#الحـلقـــة_الرابعــــة
#روايــــــة_يُناديهــــا_عائـــــش
#للروائيــــــة_نرمينـــا_راضي.________________________♡
إن الإعتراف بالخطيئة هو نصف التوبة.
*******
جّن الليل، و أسدل ستائره بألوانها السوداء المخملية، و أقبل القمرُ مختالًا مرتديًا عباءتهُ الفضيةَ، والصمت يتخلل الأجواء، ويزحف بخطاهِ الواثقةَ يسودُ الهدوءَ الكرةََ الأرضيةَ، تنامُ أعَين، وتبقى أعين البعض منها مجتّرة بالآلام، والبعض يأكل قلبه نار الشوق لحبيبه، و قِلة من الناس يقومون الليل بتناجي و خشوع.
وقفت هاجر في شُرفة غرفتها تستنشق بعض نسمات الليل العطرة، وهي تتأمل سطوع القمر بوجهٍ شاحب حزين، تستذكر ما حدث البارحة؛ حين أدركت و استوعبت فراق ابن عمها و حبيبها لها.
تنهدت بعمق لتردف بصوت حزين و عيناها معلقة على السماء
" ساعدني يارب.. أنا حاسة إن بدأت أيأس.. حاسة إن مبقتش قادرة أقاوم... حاسة إني ضعيفة أوي يارب"
مسحت على وجهها بتعب..لحظات و انتبهت لوميض من النور يشع من غرفة زياد المقابلة لشرفة غرفتها.
رجعت للوراء؛ لتتوارى خلف الحائط..فعلى الرغم من ردائها الفضفاض المحتشم إلا أنها تشتعل خجلًا إذا وقع بصرها عليه.. ظللت تتأمله من خلف زجاج النافذة، فوجدته يحطم كل شيء بغرفته و هو يصيح بكلمات غير مفهومة.. !
أغمضت هاجر عينيها بألم، و انحدرت الدموع من مُقلتيها بحزن شديد على حالته التي تسوء يومًا بعد يوم دون أن تعرف السبب، ظنت بأن مرضها هو سبب ابتعاده عنها؛ لذا اكتفت بالصمت وعدم البوح له بشيء.
همست بحزن وهي تغلق النافذة وتعود للداخل
"ربنا يهديك يا زياد.. أنت مكنتش كده.. ايه اللي حصلك بس... ربنا يهدي سرك و يصلح حالك و يرزقك باللي تعوضك عني و تعيشك الأيام الحلوة اللي أنا معرفتش أعيشهالك"
قالت جملتها الآخيرة، ثم انفجرت في البكاء بصوت عالي مزق أحشاء السكون..
وضعت يدها على فمها تكتم أصوات شهقاتها المتتالية..ثم اتجهت لتجلس على الفراش وهي مازالت تبكي بصمت..
كم تشتاق له ولمزحاته السخيفة التي لطالما أضحكتها و بشدة بخلاف باقي أفراد العائلة..لم يخطر على بالها يومًا أن يبتعد عنها و يفترق كل منهما لواجهته، لطالما جمعهما نفس الطريق و الواجهة، لم تضع في الحسبان أننا مؤقتون في حياة بعضنا البعض.
مسحت دموعها ثم نظرت في ساعة الهاتف فوجدتها الثانية ليلًا.. ابتسمت ببساطة و نهضت لتفترش سجادة الصلاة ثم اتجهت للمرحاض لتتوضأ استعدادًا لمقابلة الله حبيبها.
توضأت هاجر جيدًا، و ارتدت ملابس الصلاة لتقف مستقبلة القبلة قائلة بابتسامة عذبة
" وحشتني أوي.. وحشتني أوي يا حبيبي.. بقالي يومين نفسيتي تعبانة و عاوزه احكيلك على حجات كتير أوي... بس هصلي ركعتين قيام الليل واحكيلك على كل اللي حاسة بيه
أنت تقرأ
يُناديها عائش.. نرمينا راضي
Lãng mạnهي عنيدة، متمردة، تُحب الظهور بشكل لائق يسر الناظرين، بشكل متبرج.. ! لاتعرف شيئـًا عن الله أو الإسلام، كل ماتعلمه هو أنها مسلمة فقط ! تحب نفسها جدًا، تعشق الحياة، و اللهو بدون حساب.. أما هو، ابن عمها، يكبُرها بثلاثة عشر عامـًا. ماتت أمها ومرض ا...