أين ثقتك بي!
الفصل الخامسمراد، وقد رفع صوته قليلًا:
سارة! فين الملف؟!
سارة بشهقات متتالية:
مش لاقياه، خبيته امبارح في خزنتي، بس مش لاقياه دلوقت، معرفش راح فين والله، وكمان القفل مش مكسور!
أحد الحضور ولم يعرف أحدهم بمَ يتحدث عنه مراد وسارة:
مش يلا بقا يا مراد بيه وإلا ايه؟ شركة (...) مستنية عشان العرض.
مراد، وقد انتبه لهم، ولكنه مشتت ما بين كلامهم، وبكاءها بجواره، حيث كان يقف في ركنٍ بعيد عنهم قليلًا بعدما طلبت منه سارة ذلك، عاد إلى بروده بعدما اتجه إليهم، ووقف أمام الطاولة المستديرة؛ حيث يجتمع عليها مندوبو الشركة المعروض عليهم الصفقة، من ضمنهم بعض الفرنسيين، ومندوبو شركة (...) المعادية له منذ بدايته في هذا المجال؛ حيث كان هذا العرض كمنافسة بينهم؛ لاختيار الأفضل، كما كان يوجد بعض موظفين الشركة.
:أنا آسف، بس هضطر آجل الاجتماع؛ لظرف طارئ.
:مش لما تشوف عرضنا الأول يا مراد..بيه..؟
قال هذه الجملة مالك هذه الشركة المعادية بسخرية، والذي كان صديقًا له في يوم من الأيام.
مراد ببرود، وقد تجاهل رائد (مالك الشركة) ونظر لمندوب الشركة الأخرى:
أظن يا أكرم بيه إني بكلم حضرتك، وقولتلك إن الاجتماع يتأجل؛ لظروف طارئة.
أكرم بتوتر، وهو ينظر لمراد، وكذلك لرائد؛ فمن لا يعرف كيف يصبحوا حينما يغضب أحدهم؟
: خلاص مش مشكلة نأجل الاجتماع ليوم تاني.
رائد، وقد شعر أنه سيخسر بهذه الطريقة:
وأنا قولت الاجتماع انهاردة، احنا مش بنهزر، وإلا يكون مراد بيه مجهزش حاجة أصلًا وجايبنا يضيع وقت؟!مراد :اظن كل الموجودين هنا عارفين مين هو مراد الشافعى.. انا مش بهزر هنا..
رائد بسخريه :تمم.. مبتهزرش هنا.. يبقى نقدم العرض بقا و بلاش عطله على الفاضى..
مراد و قد نظر لساره التى كانت تقف ورائه و لازلت تبكى.. نظره غريبه.. لا تدرى اهى كره ام غضب ام عتاب..
:اتفضلوا..
لايعرف مراد ماسر هذه الابتسامه على وجه رائد.. و لكن الحيره لم تظل كثيرا حيث تفاجأ ان العرض الذى يقدمونه.. هو عرضه المفقود.. فوقف و صاح بصوت عالى.. :اى اللى بيحصل هنا..
رائد ببرود و سخريه فى نفس الوقت :خير يا مراد.. ليكون عرضنا مش عاجبك..!
مراد سكت.. بعصبيه و تطلع لوجوه الموجودين جميعا.. و آخرهم ساره التى شد يدها بعصبيه و خرج من المكان كاملا..تاركا خلفه نظرات من الحقد و الانتصار..تقف أمامه فى مكتبه و هى تبكى بعنف.. :و الله.. و الله ماعرف وصلهم ازاى.. انا حطيته فى خزنتى و قفلت عليه بالمفتاح.. كويس.. و الله ماعرف حاجه..
مراد و قد امسكها من شعرها جامد.. :انا اللى اديته ليهم.. صح ! انتى عارفه انا تعبت على العرض دا قد اى.. و فى الاخر هم ياخدوه على الجاهز كدا.. دانا قولتلك انى واثق فيكى.. لكن انتى..
فجأه سابها فوقعت على الأرض و هو وقف قدام نافذته العريضه مرجعا خصلات شعره بحركه عصبيه..
:دفعولك كام عشان تبيعينى!.. هاا !..
اتصدمت ساره من اللى بيقوله :معقوله انت ممكن تصدق انى اعمل كدا.. طب بعيدا انى مقدرش اعمل كدا اصلا.. هل انا غبيه عشان اديهم الملف و انت مديهولى انا و امنتنى عليه.. انت ازاى تفكر كدا..
مراد لفلها و بصوت عالى :ماهو مفيش غير كدا.. انتى بتقولى انه كان فى خزنتك و مقفول عليه.. يبقى مين هياخده من غير ما يكسر القفل ها.. قولى..
ساره قامت من مكانها و هى لسه بتعيط :صدقنى هتعرف مين اللى عمل كدا.. و هتندم على اللى عملته دلوقت.. هتندم على اتهامك ليا و اللى انت عملتو فيا..
و خرجت من المكتب بسرعه و هى بتعيط.. تاركة مراد الذى كان مشوشا و لا يدرك اى شىء...فى نفس اليوم فى المساء..
مراد فى شرفة قصره الكبير.. التى تطل على حديقه واسعه مزينه بجميع انواع الورود تقريبا.. فوجد هاتفه يرن برساله.. فتحها فإذا بها من ساره.. لم يصدم بقدر ما صدم من محتواها..تانى يوم فى الشركه..
ساره كانت فى تدريبها كالعاده و فجأه مراد دخل المكان..
مراد :دلوقت حالا.. اللى سرق الملف من خزنة ساره يعترف و الا حسابى معاه هيكون عسير
كان الجميع ينظر بترقب و خوف.. فالعقاب بالتأكيد سيكون شديد..
لم يرد احد..
مراد :يعنى محدش هيتكلم..! تمم.. اتفضل يا حضرت الظابط..
زاد التوتر و الخوف حينما دخل احد الضباط و وقف بجوار مراد..
مراد :اتفضل اقبض عليه.. و الا اقولك استنى اما أفرج الكل على الدليل.. او الادله بمعنى أصح..
و فجأه طلع فونه و فتح الفيديو..
صدمه حلت على الجميع.. فهذا كريم و هو يتحدث مع أحدهم..فى الهاتف..
كريم :المرادى عدت على خير.. لكن مش هعرف اجيبه المره الجايه كمان..
.......:
كريم :انت ماتعرفش انا عملت اى عشان اجيب الملف دا.. معروفه يعنى ان فى نسخ مفاتيح لكل مكان فى الشركة فى المخزن تحت.. و محدش بيدخل المخزن غير ناس معينه.. و انا منهم.. عشان كدا قدرت اجيب مفتاح خزنة ساره..استنيت لما هى مشيت و شوفتها و هى بتعينه.. و خدته..
.......... :
كريم بسخريه :يا عم انت متعرفش ساره.. دى بت عاملالى فيها شريفه و محدش انضف منها.. و كانت هتفضحنا لو عرفت بالموضوع..
........... :
كريم :خلاص تمم.. المهم انت تحول الفلوس على حسابى فى اسرع وقت..سلام..مراد و هو ينظر لكريم الذى كان يرتجف نظره مرعبه :اظن دلوقت عرفنا مين اللى سرق الملف..
كريم :لا.. لا انا معملتش حاجه.. الفيديو دا مزور..
مراد بسخريه و غموض :الفيديو مزور.. تمم عندى ادله تانيه.. تحب اوريك!
مش دا كشف حسابك برضو و الا انا غلطان.. تلاته مليون امبارح.. و قبل كدا ملايين كل صفقه كنت بخسرها.. كنت انت السبب..
اظن دلوقت تقدر تشوف شغلك يا حضرت الظابط..عدى كام يوم.. و كانت ساره رافضه انها تروح التدريب تانى.. كفايه انها اثبتت برائتها.. لما كانت خارجه من عند مراد و سمعت صوت كريم و وقتها صورته.. و بالليل بعتت الفيديو لمراد مع كلمتين بس.. مش قولتلك هتندم..!
Back.....
....رجعت سارة من تفكيرها على صوت جرس الباب.. خرجت من المطبخ و راحت عشان تفتح الباب..
سارة بصوت عالى :لحظة واحده جايه..
فتحت الباب و اتفاجأت بالشخص اللى عكر حياتها كلها واقف قدامها.. كريم.. كانت الأول بتعتبره اخ ليها بس هو دمر اى علاقه ممكن تكون بينهم..
ساره بعصبيه و هى تهم بغلق الباب :انت يا بني آدم مابتفهمش.. قولتلك ابعد عن حياتى بقى.. خير كل دا و مازهقتش..
كريم و هو يقف حائل أمام الباب.. :لا مابزهقش.. و مش هزهق.. قولتلك قبل كدا انى مستحيل اسيبك.. اتجوزتيه غصب عنى زمان.. بس مستحيل اسيبك معاه.. و فى ايدك القرار.. يا تجيلي بنفسك.. يا اما هتجيلي برضو بس غصب عنك..
سارة بصوت عالى :دا فى أحلامك.. انا مستحيل اسيب مراد.. و لو انت اخر واحد فى الكون مستحيل اكون معاك.. ابعد بقاا عن حياتى..
كريم ببسمه بارده :تؤ تؤ.. انتى لسه ماتعرفينيش كويس.. انا مش بزهق بسهولة يا سارة.. و بالفعل بدأت اول خطوة.. بس مش فاهم ليه محصلش حاجه لحد دلوقت.. يمكن مراد بيثق فيكى.. قال هذه الكلمات و هو يصطنع التفكير..
سارة و قد انتبهت قليلا :قصدك اى.. انت عملت اى..
كريم و هو يصطنع اللا مبالاه :لا مفيش بعتت لحبيب القلب كام صورة كدا.. انتى عارفه بقاا فيهم اى.. بس الغريبة انه لحد دلوقت معملش اى رد فعل..
#يتبع....
#Nourhan_Sabri♥️
مش قولت فى مفاجأت.. ولسه.. كومنت بقاا لطيف و تفاعل و رايكوا بلييز ♥️♥️♥️🌸
أنت تقرأ
أين ثقتك بي!
Romanceعندما تنعدم الثقة تبدأ المشاكل. رحلة من المشكلات التي تواجه أبطالنا، وإما المواجهة أو الفراق. بعض الحزن، وكذلك الفرح، هكذا هي الحياة.