انتكاسة ...

117 13 7
                                    

أمسكني أبي و دفعني لارتطم بالحائط ...

" أنت لست مثلي أتعلم لماذا؟؟ لأنك ابن تلك العاهرة"

أظنه تذكر شبابه، رآني كأحد منافسيه في الحلبة، لأنه أخذ يضربني وكأني خصمه ..

" كان علي عمل فحص أبوه منذ زمن، لابد وأنك ابنه هو .. فأنت لا تشبهني"

أمسكني جيداً وألقاني أرضاً وصعد فوقي ولم أستطع الفرار، كان أقوى مني ...

تلقيت عدة لكمات ولم أستطع الدفاع عن نفسي ..

" هذه المرة لن اكسر قدمك فحسب، سأكسر رقبتك"

خنقني بكلتا بيديه، شعرت أن كل الهواء يختفي، حاولت التحرك كثيراً لأنجو بحياتي لكن لم استطع، أن تموت على يدي والدك!! كم هذا الشعور صعب !!

استطعت أن أصل لزجاجة كحول فارغة، أخذتها و ضربتها على رأسه فسقط مغشياً عليه ..

حاولت التقاط أنفاسي ثم نظرت له بفزع، لم يكن يتنفس، ابتعدت عنه و التصقت بالحائط و نظرت ليداي، كانت مليئة بدم والدي ..

أنا لم أقتله ..

لم أقصد قتله ..

كنت أدافع عن نفسي ..

وقفت من مكاني و ركضت نحو الباب صارخاً أنا لم أقتله، لم يكن قصدي، كنت أدافع عن نفسي ... أتسمعيني؟؟ أنا لم أقتله... كنت أدافع عن نفسي ..

لا أعلم كم عدد الأيام التي مرت وأنا حبيس هذه الغرفة، وحيداً بلا أحد لأتحدث معه، فقط أنا و صورة والدي و أفكاري التي تقتلني كل يوم ...

يوم آخر و سأصاب بالجنون ..

فتحت عمتي الباب حاملة صينية الغداء ووضعتها أرضاً ثم أغلقت الباب خلفها و اقتربت مني " مهما صرخت أعلم أنك أنت من قتله .. في داخلك كنت تتمنى موته .. وعندما سمحت لك الفرصة تركته ينزف بلا رحمة"

-أنا لم أقتله ... كنت أدافع عن نفسي

ابتسمت عمتي لي و أعطتني حبة دواء " أنت لم تنم منذ فترة، لهذا لا تستطيع التفكير جيداً"

ناولتني كأس ماء، فشربتها ... أتمنى لو كان هذه الدواء سماً لأموت و ينتهي كل هذا الألم ...

وقفت عمتي و أخذت صينية طعام أمس وفتحت الباب ... كان سوهو واقفاً ينظر لي بحزن .. نظر لها و سأل " ألم يتناول طعامه مجدداً"

My only choice!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن