أين ثقتك بي!
الفصل الأول._يعني أنتِ شاكة أنه بيخونك؟
قالت سلمى هذه الجملة لأختها سارة الجالسة أمامها.
سارة:
بقولك معدش طايقلي كلمة، بيتخانق معايا على أقل حاجة، وبقا يغيب بالأيام معرفش بيروح فين، أنا بجد مش عارفة إيه اللي جرى له؟ امال لو ماكناش متجوزين عن حب؟!
سلمى:
سيبيه فترة كدا، يمكن يهدى، ويعقل، لكن مراد مستحيل يعمل كدا، مستحيل يخونك.
سارة:
يا رب يكون كلامك صح يا سلمى، أنا بجد تعبت.
سلمى:
متقلقيش ،كل حاجة هتكون كويسة، بس أنتِ اهدي كدا، ومتفكريش بسلبية، ووقت ماتعوزيني هجيلك على طول، أنتِ عارفة إني عايشة لوحدي وبزهق، كتر خيركم أنكم جبتولي الشقة دي قريبة منكم، بدل ما كنت في بيتنا، والمسافة بعيدة.
سارة:
ماتقوليش كدا يا حبيبتي، أنتِ أختي الصغيرة، وماكنش ينفع أسيبك هناك لوحدك بعد ما بابا وماما سافروا؛ عشان تعب بابا، وعمليته، وماكنش ينفع تسافري معاهم؛ عشان جامعتك، عايزاكي تبقي أحلى مهندسة وتشرفيني كدا.
سلمى وهي تحتضنها:
ربنا يديمك ليا، هقوم بقا، مش عايزة حاجة؟
سارة:
عايزة سلامتك يا حبيبتي، خلي بالك من نفسك.
سلمى:
حاضر.
_____________
وعادت سارة وحدها مرةً أخرى، جلست تفكر كالعادة، تفكر في مراد، وحياتها معه بعد زواج دام 4 سنوات، تفكر في كل هذا الحب، أيعقل أنها النهاية؟ يجب أن تسأله، يجب أن تعرف لما يفعل هذا بها؟ تذكرت أول لقاء لهم منذ حوالي 4 سنوات، عندما كانت في العام الأخير لها في الجامعة.Flash back.
سارة وهي تخرج من المنزل:
عايزة حاجة يا ماما؟ أنا ماشية.
والدة سارة:
عايزة سلامتك يا حبيبتي، خلي بالك من نفسك.
سارة:
حاضر يا ماما، يلا سلام!
خرجت حتى وصلت إلى الأصانصير، ووقفت قليلًا حتى فُتِح، كانت ستصعد به، لكنها لاحظت وجوده، وقد اعتادت ألا تركب مع أحدهم أبدًا وحدها؛ لذا عادت خطوة إلى الوراء.
مراد:
إيه مش كنتِ هتركبي؟
سارة بارتباك:
معلش نسيت حاجة في البيت، هروح أجيبها!
وركضت بسرعة قبل أن تسمع الرد.
مراد بسخرية:
مجنونة دي وإلا إيه! وأغلق الباب لينزل.
بعد قليل، عادت سارة مرة أخرى، وهذه المرة لم يكن يوجد أحد، فنزلت بهدوء.
______________
وصلت إلى الجامعة، وهي على عجلة من أمرها؛ لأنها تأخرت، طرقت باب قاعة المحاضرات، ودخلت؛ لتعتذر من الدكتور بسرعة راكضةً؛ لتجلس إلى جوار زهرة، صديقتها منذ اليوم الأول لهما في الجامعة، كلية لغات وترجمة.
زهرة بهمس:
اتأخرتي ليه كدا يا سارة؟
سارة بهمس هي الأخرى؛ حتى لا يكشف أمرهما:
اتأخرت في البيت شوية، وكمان المواصلات كانت زحمة، ومعرفتش آجي بدري.
زهرة:
طيب، ركزي بقا أحسن نتفضح.
سارة:
حاضر.
الدكتور:
دلوقت أنتم في آخر سنة ليكم؛ فالجامعة اقترحت إننا نعملكم تدريب في كذا شركة، وتواصلنا معاهم، اللي ناوي أنه يشتغل بعد التخرج، فالتدريب دا هيكون فرصة كبيرة جدًا ليه، ولو أثبتتم قدراتكم خلال 3 شهور، واجتزتم الاختبارات اللي الشركة هتعملها، هتتثبتوا كموظفين في الشركة، اللي عايز يتدرب يأكد ليا اسمه؛ عشان نحدد الميعاد، المحاضرة خلصت، عن إذنكم.
سارة:
أنا مبسوطة أوي، وأخيرًا هحقق حلمي، نفسي أتدرب فعلًا؛ عشان أقدر أشتغل.
زهرة:
وأنا كمان مبسوطة جدًا، بس يا رب نكون سوا في نفس الشركة.
سارة:
إن شاء الله نكون سوا، يلا نروح نأكد أسمائنا.
زهرة:اشطا، يلا.
وفعلًا أكدوا أسمائهم، واتأكد الميعاد بعد أسبوع.
___________
في منزل سارة.
سارة وهي تأكل، وإلى جوارها سلمى التي تصغرها بـ 4 سنوات، ووالدتها أما سلمى، وإلى جوارها والدها.
سارة بارتباك:
بابا، ماما، كنت عايزة أكلمكم في موضوع.
الأم:
خير يا بنتي؟ جايلك عريس؟!
سارة:
عريس إيه بس يا ماما؟ لا في حاجة تانية أهم.
الأب:
اتكلمي يا سارة في إيه؟
سارة بارتباك، وخوف أن يرفضوا:
بصراحة يا بابا، الجامعة عملت تدريب لينا في كذا شركة؛ عشان نقدر نشتغل بعد التخرج، ولو أثبتنا قدراتنا في التدريب دا، واجتزنا اختبارات الشركة، هنتثبت فيها كموظفين، وأنا كنت حابة أتدرب، إيه رأي حضرتك؟
الأب:
بس أنتِ كدا كدا هتتجوزي، إيه لازمته البهدلة، والشغل دا يعني؟
سارة:
يا بابا أنا عايزة أشتغل، وبحب الشغل، أنا مش بتعلم السنين دي كلها؛ عشان أقعد في البيت، وأستنى نصيبي، صدقني يا بابا كل حاجة هتكون حلوة لما تيجي في وقتها، بس عشان خاطري وافق.
الأب ببعض الاقتناع:
طيب والمواعيد؟ اوعي تكوني هتتأخري برا؟
سارة بابتسامة:
لا ماتقلقش، هم عملوا المحاضرات في أيام، والتدريب في أيام، وبيبقى تقريبًا نفس مواعيد الجامعة، يعني هرجع البيت في نفس الوقت، الساعة 6 تقريبًا.
الأب:
خلاص يا سارة اعملي اللي أنتِ عايزاه.
سارة بفرحة:
ربنا يديمك ليا يا رب يا بابا.
سلمى بفرحة هي الأخرى:
ربنا يفرحك كمان وكمان يا سو، وتشتغلي وأخلص منك.
سارة بحنق:
أنا برضو قولت أختي مش هتقول جملة كاملة حلوة، لازم تغلط، روحي يا بت ذاكري، أنتِ مش في ثانوية عامة!
سامى بمسكنة:
بتفكريني ليه بس، مانا كنت نسيت؟ يلا إما أروح أشقى على عيالي، كتبي القمامير دول.
ونهضت ،ودخلت الغرفة وسط ضحكات الجميع.
الأب، وقد استعاد جديته، ولكن ببسمة طفيفة:
والتدريب دا هيبدأ ايمته؟
سارة:
بعد أسبوع يا بابا.
الأب:
ربنا يوفقك يا بنتي، ويحققلك حلمك.
سارة، وهي تقبل جبينه، وبين أمها:
يا رب يا بابا، يلا أنا هنام، تصبحوا على خير.
ودخلت الغرفة؛ لتفكر في المستقبل المجهول.
____________
بعد أسبوع.كان أول يوم لها في الشركة، وللأسف زهرة ليست معها، ولكن تدريبها في شركة قريبة منها؛ لأنها مجموعة فروع لنفس الشركة التي لها مالك واحد، سمعت أنه شديد، وعصبي، ولا يرحم أحد من العمل، ألا وهو مراد الشافعي، عنده شركات في كل مكان في العالم تقريبًا، ورث معظمها عن والده، وافتتح هو العديد من الفروع بمجهوده، أثبت جدارته في السوق بسرعة، بأن شركات تعد من أكبر شركات الاستيراد، والتصدير في العالم، وهذا كله، وهو عنده 29 عام فقط.
ولكنها حتى الآن تسمع عنه فقط، ولم تراه، فيا ترى ماذا سيحدث عندما يتقابلا؟
____________
#يتبع.
نورهان صبري.
رأيكم في كومنت لطيف.
![](https://img.wattpad.com/cover/270434624-288-k753870.jpg)
أنت تقرأ
أين ثقتك بي!
Romanceعندما تنعدم الثقة تبدأ المشاكل. رحلة من المشكلات التي تواجه أبطالنا، وإما المواجهة أو الفراق. بعض الحزن، وكذلك الفرح، هكذا هي الحياة.