اقتبـاس

15.1K 937 115
                                    

"مرحبًا عزيزي القارئ، كيف حال ذلك العضو أسفل الكبد  ؟
أرجو ألا يكون قد انفجر، فأمامنا الكثير و الكثير من المشاهد التي ستثير جنونك و تجعل ضغطك يعلو بشدة، فإذا كنت مريض ضغط أو سكر فأرجوك لا تكمل القراءة، أنا أحبك و لا أريد لأحد شخصيات روايتي التسبب في قتلك..
مجرد اقتباس عزيزي يثير فضولك و يقتلع مرارتك قبل استكمال أحداث الرواية."

"قراءة ممتعة، بالتوفيق لضغطك و لمرارتك و لسُكرك"

***

ثقلت حركتها و أخذت تجرّ قدميها جرًا؛ حتى وقعت أمامه على الأرض وهي لا تزال ترتجف بخوف شديد، بينما سيف تقدم نحوها وهو يرمقها بنظرات شيطانية، و بداخله يسمع صوت يقول له بأن ينال منها و يمزقها كالذئاب.

أما روان نطقت بصعوبة شديدة، وهي تبكي بمراراة؛ تتوسله بنظراتها المأسورة أن يتركها

-- حرام عليك ياسيف.. أنت عـايز مني إيــــه
.. حرام عليك.. سيبني في حالي

جلس سيف القرفصاء بالقرب منها وهو يصوب بصره بسخرية لها قائلًا بإستهزاء

--مش لايق عليكِ دور الشيخة.. شوفيلك حاجة تانية مثليها غير الدور ده

صرخت به روان وهي في حالة يُرثي لها تمامًا

-- أنا مش بمثل يــا سيــف.. أنـــا.. أنــا مصدقت ربنا هداني.. أنت عايز مني إيه  ؟؟؟

--الله  !!.. أنتِ مش كنتِ بتقولي على نفسك شمال !.. غيرتي كلامك ليه.. ده حتى الشمال طعمه حلو و أنتِ بنفسك مجربة  !

قالها سيف وهو يتأملها بسخرية، وحقد شديد لايعلم من أين جاء بكل تلك الكراهية لجميع من حوله.

يُقال، إن لكل جريمة دافعًا لها، قد يكون الدافع الحقد، الانتقام، الحسد، الخوف، أو المال، و الذين يحاولون استئصال الحقد والكراهية من نفوسهم هم الشجعان فقط، أما الذين لا يحاولون فهم الجبناء والعاجزون.

وها هو سيف على شفا جرف من القاء نفسه للتهلكة، بسبب الحقد الذي اعمى قلبه.

أخفت روان وجهها بين كفيها لتبكي بشهقات عاليه متمتمة بصعوبة

--حرام.. حرام و الله.. حرام اللي بيحصلي ده.. أنا آه بعترف إن مكنتش كويسة الأول.. بس أنا ربنا هداني وندمت على كل اللي فات.. ليه.. ليه مش عاوز تسيبني في حالي  ؟؟

صاح سيف وهو يقف و يركل الكرسي بجانبه بغضب شديد

--عشان أنتِ وكل اللي بيمثلوا دور الشيوخ.. زبـــالة يـا روان... كلكم زبالة.. بما فيهم بدر أخويا.. اللي أنا أصلًا اتبريت منه و بتمنى يتنسف من على وش الأرض زي ما هنسفك دلوقت و زي ماهو اتفضح على الملأ.. هطلعك من الشقة دي بفضيحة قدام الناس كلها.. عشاان اللي عايشين دور المثالية اللي زيكم الموت عليهم حق.

قال سيف ذلك وهو يتنفس بسرعة، و بغضب أعمى بصيرته، و اجتاح ملامحه؛ فظهر الكُره في عينيه الخضراوتين، و أصبح يرى كل شيء أمامه ظُلمة حالكة .

انقض سيف عليها ليمزق لها ثيابها وهو يردد كالمجنون

-- ارجعي لأصلك.. الزبالة بتفضل زبالة.. عمرها ما بتنضف.

صرخت روان ببكاء عالي وهي تحاول الفرار منه، فجذبها سيف من حجابها الذي اهدته لها رُميساء، فانكشف شعرها مما جعل سيف يضحك بشدة قائلًا

--صدقي شكلك أحلى و أنتِ بشعرك

تحاملت روان على نفسها و اتكأت على الفراش بجانبها؛ لتنهض و تهرب من براثن هذا المتوحش، ولكنه استطاع اللحاق بها وجذبها من ملابسها بقوة ثم ألقى بها أمامه أرضًا كما يُلقي وسادة بالية.

يُناديها عائش.. نرمينا راضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن