احتجاج !!

118 13 2
                                    

أناني!!

هكذا وصفتني، والواقع هي الأنانية، اختفت دون قول حرف فقط لأنني لم أبادلها مشاعرها، ثم ظهرت الآن فجأة لأنها لم تستطع التحمل و منع نفسها من التدخل في أمور الآخرين ...

تركتني و غادرت وتجاهلت نداءاتي لها، مشيت خلفها بعصبية وامسكت يدها وسط الشركة وصرخت " لا تتجاهليني"

التفتت ونظرت لي " سيهون الموظفون ينظرون لنا"

" لم أنم جيداً لأربعة أعوام لأنني كنت أدرس طوال الوقت، حتى لو أصبحت أنانياً وفقد جميع العمال وظائفهم لن أتراجع، أنا مدير الانتاج وانا من اقرر، وخطة الانتاج لن تتوقف "

- لقد فقدت نفسك سيهون، أنا أشفق عليك

- لا تشفقي علي، فقط انتظري حتى نهاية العام، ستعرفين أنني أفعل الصالح للشركة

اومأت هارا " حتى نهاية العام ستكون قد فقدت نفسك و كل من حولك، ستصبح كوالدك في النهاية، وستموت وحيداً"

قلت بغضب" أنا لست مثله"

- ليس بعد لكن احذر نفسك لأنك ستصبح مثله

التفتت هارا و غادرت، ما بها؟ لم تكن هكذا!!

عدت للمكتب وأنا أشتعل من الغضب كيف تجرؤ على تشبيهيي بوالدي؟؟!

سأثبت لهم أني على حق ..

ذهبت لمكتب الموارد البشرية وطلبت كل الأوراق المتعلقة بالعمال، لدي الكثير من العمل لأقوم به، لم أعد تلك الليلة للمنزل، كان علي دراسة الكثير من الملفات، وبالطبع ككل مرة، هارا كانت على حق، ميزانية الشركة لا تكفي لسداد مرتبات العمال و توظيف عمال جدد، و السبب أن خطة الانتاج الجديدة تستنزف الميزانية، كما قال مدير الخزانة، أنا مجرد يافع عديم الخبرة ..

والآن لا أعرف ماذا أفعل؟؟!

هل أعترف بخطأي فحسب؟؟! وعندها ستنتصر عمتي ..

أم أثبت على قراري وأنتظر نجاح خطة الانتاج وعندها ليست فقط عمتي ، بل سأثبت للعالم أجمع أني شخص ناجح ...

عدت للمنزل مساءً وجلست مع العائلة على طاولة العشاء..

سألت أمي " ألم ينتهي الاضراب بعد؟؟"

- ليس بعد لكن سأنهي الأمر قريباً

أكملنا تناول العشاء، نظرت لهم ثم تنهدت وأخبرتهم بعودة هارا، لم تكن ملامحهم أقل دهشة مني عندما رأيتها .. و توالت علي الأسئلة واحدة تلو الأخرى، متى؟ كيف؟ لماذا؟ أين تقابلتما؟ هل ستعودان؟ متى ستأتي؟ وبعدها بدأت فقرة الاستنتاجات، لم تتحمل البقاء بعيدة لهذا عادت، لابد وأنها انتظرته أمام الشركة، ربما رأته على التلفاز ولهذا آتت، هل تحتاج نقود؟؟، ولم ينتظر أحد إجابة مني حتى، لم يصبهم هذا الفضول عندما اضرب العمال...

My only choice!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن