#الحلقـة_الثامنة_والعشرون
#روايـة_يُناديها_عائـــــش***
قد يكون للمتدين ذنب خفي أغضب الله و قد يكون للعاصي حسنة خفية ترضي الله..
(أحمد الشقيري)____
من الصّعب جدًّا على الإنسان الوقوف على قدميه ومواجهة العالم بعد أن يفقد والديـه، ولا توجد كلمات أو عبارات تصف شعور الحزن عند فقدانـهما، خاصـة عندما يموت أحدهما وأنت صغير، لم ترتوي من حُبهما وعناقهما بعد.. مثل تلك المسكينـة التي وقفت تطالع والدة سيف تعانقه بتلهف وحُب لم تشعر به من قبل، في تلك اللحظة شعرت أنهـا وحيدة تمامـًا ليس لديها أحد يمسح لها دموعها المنسكبة على وجنتيها بغزارة أو حتى يأخذها في أحضانه ويطمئنها أن كل شيء سيكون بخيـر، ولكن لا أحد.
توقف الزمن لدقائق فقط نظرات الدهشة وعدم الإستيعاب من مُفيـدة صوب بـدر وهاجر، بداخلها تتمنى أنه يمزح فقط، ولكن كل شيء بات واقعيًا الآن ولا داعِ للشك بأن هذا مجرد مُزاح سخيف.
تقدمت هاجر تجاه سيف بخطوات متباطئة ثقيلة وهي تتفحصه بدهشة شديدة؛ لتقول بإضطـراب
-- سيف.. إنت كويس صح ..؟
رمقـها سيف بنظرة مُنكسرة ثم أخفض رأسه دامعـًا، بينما مفيدة احتوت وجهه وهي تتفحصه بنظرات هلـع لتهتف ببكـاء
--قول إنك كويس.. إنطق يا ضنايا.. مش وقت هزار يابني.. حرام عليكوا اللي بتعملوه فيا ده.. ده ميرضيش ربنا.. انطق يا سيف.. انتوا بتهزروا صح؟
ازداد بكاء سيف بصمت؛ فالتفـتت والدتهم بنظرة حادة لبـدر صائحة بنفاذ صبر وبقلب أم سيتمزق من الخوف
"في إيـــه..؟ أخوك مالــه ..؟.. والله العظيم لو طلعتوا عاملين فيا مقلب لسيبالكم البيت وماشيه.. في إيـه يا بـدر..؟؟
كان بـدر يقف صامتـًا وقلبـه مملوء حُزنـًا كالكأس الطافحة، يُصعب حملها.
ترقرت الدموع في عينيه المهمومة واعقبتها تنهيدة شجن قائـلًا وهو يُعطيها ملف يحمل تقرير المشفى" قدر الله وما شاء فعل.. للأسف سيف بقى عاجز ودي التقراير بتاعت المُستشفى والمركز الطبي اللي تابع حالته لمدة أسبوع "
أخذت والدته التقارير وقبل أن تقرأها هتفت بصدمة
"أسبـوع..!"
أومـأ بـدر بتأثر وحزن بينما مفيدة عندما وقعت عينيها على ما تؤكده التقارير بشأن إصـابة سيف بالشلل النصفي وفقدان نُطق مؤقت أو دائم حسب الحالة، كادت أن تفقد صوابها وتقع على الأرض من شدة الصدمة التي هزت أوصالها وأرجفت كيانـها، لولا أن بـدر لحقها وأسندها؛ ليُجلسها على الأريكة ثم هرول للمرحاض و بلل يديه بالماء ليعود ويمسح على وجه والدته برفق، خشيـة عليها من أن تفقد وعيها فهي مريضة بداء السُكري وقلبها هشّ لا يتحمل مثل تلك الصدمات.
أنت تقرأ
يُناديها عائش.. نرمينا راضي
Romanceهي عنيدة، متمردة، تُحب الظهور بشكل لائق يسر الناظرين، بشكل متبرج.. ! لاتعرف شيئـًا عن الله أو الإسلام، كل ماتعلمه هو أنها مسلمة فقط ! تحب نفسها جدًا، تعشق الحياة، و اللهو بدون حساب.. أما هو، ابن عمها، يكبُرها بثلاثة عشر عامـًا. ماتت أمها ومرض ا...