2 - كائن البطريق

10K 669 66
                                    

رواية مصيبه هانم
الحلقة الثانية
بقلم روان أحمد و دنيا محمد
----------------------------
متنسوش الفوت يا قمرااات 😂❤️❤️
----------
وصلت اخيرًا بعد عناء اليوم الطويل الملىء بالمتاعِب و المغامرات التى قابلتها اليوم..
إلى الحي الشعبي الذي تقطن به بشوارعه الضيقة، و أصطفت ميكروبصها فى المكان المُخصص..

أخرجت مفاتيحها الخاصة بِها و ترجلت بملامح متجهمة يشوبها الإرهاق.. و الندم يُحاصرها مِن جميع الجوانب حيث لا مفر مِنه فهى لا تدرك حتى الآن لِمَ هربت و هى ليس هُناك ما يُدينها بإقتراف مشكلةً ما..! لقد تصرفت بتهور مبالغ بِه حقًا كعادتها دومًا..

كانت على وشك السير إلى منزلها، لكن بتر طريقها شخصًـا ما يبدو مِن هيئته أنه أحد عصابات هذا الحي مِن ثيابه و السلاسل الغريبة المُعلقة حول عنقه و الخواتم الضخمة فى انامله بالإضافة إلى السلاح الأبيض المغلق بين يديه..

تطلع إلى بهية بنظرات وقحة تدل على تربيته الوضيعة، فرغم أن ثيابِها ليست مُلفتة بالمرّة إلا أنه رغم ذلك يتفحصها أيضًا، وضع يديه على صدره يحركها حركات دائرية مُريبة أثارت الأشمئزاز فى نفس بهية و ما أثاره أكثر قوله المُتدخل فى شئونها الخاصة :
-إيه يا ست البنات اللي جابك بدري كده؟!

شعرت و كأن الهواء ثقيل على رئتيها و شعور بالغثيان داهمها فجأة برؤيته أمامها و لكنها تمالكت نفسِها و أخذت شهيقًا عميقًا ثم زفرته و قامت بوضع يديها فوق خصرها و عينيها البُنية ترمقه بنظرات مُستحقرة، هتفت بنبرة مُستنكرة:
- و أنتَ مال أهلك؟

توسعت شفتيه بأبتسامة أظهرت عن أسنانه الصفراء المُثيرة للغثيان بحق، و أقترب مِن بهية غامزًا لها بعينيه اليُسري بوقاحة
و همس إليها بتودد :
- أحنا كنا بس بنطمنوا عليكِ قصدنا ننول الرضا من برنسيسة الحارة..
مش ناوية تحِني عليّا و تقولي آه موافقة أتجوزك؟ طب و اللّٰهِ لأستتك و أدوقك الشهد
و لو عاوزة أطلق نسواني التلاتة معنديش مشكله المهم نوصل القرب بينا.

ختم جملته الأخيرة بغمزة أخري و أخذ يحرك حاجبيه المُشعثين كمقشة بالية منذُ زمنًا بعيد، كانت بهية تستمع لحديثه بصدمة، هل حقًا هو على اتم أستعداد لإلقاء زوجاته الثلاثة الذي عاش معهما عُمرًا كاملًا فى لمح البصر بِتلك السهولة! قامت بهية بإبعاده عنها بيديها بقوة اكتسبتها مع سنوات حياتها التى قضتها فى الحارة الشعبية.. تراجع الرجل "عِترة" بضع خطوات متعثرة للخلف و عينيه لاتزال مُعلقة عليها، لوت بهية شفتيها و هتفت بنبرة تحمل بين طياتِها الكثير و الكثير من السخرية و المقت التى تحمله له فى قلبها :

- تصدق إنك واحد ناقص، أنتَ لقب راجل دا خسارة فيك أنتَ و أشباه الرجالة اللى زيك،
و لما تشوف حلمت ودنك يا عترة الكلب متجوزش تاجر مخدرات لا و مش بس كدا علي ذِمته تلاتة و مُستعد يرميهم في ثانية،
و بعدين يا راجل أتقي اللّٰه دا أنت ابنك مرسي أكبر مني!!، أشكال تسِد النفس على الصُبح.

رواية مصيبة هانم ♡ مُكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن