خرج أخيراً جيمين من ذاك المنزل... ترك خلفه كل شيء...
كل شيء...
أبوه كما كان يدعي... أمه التي كذبت عليه طوال هذه السنين.. أخته السارقة.. أخاه المدمن
حمل حقيبته وهو يشعر بثقل كبير قد إنزاح من على صدره...
لم يقدروه.. لم يقدروا ما كان يفعله لهم والجهد الذي يبذله لكل واحد فيهم كي يفخر بهم كما جعلهم يفتخرون به عندما أصبح طبيباً...
همس جيمين بينه وبين نفسه "حطمتموني... حطمتموني..."...
طرق باب بيت حوراء صديقته العربية الطبيبة بمثل إختصاصه... كان متعباً.. مرهقاً.. شاحباً..
ثم...
إنهار بين يدها.... ولا شيء
*******
فتح عينه بتعب... شعرَ بدفئ وهو تحت بطانيته... الموقد الخشبي والنار التي تشتعل فيه... وإبريق شاي..
إبتسم بضعف..
لكن هذا المنظر مريح لقلبه.. مُريح لروحه
سمع صوت طقطقة اكواب الشاي... ومن غيرها.. تلك الحوراء العاشقة للشاي وقطع البسكويت والكيك والشطائر...
"ممممم... رائحتها طيبة... أطعميني يا بلهاء..."
ضحكت بخفة على صديقها وقرصته من خده وقالت
"سأصنع لك أجمل شطيرة... يا قطعة الحلوى البيضاء"
قصَ جيمين لها كل ما صار معه... وخيبة الأمل في من يحبهم.... شقيقته وشقيقه وأمه..
تكلمت حوراء بهدوء...
"لا تفكر... لا تفكر بأي شيء الآن... خذ قسطاً من الراحة ونام جيداً.. إلا تعشق هذه الاجواء يا قطعة الحلوى... إذن يكفي... "
تنهدَ براحة... ثم تلفلف في بطانيته... وعادَ للنوم مرة أخرى... وكذلك حوراء ذهبت للنوم في الطابق الخاص بها...
********
كانت قطرات العرق تملئ جبينه... يتقلب من جهة إلى ثانية... ما هذا الكابوس إستيقظ جيمين... كان يكلم نفسه أثناء النوم!تلك الفتاة التي نسي أسمها... آنا ؟آنستازيا؟ آني؟...
المهم كانت مُلقاة على في الثلج ترتجف.. شفتاها المنفتخة تحولت للون الأزرق بسبب البرد... هو ينعم بدفئ البطانية وهي بوسط تلك العاصفة الثلجية... تهمس بضعف كغرال جريح
"ساعدني... ساعدني..."
فتح جيمين عيناه بفزع... يلهث بقوة...
مسح جبينه من العرق ونهض من الأريكة التي ينام عليها ولبسَ سترته الجلدية السوداء... وخرج...
اخذ مفاتيح سيارته الصغيرة فهو قد إشتراها براتبه لأنه يعمل منذ سنتين وتوجه فوراً إلى عيادته...
تلك العيادة الملعونة...
ركن السيارة بكل قوته مما خلفَ كومة ضجيج
صعدَ درجة ثم درجتان ثم إصطدم بشيء...
كانت ترتجف... ترتجف جداً وتأن من شدة الألم... عيناها نصف مغلقة....
بقى مصدوماً ينظر لها.... من هذه... من هذه التي تمردت لتزوره في أحلامه
حملها بيداه... ثم نظرَ لها وهي تتشبث بقميصه... وهمست بأرتجاف
" كـ كنتُ... أ أنتظركـ... لـ لما لم تـ تأتي... كـ كنتُ انتظرك سـ سيد بارك... جيمين...
أنت تقرأ
المعالج
Randomيتخرج جيمين من كلية الطب ليواجه شبكة غير طبيعية من المجرمين والذين يلاحقون فتاته وماضي عائلته المؤلم الذي دائماً ما يلاحقه