الفصل الستـــون

18.9K 1.5K 774
                                    

#الحلقـــة_الستــــون
#روايـــة_يُناديهــا_عائـــــش
#للروائيـة_نرمينـــا_راضي
_____________________♡

عند الشدة و وقت المصاعب ينسحب الجميع، وتبقى العائلة وحدها من تطبطب على وجعك.

*********

الشعور بالحزن و الأسى، و الصدمة.. كان ردّ فعل انفعالي طبيعي منهم جميعًا، إزاء ما أُصيب بدرهم و رجل العائلة الشَهْم.

رأى بدر انطفاء بريق أعينهم بعد أن كانوا في غاية السعادة بحمل هاجر، و لاحظ نظرات الشفقة تنصب عليه، فقال بصوت خافت و بنبرة خجل من موقفه، و هو يتخفى وراء زياد

" مش قولتلك شكلي هيبقى وحش قدامهم "

رد زياد بتحفيز و هو يسحبه من يده كأنه ابنه المدلل، ليجعله يقف بشموخ أمامهم

"أنت مش مذنب عشان توطي راسك.. كلنا في نفس الدايرة"

ما يزالوا يقفون مُنْدَهِشين مما سمعوه، هل حقًا بدر الشباب يُعاني من مرض نفسي  ! هل طوال كل تلك المدة لم يكن على طبيعته  ؟ 

" يعني ايه  ؟ مريض نفسي ازاي  ؟! "

تساءلت والدته بتعجب شديد و ملامح وجهها مَبْهُوتة.. رد زياد بتفهم لصدمتهم خاصةً أم بدر.

" يعني حالته النفسية مش مستقرة يا عمتي.. و واجبنا كعيلته نقف جنبه و ندعمه لحد ما يرجع بدر الشباب اللي عارفينه كلنا.

من بين الواقفين مندهشين، كان أُبَيّ الذي تأثر أكثر منهم جميعًا بما أصاب ابن عمه، فهو مثله ولكنه يختلف في نوع المرض، بدر مُصاب باضطرابات الشخصية الحدية،  أما هو مُصاب بالشخصية الضعيفة الخجولة، بالإضافة لعدم قدرته على تكوين جملة كاملة إذا وضع في موقف محرج، أو شعر بالتوتر أو التعصب.

خرجت مُفيدة أم بدر عن صمتها، بعد صدمتها بمعرفة أن أكبر أبنائها مريض نفسي، و أحست بالحسرة و الحُزن، و انهمرت الدموع مدرارا فغسلت وجهها لتقول

" ازاي مريض نفسي..  ! ده أعقل واحد فينا.. ازاي تقول كده على بدر  ؟!  "

" أنا مقولتش إن بدر مجنون يا عمتي.. المرض النفسي اللي بدر مُصاب بيه ملوش علاقة بالجنون خالص.. بدر لسه بعقله لكن غصب عنه بيفقد أعصابه في مواقف معينة.. مش كل الوقت بيبقى كده.. اهدوا بس كلكم و أنا هفهمكم يعني ايه واحد عنده اضطرابات الشخصية الحدية "

اقتربت والدته منه ثم احتوت وجهه بكفيها و قالت بدموع

" قولي إن الولا الغلس زياد ده بيضحك علينا و إنك كويس.. أنتم من صغركم مبتبطلوش تعملوا فينا مقالب.. ده مقلب صح  ؟  "

نظر بدر لوالدته بعجز و ضعف غير قادر على محاورتها أو الرد عليها، ثم نظر لهم جميعًا فوجدهم ينظرون له بتعجب منتظرين منه أن يفسر الأمر لهم، فلم يجد ملجأ يفر إليه من هذا الموقف الحرج غير ظهر زياد، الذي التجأ إليه يقف خلفه يحتمي من أعينهم، بعد أن أنزل كفي والدته عن وجهه.

يُناديها عائش.. نرمينا راضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن