أين ثقتك بي!
الفصل الثاني.يا ترى ماذا سيحدث عندما يتقابلا؟
Back.
أفاقت من ذكرياتها على صوت سيارة مراد، نهضت بسرعة، وتصنعت النوم؛ حتى لا يتشاجرا كالعادة.
بعد قليل شعرت به، وهو يدخل الغرفة، رمى الچاكيت كالعادة على أول كرسي يقابله، ودخل الحمام، غاب فيه قليلًا حتى خرج وهو يجفف سعره، ويرتدي تيشيرت أسود، وبنطال رصاصي بيتي، واتجه لينام إلى جوارها دون أي كلام، وكل منهما ينظر في اتجاه، بعد فترة ليست بقصيرة.
مراد ببرود:
مش ضروري تمثلي أنك نايمة على فكرة.
سارة بخضة:
أنت عرفت إزاي؟
مراد:
أنا عارف كل حاجة؛ فماتحاوليش تاني تصبحي على خير.
سارة وهي تقاوم دموعها:
وأنت من أهله.
صمتت قليلًا، حتى قالت بتردد:
مراد!
مراد:
اممم!
سارة:
ممكن أسألك سؤال؟
مراد:
اسألي.
سارة:
فين مراد اللي أنا حبيته؟ مراد اللي ماكنش بينيمني زعلانة أبدًا، وكان بيعمل أي حاجة عشان يرضيني، مراد اللي ماكنش بينام إلا وأنا في حضنه، احنا ليه بقينا كدا؟
استدار مراد ليواجهها:
يمكن أنتِ السبب.مراد :اممم..
سارة :ممكن اسالك سؤال!..
مراد :اسألى!
سارة :فين مراد اللي أنا حبيته؟ مراد اللي ماكنش بيهون عليه ينيمني زعلانة، مراد اللي كان دايمًا بيحاول يراضيني، مراد اللي ماكنش بينام غير وأنا في حضنه، احنا ليه بقينا كدا؟
استدار مراد ليواجهها:
يمكن أنتِ السبب.
سارة وهي تنهض بسرعة وتجلس أمامه:
أنا السبب في إيه؟ أنا اللي ببعد عنك، وإلا إنت اللي بتبعد عني؟
مراد وهو يستدير مرة أخرى:
صدقيني أنتِ السبب في كل حاجة، يلا نامي يا سارة.
حاولت سارة مقاومة دموعها، ولكنها لم تستطع، ونامت في مكانها وهب تبكي بكتمة.
سمع مراد صوت شهقاتها، ولكنه لم يستدير لها، أو يحدثها، في نفسه:
أنتِ اللي عملتي كدا يا سارة، أنتِ اللي خونتي ثقتي.
____________
في اليوم التالي.أفاقت سارة من نومها، لم تجد مراد في الغرفة، فأدركت أنه غادر مبكرًا كالعادة؛ حتى لا يحدثها، نهضت، و تحممت، وأدت فرضها، وراحت تبدأ في تجهيز الطعام، وهي في المطبخ عادت بذاكرتها مجددًا.
Flash back.
كانت سارة تجلس مع المجموعة التي اختارتها الجامعة، تجلس متوترة، تفرك يديها باستمرار، ترفع حقيبتها التي تقع منها باستمرار، حتى جاءت فتاة؛ لتناديها؛ حتى تدخل، نهضت وهي تقدم خطوة، وتؤخر الأخرى، وظلت تسير خلف الفتاة حتى وصلت لغرفة مغلقة، فجأة وجدت نفسها وحدها، ومن المفترض أن تدخل، طرقت الباب بتردد، فجأة أتاها صوته الرجولي يأذن لها بالدخول، فدخلت وهي تنظر أرضًا حتى وصلت إلى أمام المكتب الكبير.
مراد:
هتفضلي باصة في الأرض كتيير؟
شعرت سارة بالألفة تجاه صوته، ولكنها لم تتردد أن ترفع رأسها وأخيراً، رأته و أدركت أنه نفس الشاب الذي كان في الأصانصير ذاك اليوم، ولكنها لم تتحدث.
هو أيضًا عرفها، ولكنه لم يلمح؛ أعتقد حتى لا يتجاوز أحدهم حدوده.
مراد ببرود:
اتفضلي.
جلست سارة، وهي لا تزال متوترة، وتفرك أيديها بشدة.
مراد:
أولًا، أحب أعرف ليه اخترتي الكلية دي بالذات؟
سارة، وقد استعادت بعض من شخصيتها الجدية:
حضرتك، أنا مجموعي كان كبير، مش قليل، بس أنا كنت بحلم دايمًا بلغات وترجمة، أو حاجة خاصة بيها؛ لأني كنت بحب اللغات جدًا؛ عشان كدا دخلتها، وخاصةً قسم فرنساوي.
مراد:
اممم، وبعدين؟ ناوية على إيه؟
سارة:
أنا بحب الشغل، حابة أشتغل بعد التخرج إن شاء الله؛ عشان كدا هحاول أثبت جدارتي في شركة حضرتك بأي طريقة؛ عشان أتثبت هنا كموظفة.
مراد، وقد أعجب بثقتها بنفسها:
تمام، تقدري تتفضلي، بس قبل كدا أحب أعرفك إنكم مجموعة مكونة من 30 شخص، كل عشرة منكم هيكونوا مع متدرب، وأنتِ هتكوني مع مستر كريم إن شاء الله، المقابلة دي بس؛ عشان نعرف دماغكم، وتفكيركم قبل أي حاجة، تقدري تبدأي من بكرة إن شاء الله.
نهضت سارة:
شكرًا يا فندم، أتمى أكون عند حسن ظن حضرتك.
وخرجت؛ لتعود للمنزل، كما أنها اتصلت بزهرة، واطمأنت عليها، وعرفت أنها ستبدأ من الغد هي الأخرى.
____________
في اليوم التالي.
ارتدت سارة دريس أخضر فاتح، وطرحة مشجرة، واتجهت إلى الشركة؛ لتبدأ تدريبها، عندما وصلت، ما لبثت أن رأت زملائها مجتمعين، وهناك ثلاث أشخاص يفرقونهم.
أحدهم:
دلوقت أنتوا كاملين، أقدر أتكلم، أنا مستر كريم.
وأشار على شخص آخر من الواقفين بجواره ذي جسم طويل، وممشوق قليلًا:
ودا مسار حازم.
وأخيرًا أشار على الثالث الذي كان قصير القامة قليلًا، وذا جسم عادي، ولكنه وسيم:
ودا مستر حسام، طبعًا مستر مراد امبارح عرف كل واحد هو هيكون مع مين، ودلوقت لازم نتفرق؛ عشان نبدأ تدريب.
أومأ الكل له، وبدأوا بالتفريق كما أخبرهم مراد سابقًا، ووقفت سارة مع مجموعة كريم، الذي كان ذا قوام قوام ممشوق قليلًا، وعضلات بارزة بعض الشيء.
بعد قليل لمحت سارة مراد بملامحه الجدية، وعضلاته البارزة، وعيناه السوداوتان كالفحم، كان آتٍ ناحيتهم، ولأول مرة تركز في ملامحه الرجولية الوسيمة، كان وسيمًا فعلًا، لم تفِق إلا على صوته عندما وصل إليهم، وبدأ بالتحدث.
مراد:
واضح إن كل واحد عرف مكانه، عايز بقا شغل، ومش عايز لعب هنا، أظن أنكم سمعتوا عني قبل كدا، وعرفتوا نظامي في الشغل، مش عايز هزار.
الكل في صوت واحد، ومعهم سارة التي استعادت جديتها:
تمام يا فندم.
مراد ببروده المعتاد:
اتفضلوا.
____________
مرت بضع اسابيع.
كانت الأيام تمر كالتالي.
في الصباح يمر مراد على المتدربين، ويختبرهم قليلًا، وبعد الاستراحة، وقبل انتهاء الدوام أيضًا.
كانت سارة كلما اقترب منها أو حدثها قليلًا تتوتر، لا تعرف ما سبب هذا التوتر المبالغ به بنظرها؟ أو تعرف، ولكنها ترفض تقبُّل الأمر؛ فهو مجرد شخص عادي، نعم هو المدير، ولكنه ليس وحشًا أو ما شابه، لا بل هو وحش فعلًا، الجميع يخافه بشدة، تذكر مرة عندما أخطأ أحدهم في ترجمة أحد الملفات، حينها كسر المكان بأكمله، ولم يستطع أحد التحدث معه؛ فقررت هي محادثته، لا تعرف مما أتتها هذه الشجاعة؟ ولكنها ذهبت بالفعل.Flash back.
تقف سارة أمام باب مكتبه بتردد، وتوتر، ولكنها حسمت أمرها، وطرقت على الباب، ودلفت حينما سمعت نبرته الرجولية الغاضبة تأمرها بالدخول.
كان يدير ظهره لها، وظل هكذا بضع دقائق، حتى حمحمت هي؛ لينتبه لها ولو قليلًا، استدار بكرسيه؛ ليواجهها.
مراد ببرود:
نعم! عايزة إيه؟
سارة بتوتر:
احمم، أنا بس، أنا..
مراد بصوت عالي نسبيًا:
هتفضلي تقوليلي أنا كتير؟ لو مفيش حاجة مهمة جاية ليه؟
سارة وهي تكتم دموعها؛ فهي تكره أن يحدثها أحدهم بعصبية:
أسفة.. بس أنا..
____________
#يتبع.
نورهان صبري.
رأيكم في كومنت لطيف.

أنت تقرأ
أين ثقتك بي!
Romanceعندما تنعدم الثقة تبدأ المشاكل. رحلة من المشكلات التي تواجه أبطالنا، وإما المواجهة أو الفراق. بعض الحزن، وكذلك الفرح، هكذا هي الحياة.