جنازة بلا حضور ..

121 12 10
                                    

لقد رأيت مرة الزنزانة من قبل ..

كان يجلس بها أبي، واليوم أنا مكانه، متهماً بقتله ...

كنت أتساءل إن كان يمكن أن يكون هناك أسوء، و قد أجابت الحياة عن سؤالي ..

لقد فقدت كل شيء، حرفياً كل شيء ..

و ها أنا ذا أفقد آخر ما تبقى لي ..

حريتي ..

راهني والدي أني سأصبح مثله عندما أفقد كل شيء، وقد فاز!!

والدليل، أني أجلس مكانه ..

كانت المرة الأولى التي أرى فيها عمتي منذ عشرة سنوات، لازالت بشعة كما أتذكرها، تجلس على الكرسي أمام الشرطي تبكي على أخيها الفقيد، هي نفسها المرأة التي لم تأتي عندما سُجِن أخيها قبل سنوات، متلونة كالحرباء، سامة كالأفاعي، كان أبي ليبدو ملاكاً لو وقف بجانبها..

أحضرت محاميها و آتت لتتهمني بقتل أخيها، ولا أفهم لماذا تفعل شيئاً كهذا.. حاول سيد بيون التوصل لحل معها، حتى أنني حكيت لهم ما حصل و توسلتها لتصدق أني لم أقتله عن قصد، لكنها لم تصدق ..

وقفت أمام القاضي أروي تفاصيل ما حدث ..

ذهبت للحديث معه، كان ثملاً للغاية، وتحدثنا ، لا أتذكر كيف بدأ الشجار ولا من منا بدأه، لكنه كان أقوى مني، كان سيقتلني، ولم أجد أمامي سوى إحدى زجاجاته فأخذتها و ضربته ليبتعد عني، ووقع أرضاً في تلك الثانية، لم أكن أقصد قتله، كان مجرد حادث...

وقف محاميها متحدثاً عن علاقتي بوالدي ، شارحاً كيف أنه كسر قدمي، فتولدت لدي الرغبة بالانتقام، لهذا لم ابلغ عنه الشرطة و قررت قتله بنفسي...

صرخت قائلاً " هذا غير صحيح"

فسألني القاضي مستفهماً " كيف تبرر ذلك إذاً"

" أردت إعطائه فرصة"

قال القاضي" تحدث نحن نسمعك"

" والدي سجن لثمانية سنوات سيدي، كان يفترض أن يسجن لعشرة سنوات لكن صدر أمر عفو بشأنه، لأنه كان حسن السير و السلوك في السجن .. لم أرد أن أسلب منه حريته التي أستعادها أخيراً"

رد محامي عمتي " لم ترد أن تسلبه حريته فسلبته حياته"

" أنا لم أقتله عمداً"

" أتنكر أنك الذي ذهب هناك لتتشاجر معه؟؟"

My only choice!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن