحة قد وجدت آني من يساعدها... هل سيقبل ان بحقنها مرة ثانية... ؟ لا تعتقد ذلك..
خرجت آني لعملها كنادلة في احد المطاعم لعلها تخفف عن نفسها وتُلهي نفسها قليلاً..
عن هذه الآلام اللعينة التي بدأت تنهش جسدها
*******
إستيقظ جيمين وفرك عيناه يبحث عن المريضه التي ساعدها يوم أمس... إين اختفت.. هي لا تستطيع التحمل بدون هذا الدواء... لن تصمد.. لماذا غادرت...رجعت ذكرياته لكلام كاسبر الذي لن يعتبره أبوه بعد الآن... فهو لم ولن يكن أباه لا جسدياً ولا روحياً لم يكن بجانبه طوال حياته... لذلك قرر الاخير
الرحيل عن المنزل نهائياً...
******
عاد جيمين للمنزل وكانت والدته تنتظره في المطبخ بتوتر.. لم يغب صغيرها الذي تعتبره صغير بالرغم من بلوغه السادسة والعشرين من عمره... لم يبيت أبدآ خارج المنزل لماذا غاب البارحة... لابد أن صغيرها يعاني من شيء وعليها ان تقف بجانبه وتساعده..."أين كنت يا ولد؟؟"...
نظر لها بحدة... فهو يعتبرها الآن جزءاً لا يتجزء من ألمه من معاناته طوال هذه السنين..
قال لها ولأول مرة في حياته...
"كاذبة..."
إقتربت منه أمه ووضعت يدها على خدوده...
نظرت له بصدمة كبيرة... كيف لصغيرها المهذب أن يلقي هذه الكلمة عليها
" كاذبة؟ هـ هل تقصديني بني... ؟"
إمتلئت عينا جيمين بالدموع... فلفظه بهذه الكلمة على والدته قطعت له قلبه قبل قولها... بدأ بحر يتكون في عيناه...
دفع يدها عنه بقوة وقال بصراخ
"نعم كاذبة... لا تلمسيني... إبتعد عني..."
صعدَ لغرفته وأخرج حقيبة من دولابة وبدأ يُلملم الملابس... تجمع جونكوك ومايا وهما ينظران له بصدمة وكذلك الأم...
"أرجوك إبني لا تفعل أرجوك... فقط أخبرني ما يضيق به صدرك... انا أمك..."
اخرج جيمين الهاتف من جيبه وبحث عن أسم صديقة له... كانت تدرس مع في الجامعة... وهي عربية الأصل... تدعى حوراء..
بدون أي مقدمات تكلم جيمين بغضب وهو يدمع...
"حوراء... ألم تكوني تريدين ان تستأجرين الطابق العلوي في منزلكِ... انا من سوف أستأجره... "
إجابته الأخرى من خلف الهاتف...
"جيميني... ماذا بك؟ هل انت بخير؟ .. هل تبكي؟"
لأول مرة كذلك... صرخ بصديقة عمره... حامية أسراره فهو يفعل الكثير في هذا اليوم لأول مرة...
" لا تجادلي... جهزي لي المنزل اللعين.... هل سمعتيييي "
" حـ حسناً.. حسناً سأجهزه بسرعة جيمين فقط إهدئ..."
اغلق الهاتف في وجهها وإستمر بجمع أغراضه...
تقدم نحوه جونكوك يمنعه من إكمال مهمته... قال بخوف وبترجي فهو لأول مرة يجد أخاه بهذا المنظر... لم يغضب جيمين أبداً.. بل كان دائماً هو الذي يهدأهم ويمتص غضبهم... كان هو الأب الفعلي لهم لا كاسبر...
" أرجوك اخي أرجوك توقف أرجوك ان كنت تحبني.. إن كنت تحبنا نحنُ الثلاثة..."
دفعه جونكوك فسقط على السرير.. كان جيمين كالثور الهائج... صرخ بقوة وهو يتوجه نحو أمه...
"هذه.... هذه الام كذبت علي... انا لستُ اخاكم من والدكم... انا أبي قد مات... مااااات... تركني مع والدكم أنتم... انا يتيم... يتيم....
مسح دموعه التي تسقط بغزارة... أصبحت مشاعره كلياً ليست ملكه بل ملك للماضي...
تابع بقهر....
" أبي يرقد تحت التراب.. لم أراه ولو لمرة واحدة.... ولا لمرة واحده .. تحملتُ حقارة والدكم... تحملتُ كذب أمي طوال هذه السنين... تحملتُ مسؤوليتكم ولم يكن عليّ ذلك... هل تعرفون لماذا؟"
"لأن جميعكم كاذبون... أمي وانت واختي... كلكم كاذبون..."
نظروا لبعضهم بصدمة... فكل واحد يُفكر في الذي يفعله خلسةً...
توجه نحو مايا وأمسكها من يدها بقوة وسحبها أمام والدتها... صرخ بشدة ولم يعد يبكي الآن... أصبح غاضباً فقط...
" هذه سارقة... تسرق المال مني لتعطيه لحبيبها... كنتُ أنتظر ان تحس على نفسها لكنها حثالة.... حثااااالة سارقة.... لعينة"...
توجه نحو جونكوك وأمسكه من يده ورماه على الأرض بقوة وأمسك وجهه بيد واحده...
"وهذا اللعين الحقير الكلب... هل تعرفين يا أمهم ماذا يفعل.... "
إبتلعت والدته ريقها بصعوبة وهي تضع يدها على فمها من الصدمات التي تتلقاها من إبنها الأكبر...
تابع جيمين وهي يصفع وجه جونكوك عدة مرات ويصرخ بهستيرية كأن هذا الموضوع أهم بكثييير من تلك السارة اخته
" هذاااا اللعين يتعاطى.... يتعاطى المخدرااااات... ويسرقها إيضاً... عرفتُ هذا البارحة... إنظري للسواد تحت عيناه الحقيرة... عيناه التي نست ما كان يفعله له أخوه...."
حمل الحقيبة بيده ووقف أمام والدته وقال قبل أن يخرج...
"مبروك عليكِ هذان... السارة... والمتعاطي...
أنت تقرأ
المعالج
Acakيتخرج جيمين من كلية الطب ليواجه شبكة غير طبيعية من المجرمين والذين يلاحقون فتاته وماضي عائلته المؤلم الذي دائماً ما يلاحقه